الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

كارولينا الجنوبية عززت اندفاعة ترامب...وأنهت حلم جيب بوش

المصدر: "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
كارولينا الجنوبية عززت اندفاعة ترامب...وأنهت حلم  جيب بوش
كارولينا الجنوبية عززت اندفاعة ترامب...وأنهت حلم جيب بوش
A+ A-

عزز المرشح دونالد #ترامب من موقعه المتقدم في السباق الجمهوري بعد فوزه القوي في الانتخابات الحزبية التمهيدية في ولاية ساوث #كارولينا، في الوقت الذي انهت فيه هذه الولاية حلم المرشح جيب #بوش بان يصير ثالث رئيس من عائلة بوش خلال 3 عقود، عندما احتل المرتبة الرابعة وحصوله على سبعة في المئة فقط من اصوات الناخبين، الامر الذي ارغمه على الانسحاب من السباق في خطاب عاطفي بعد حملة استمرت حوالي سنة بدأها في الموقع الاول بصفته المرشح المفضل للمؤسسة الجمهورية التقليدية.
لكن بوش، وقيادة الحزب ومموليه الكبار ومعهم معظم المحللين والمؤرخين لم يتوقعوا التسونامي المفاجيء المتمثل بترامب الذي قلب معظم المعادلات والمسلمات الانتخابية وترك وراءه كماً هائلاً من الركام السياسي وضحايا كثيرين جرفهم من دون رحمة. وكان جيب بوش، ابن السلالة السياسية التي اعطت البلاد الرئيسين بوش الاب والابن، آخرهم.
نتائج السباق التمهيدي في ولاية نيفادا للحزب الديموقراطي كانت اقل درامية، وان ليس اقل اهمية، حين استعادت المرشحة هيلاري كلينتون بعض زخمها الانتخابي وفازت بفارق بسيط ضد منافسها برنارد ساندرز الذي أرغمها على خوض معركة لم تكن تتوقعها في هذه الولاية الغربية حتى قبل اسابيع.
انتصار ترامب لم يكن مفاجئاً، وكالعادة جاء بعد معركة شرسة وقذرة صعّد فيها ترامب من اهاناته لخصومه وخصوصاً السناتور تيد كروز الذي كرر ترامب وصفه بالكذاب، خلال الايام التي سبقت الانتخابات، والتي شملت ايضاً مواجهة غير متوقعة بين رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم البابا فرنسيس الذي انتقد مواقف ترامب العدائية للمهاجرين وقوله ان رجلا يبني الجدران بين الناس بدلا من الجسور ليس مسيحياً، الامر الذي استهجنه ترامب ووصفه بالمشين. وبعد كل "فظاعة" او فظاظة يرتكبها ترامب تبرز التنبؤات بشأن انهياره الحتمي، الا ان يتبين لاحقا ان لا شيء يعلث على هذا الرجل. وعلى الرغم من ادراكه ان لآل بوش مودة كبيرة في ساوث كارولينا، وهي الولاية التي ايدت بوش الاب في 1988 وبوش الابن في سنة الفين، شن ترامب هجوما شرسا ضد بوش الابن وحمله ليس فقط مسؤولية الحرب الكارثية في العراق، ولكن ايضا هجمات ايلول الارهابية في 2001، مدعيا بغير صدق انه كان من معارضي غزو العراق، وان كرر تأييده لتعذيب المتهمين بالارهاب بما في ذلك اسلوب الايحاء باغراق المشتبه فيهم خلال التحقيق معهم وهو الاسلوب الذي اوقفه الرئيس باراك اوباما. كما واصل ترامب وبشغف اهاناته لمشاعر المسلمين، حين كرر رواية حول قيام الجنرال الاميركي المعروف جون بيرشينغ الذي قمع تمرداً في الفيليبين قبل قرن باعدام أسرى مسلمين بعدما غمس الرصاص الذي اطلق عليهم بدم الخنازير.
وحصل ترامب على 5ر32 بالمئة من الاصوات بينما تعادل تقريبا خصماه السناتور ماركو روبيو 5ر22 والسنتاور تيد كروز 3ر22 في المرتبة الثانية . وهذه النتائج تعني عمليا ان ترامب سيحصل على جميع ممثلي الولاية في المؤتمر الحزبي الذي سيصوت لمرشح الحزب والبالغ عددهم 50 مندوبا.
وحتى الان استفاد ترامب من وجود عدد كبير نسبيا من المرشحين الذين كانوا يستنزفون بعضهم البعض، ولكن الوضع سيتغير عندما يتقلص عدد المرشحين، وخاصة اذا وقفت قيادات الحزب ومموليه الكبار وراء مرشح معين. وهذا ما يأمل السناتور روبيو بتحقيقه. ويعتقد ان انسحاب جيب بوش من السباق سوف يصب في مصلحة روبيو الذي قال بعد فوزه بالمرتية الثانية ان السباق ينحصر الان به وبمنافسيه ترامب وكروز. المفارقة هي ان جيب بوش عندما كان حاكما ناجحا لولاية فلوريدا احتضن روبيو ورعاه كسياسي شاب وصاعد. وخلال السباق ساءت العلاقة بين المرشحين واتسم السجال بينهما بالحدة، وساهم روبيو مع ترامب في تقويض حملة بوش. وكان كل من بوش وروبيو يرغب بان يصبح المرشح الذي تتجمع حوله قيادات الحزب ومموليه للتصدي لترامب. وكان حصول روبيو على تأييد حاكمة ولاية ساوث كارولينا نيكي هايلي (هندية الاصل) والسناتور الاميركي من اصل افريقي تيم سكوت بداية احتضان قيادات الحزب لروبيو كبديل لترامب. ويأمل روبيو بجذب ممولي حملة بوش الى حملته.
وسوف يواجه ترامب امتحانه الاكبر في اول آذار حين تجري الانتخابات في 12 ولاية من بينها ولايات هامة وكبيرة مثل تكساس وجورجيا وفيرجينيا في ما يعرف "بالثلثاء الكبير". واذا ابلى ترامب بلاء حسنا في هذه الولايات، وواصل روبيو وكروز استنزاف بعضهما البعض، قد يصبح من المستحيل وقف تسونامي ترامب، المرشح الاتي للسباق من خارج الطبقة السياسية المحترفة والذي لم ينتخب لاي منصب في حياته، والذي سيكون فوزه بترشيح حزبه بمثابة انقلاب لم يشهده الجمهوريون منذ فوز باري غولدووتر بترشيح الحزب الجمهوري في 1964 وتعرضه لهزيمة انتخابية ساحقة على يد مرشح الحزب الديموقراطي انذاك الرئيس ليندون جونسون.
الانتصار البسيط الذي حققه هيلاري كلينتون في ولاية نيفادا بعد هزيمتها الساحقة في نيوهامببشر، اعاد الى حملتها المضطربة بعض التوازن الذي تحتاجه تمهيداً للمواجهة مع منافسها ساندرز في ولاية ساوث كارولينا، قبل المعركة التي تريدها ان تكون حاسمة في اول آذار. وحصلت كلينتون على 7ر52 في المئة من الاصوات مقابل 2ر47 في المئة لساندرز. هذا النجاح المحدود جاء بعد ان قامت كلينتون بنشاطات مكثفة في الولاية التي كانت في بداية الحملة في صفها بنسبة ضخمة من الاصوات. واستفادت كلينتون من اصوات الاميركيين اللاتينيين، والاميركيين من اصل افريقي بعد ان حصلت على تأييد معظم قادتهم، كما استفادت من تأييد اعضاء النقابات التي تمثل عمال وموظفي كازينوهات مدينة لاس فيغاس. وعلى الرغم من ان كلينتون لا تزال تتمتع بتأييد نسبة كبيرة من اصوات الاقليات، الا ان ساندرز بدأ بجذب اعداد متزايدة من هذه الاقليات وخاصة الشباب والمتعلمين الى حملته. واكثر ما يقلق حملة كلينتون، هو قدرة ساندرز على جمع التبرعات من مؤيديه الشباب وغيرهم من المتحمسين له، الامر الذي يضمن بقائه في السباق حتى نهايته.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم