السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نيكولاي لـ"النهار": هدنة سوريا لم تحسن أوضاع المحاصرين وندعو الى تحقيق مستقل في قصف المستشفيات

المصدر: "النهار"
نيكولاي لـ"النهار": هدنة سوريا لم تحسن أوضاع المحاصرين وندعو الى تحقيق مستقل في قصف المستشفيات
نيكولاي لـ"النهار": هدنة سوريا لم تحسن أوضاع المحاصرين وندعو الى تحقيق مستقل في قصف المستشفيات
A+ A-

وضعت الحرب الوحشية في #سوريا والتي دخلت عامها السادس العمل الإنساني في مواجهة آلة حربية عمياء، وحولت المستشفيات والهيئات الصحية أهدافاً مشروعة للبراميل والصواريخ على أنواعها، ومجعلت المرضى والجرحى ووصولاً الى القتلى فريسة لمتقاتلين لا يميزون بين عدو ومريض وجريح.


ولعل النموذج الأخير لهذه المواجهة غير المتكافئة هو تلك الغارات الجوية التي سوت مستشفى القدس الواقع في #حلب الأسبوع الماضي بالارض، وحولت 55 رجلاً وامرأة وطفلاً أشلاء وقضت على أحد آخر أطباء الأطفال المتبقين في المدينة.


لم يعد خافياً أن الحرب في سوريا الى مستوى لم تعد تميز فيه بين مدني ومقاتل وبين الاحياء والموتى.صار البشر والحجر هدفاً مشروعاً يتعين القضاء عليه لتحقيق نصر لن يأتي أبداً. ولطالما كان المدنيون الحلقة الاضعف في الحروب، والعمل الانساني من أصعب المهمات وأخطرها، خلال النزاعات. وهو بالتأكيد لن يكون استثناء في الحرب السورية. إلا أن تحول المدنيين الضعفاء، بمن فيهم المرضى والجرحى، كما العمل الانساني هدفاً متعمداً للأعمال الحربية يزيد بشاعة هذه الحرب القذرة ويفاقم معاناة لشعب السوري الذي صار ضحية حرب لا أفق لها.


هذه الانتهاكات وغيرها من التحديات تستأثر بنقاشات مؤتمر نظمه كلّ من منظمة "أطباء بلا حدود"، و"معهد عصام فارس للشؤون الدولية والسياسات العامة"، وكلية العلوم الصحيّة في الجامعة الأميركية في بيروت تبحث فيه "بيئات الحرب المتغيّرة والعمل الإنساني"، في ظل مرور أربعين سنة على انخراط "أطباء بلا حدود" في العمل الإنساني لمنظمة في مناطق النزاع.


وعلى هامش المؤتمر ردت رئيسة مركز عمليات بروكسيل في "أطباء بلا حدود" مايني نيكولاي على أسئلة لـ"النهار" عن المعاناة التي تواجه السوريين في المناطق المحاصرة في سوريا والصعوبات التي تعانيها المنظمة في تلك الحرب، وعن أهمية قرار مجلس الامن الداعي الى عدم استهداف المنشآت الطبية والانسانية.


نيكولاي خبرة و العمل الانساني


عملت ماين نيكولاي أولًا مع منظمة أطباء بلا حدود عام 1992، كممرضة مشرفة في ليبيريا. ومذاك اكتسبت خبرة ميدانية تمتدّ على عشر سنوات في أنغولا، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وإثيوبيا، ورواندا، والصومال، وجنوب #السودان. وعادت نيكولاي إلى هولندا لتنسيق الشبكة الوطنية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس العوض المناعي المكتسب "إدز" بين 2002 و2003. وبعدما شغلت منصب مديرة العمليات في مكتب بروكسيل لـ"أطباء بلا حدود" حتّى تشرين الأول 2010، صارت المديرية التشغيلية للمنظمة في بروكسل.


صراع فظيع


نظراً الى تجربتك في العمل الميداني في مناطق شهدت نزاعات وأمراضاً خطيرة، ماذا تقولين عن الظروف التي تشهدها سوريا، وخصوصاً بالنسبة الى المدنيين الذين يفتقرون الى الاستشفاء والادوية؟ كيف تصفين العمل الميداني في سوريا مقارنة في العمل في نزاعات أخرى؟
- الوضع في سوريا صعب جدا. للمدنيين الذين لا يزالون هناك، هم عالقون في خضم صراع فظيع ، حيث يواجه المدنيون الحصار في مناطق نادرا ما تدخلها المستلزمات الاساسية. ويتعرض هؤلاء للقصف من كل اطراف النزاع. وصارت المنشآت الصحية والمدارس و الاسواق هدفا للاعمال الحربية وتراجعت سبل الهروب ن بعد توقيع الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي و تركيا.


جميع العالقين في الحصار محرومون من الرعاية الصحية لان المنشات الطبية استهدفت مرارا وتكرارا ولمواد الغذائية نادراً ما تصل اليهم ،ولا يمكنهم تأمين سلامة أطفالهم، فيما انهارت الخدمات الاساسية كالمدارس و التعليم، وصار صعباً تأمين الحماية أو الحصول على اللجوء.
في الوقث الراهن الازمة السورية هي الأزمة الانسانية الكبرى والاصعب. ومن الصعب مقارنة الازمات لان هناك معاناة في جميع انحاء العالم. لا استطيع المقارنة بين اوضاع المدنيين في سوريا وبين أولئك في دارفور مثلاً، لان المعاناة واحدة لكنها تاخذ اشكالاً مختلفة. اجمالاً الاوضاع في سوريا قاسية جداً، وافاق الازمة غير واضحة المعالم . إضافة الى ذلك، نواجه نحن كعاملين انسانيين صعوبات كبيرة في الوصول الى المحتاجين اولا، لان النشاط الطبي مستهدف، وثانياً لاننا كعاملين انسانيين نواجه تحديات كالخطف و نخاطر بطواقمنا بعدما أصبحنا هدافاً، الأمر الذي اضطرنا الى ابتكار طرق لايصال المساعدات الى الداخل السوري عبر شبكة اطباء و ممرضين نتعامل معهم و نوفر لهم المعدات الطبية والادوية.


ما يحصل في سوريا من ضرب الخدمات الطبية وقصف المستشفيات والمراكز الطبية هو تجاهل صارخ للقانون الدولي في النزاع المسلح .ما الذي يمكن أن يغيره قرار مجلس الأمن الرقم 2286 الصادر الثلثاء؟
- صدور القرار بحد ذاته خطوة ايجابية اذ انه يعيد التأكيد على ان مجلس الامن متفق على حماية النشاط الطبي وعلى ضرورة ايجاد نظم لرصد و ومحاسبة المعتدين. اذا، حدد على الاقل الاطار العام ، ويمكن الرجوع الى نص القرار عندما تدعو الحاجة، لكن السؤال هو هل ستتغير الممارسات على ارض الواقع؟ .نخشى ألا تتغير، لاننا شهدنا في السابق انتهاك القانون الدولي الانساني في محطات عدة منذ اصداره. الكلمات و اللغة لا يحموننا و لكنهم مهمين في رأيي لانه يمكننا الرجوع اليهم اذ ان القرار الصادر عن مجلس الامن اعاد تاكيد المسلمات بالنسبة للرعاية الصحية في مناطق النزاعات وأعضاء مجلس الامن وافقوا على مبدا المساءلة.


هل يغير قرار مجلس الامن الوضع؟


هل تتوقعين محاسبة المسؤولين عن الإنتهاكات للقانون الدولي الإنساني أمام محاكم دولية؟ وهل ثمة لجان خاصة ستتولى توثيق هذه الانتهاكات تمهيداً لخطوات قانونية لاحقاً؟
-لا ادري ما اذا كانت لجنة كهذه ستُنشأ، ولكن اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان انشئت لهذا السبب، وهي اللجنة التي لجأت اليها منظمة "اطباء بلا حدود" ثلاثة مرات بعد التعرض لمستشفياتها في قندز وحيدان ومعرة النعمان. ولم نحصل على نتائج حتى الساعة، ولكن اللجنة صرحت بانه بناء على الوقائع المقدمة من قبلنا يمكنها النظر في شكوانا وهذه اللجنة مهيأة للتحقيق في الانتهاكات والهجمات على العمل الانساني ولكن عملها يتسم بالسرية وهي ليست هيئة قضائية و مهماتها لا تتضمن المحاكمة.


على كل اطراف النزاع ان يطالبوا اللجنة بأن تقوم بعملها، وهذا لم يحصل حتى الان. السؤال الان هو هل سيتغير الوضع بعد اصدار قرار مجلس الامن؟ نحن لا نتمسك بهذه اللجنة بالتحديد، ونحن منفتحون على اقتراحات اخرى، و لكن نرى أن عليها أن تقوم بتحقيق مستقل، وان تعرض للوقائع وان تحترم مبدأ المساءلة.


الوضع لم يتحسن


ناشدت المنظمة دائماً رفع الحصار عن المدن والقرى السورية والسماح باجلاء مصابين ومرضى. هل لاحظتم تطوراً ما خلال الفترة التي توقفت فيها الاعمال العدائية في سوريا؟ ما هي الخطوات الملحة التي يفترض اتخاذها في مناطق النزاع في سوريا لتحسبن ظروف العمل لمنظمات الاغاثة؟
-هل لا نزال نتكلم عن وقف لاطلاق النار في سوريا؟ وقف اطلاق النار انهار في سوريا. لا اعتقد ان الوضع تحسن في المناطق المحاصرة. ما يجب ان يحصل هو احترام المساعدات الانسانية الطبية، موافقة جميع الاطراف على دخولنا من غير اي شروط ومن غير التعرض للعاملين الانسانيين وادخال المواد الطبية و اجلاء الجرحى و الاشخاص الذين هم بحاجة الى الرعاية الصحية و جميع الذين يودون الخروج من المناطق المحاصرة.


[email protected]
twitter:@monalisaf


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم