الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ماتيس يناقض ترامب حيال روسيا والأطلسي: إيران أكبر قوة للاضطرابات في المنطقة

هشام ملحم
هشام ملحم
ماتيس يناقض ترامب حيال روسيا والأطلسي: إيران أكبر قوة للاضطرابات في المنطقة
ماتيس يناقض ترامب حيال روسيا والأطلسي: إيران أكبر قوة للاضطرابات في المنطقة
A+ A-

رأى وزير الدفاع المعين جيمس ماتيس أن ايران تشكل "أكبر قوة للاضطرابات في الشرق الاوسط"، وعلى الولايات المتحدة ان تتوصل الى استراتيجية بعيدة المدى تضمن "منع ايران من تحقيق هدفها بفرض الهيمنة على المنطقة"، محذراً من ان "النفوذ الايراني المؤذي ينمو في المنطقة".
لكن الجنرال المتقاعد الذي تولى قيادة القوات الاميركية المنتشرة في الشرق الاوسط أيد التزام الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع مجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الى المانيا، وقال لدى مثوله أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "أعتقد أنه اتفاق غير كامل لضبط الاسلحة، وهو ليس اتفاق صداقة. ولكن عندما تلتزم الولايات المتحدة كلمتها، عليها ان تحترم هذا الالتزام وان يعمل مع الحلفاء" للتأكد من تطبيق الاتفاق.
وجاءت مواقف ماتيس هذه من ايران في وثيقة خطية قدمها الى اللجنة خلال شهادته امامها. ومن المتوقع المصادقة على تعيينه بسرعة وغالبية كبيرة نظراً الى سمعته الجيدة كعسكري متميز ذي ثقافة تاريخية وعسكرية معروفة. وبما ان القانون الاميركي يفرض مرور سبع سنوات على تقاعد أي عسكري قبل تعيينه في منصب سياسي، يتوقع أن يصوت الكونغرس على تعليق هذا القانون في حالة ماتيس، للمرة الثانية منذ تعيين الجنرال جورج مارشال وزيراً للخارجية عام 1947. وفور انتهاء الجلسة صوتت اللجنة بالغالبيةعلى استثناء ماتيس من القانون للتعجيل في تعيينه.
وتحدث ماتيس بشكل عام عن استمرار النزاعات العسكرية في العراق وافغانستان، قائلاً إن الولايات المتحدة تواصل حربها على "داعش" والتنظيمات الارهابية الاخرى في الشرق الاوسط. وعن العراق اعتبر ان الولايات المتحدة يجب ان تحافظ على نفوذها هناك، حتى بعد معركة تحرير الموصل من "داعش" لضمان عدم تحول العراق دولة تابعة لايران. وخلص الى ان الحرب في سوريا تمثل تهديداً للامن القومي الاميركي، وقال في وثيقته التي قدمها الى اللجنة إن"الحرب القاسية في سوريا أثارت اضطرابات في الشرق الاوسط، وساهمت في زعزعة أوروبا، وهي تشكل تهديداً لحلفائنا مثل اسرائيل والاردن وتركيا، وفي الوقت ذاته نرى ان داعش وايران وروسيا قد استفادت من الفوضى، وهذا كله لا يخدم المصلحة الوطنية الاميركية".
وفي شهادته امام اللجنة، بقي ماتيس عن موقفه المعروف والمتشدد من روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، إذ قال ان سلوك روسيا يسبب قلقاً عميقاً وعلى أكثر من جبهة. وتحدث بتشاؤم عن امكان اقامة علاقات جيدة مع روسيا، ملاحظاً أنه منذ مؤتمر يالطا للدول الكبرى التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية حاولت الولايات المتحدة التحاور بشكل ايجابي مع روسيا "لكن قائمة النجاحات كانت قصيرة". ودعا الى التعامل مع الرئيس بوتين من دون أوهام، مشدداً على ان الامر الاكثر أهمية بالنسبة الى واشنطن وحلفائها هو ادراك حقيقة كون الرئيس الروسي "يحاول تفكيك حلف شمال الاطلسي، ولذلك علينا اتخاذ الخطوات للدفاع عن أنفسنا اذا اقتضت الضرورة".
وكرر ماتيس، إبراز أهمية التحالفات الدولية للولايات المتحدة وضرورة صونها وخصوصاً الاطلسي، وقال: "علينا احتضان تحالفاتنا الدولية وشركاتنا الامنية. التاريخ واضح: الدول التي لديها تحالفات قوية تزدهر، وتلك التي تفتقر اليها تذوي". وأكد ان "الأطلسي أساسي لدفاعاتنا، واعتقد أن على التحالف تجديد الارادت السياسية لمواجهة وصد نشاطات روسيا العدائية وغيرها من الاخطار الامنية التي تهدد اعضائه".
واللافت ان مواقف ماتيس من روسيا ومن الرئيس بوتين، وكذلك التزامه القوي لحلف شمال الأطلسي تتعارض والمواقف التي عبّر عنها الرئيس المنتخب خلال حملته، إذ كان ترامب يدافع عن روسيا وبوتين ويبدي رغبته في اقامة علاقات جيدة مع روسيا والتعاون معها في الحرب ضد داعش". كما شكك ترامب في أكثر من مناسبة في جدوى الاحلاف الدولية بما فيها الاطلسي، مهدداً بعدم دعم أعضاء الحلف اذا تقاعسوا في التزام تعهداتهم المالية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم