استشهدا قبل اتمام المهمة العسكرية... تفاصيل فاجعة موت ابرهيم وأيوب

خسارة مزدوجة في صفوف الجيش اللبناني بعد انقلاب آلية عسكرية على طريق عيون السيمان – حدث بعلبك أثناء توجهها لتنفيذ مهمة عسكرية، واستشهاد المؤهل أول ابرهيم علوان والرقيب أيوب حمدان. فبلدتا تل حياة-عكار وعين عطا-راشيا اتشحتا بالسواد يوم الثلاثاء الماضي بعد وصول خبر مفارقة ابنيهما الحياة بسبب حادث سير وليس على جبهة قتال.

رحيل "الأب العظيم"
عند الساعة العاشرة والنصف وقع الحادث المأساوي، بعد أن تفاجأ سائق شاحنة تابعة للجيش بشاحنة تابعة هي الاخرى للجيش متوقفة إلى جانب الطريق، حاولَ ان يحيد عنها فانقلبت العربة التي يقودها، والنتيجة وفاة المؤهل في فوج المغاوير ابرهيم ابن الـ43 عاما الاب لخمسة اولاد، اربع بنات وصبي، اكبرهم تبلغ من العمر 9 سنوات واصغرهم توأم تبلغان نحو الثلاثة اعوام، ابن عمته محمد عويد تحدث لـ"النهار" عن الخسارة الكبيرة التي منيت بها العائلة، وقال "كأنه كان يشعر ان الفراق قريب، فواظب في الفترة الاخيرة على الذهاب إلى لدته تل حياة للجلوس مع اشقائه واقاربه، كونه سكن قبل نحو عشر سنوات في طرابلس، كما كان يتحدث عن نيته في ترك الجيش الذي تطوّع في صفوفه منذ العام 1995 للتفرغ لتربية اولاده المتعلق بهم الى حد الجنون فهو والد حنون الى ابعد الحدود، لكن للاسف رحل قبل ان يحقق اهدافه ويرى اولاده يكبرون امام عينيه".

استسلام البطل
اربعة وعشرون عاماً هي السنوات التي منحتها الحياة للرقيب أيوب، فلم تفسح له المجال في اكمال فرحته والزواج من خطيبته التي ارتبط بها قبل عام ونصف، بعد ان اتفقا على عقد قرانهما في الصيف القادم حتى يكون انتهى من تجهيز منزله، شقيقه صلاح تحدث إلى "النهار" عن الشاب الطموح اكثر اخوته الخمسة هدوءًا ومحافظة على صحته "لا يدخّن، انهى الصف الثانوي الأول ودخل قبل اربع سنوات في المغاوير، كان طموحه تأسيس عائلة مع من دق قلبه لها". واضاف "قبل اسبوع لم يكن كعادته، كان محتارا، لا اعلم لماذا، لكن ما هو اكيد انه لم يكن على طبيعته".
"ما عندي ذكريات انت مش فيها. من دونك هالحياة ما فيّ عليها. لإنك روحي. وروح مش هي بتختار تروح، وحدو اللي حطّها بجسمي هوي بس بيمحيها... كان ذلك آخر بوست وضعه ايوب على الواتساب، وكأنه كان يشعر أنه سيفارقنا، ومع ذلك عندما وصلنا خبر استشهاده نتيجة كسر في رقبته لم نصدق ان البطل لم يقاوم واستسلم فوراً للموت".
جرت مراسم تكريم علوان لدى إخراج جثمانه من مستشفى حلبا الحكومي، ليُنقل بعدها الى بلدته حيث ووري في جبّانتها، كما جرت مراسم تكريم ايوب بعد إخراج جثمانه من مستشفى دار الأمل الجامعي، ووري هو الآخر في جبّانة بلدته، وبحفنة تراب أغلق كتاب حياة شابين ضحّيا بنفسيهما من أجل المحافظة على كرامة الوطن!