المصيبة حلّت... والقدر يصطاد فاطمة وخالتها على طرق الموت

لم تكن فاطمة منير قشوع وخالتها نظيرة يحيى فواز أن القدر سيُصدر حكمه عليهما في تلك الليلة على طريق عام السعديات-الدبية، أثناء عودتهما مع والدها منير والعاملة الأثيوبية. وإن يكن الحادث قد وضع كغيره في خانة #حوادث_السير اليومية التي تقتضي بياناً يُسدل الستار عنه، إلا أن وقعه كان أليما وفظيعاً على أهل الضحيتين وأهالي شحيم، ويُنشط الأذهان الى حوادث السير اليومية على الطرق والضحايا الذين تسقطون بالعشرات بسبب رعونة في القيادة ربما، أو سوء أحوال الطرق أو السرعة الزائدة، الى العشوائية في توقيت الشاحنات الى والى ...، إلا أنها كلها تصب في خانة الاستهتار في قيادة الآليات ولو وُضعت آلاف القوانين.

على طريق السعديات-الدبية وقع حادث السير المروّع ليل أمس بين شاحنة من نوع مرسيدس تحمل اللوحة رقم 354474/م مسجلة باسم اللبناني يوسف الياس القزي ويقودها السوري محمد شربو بن احمد (30 عاماً) وبين سيارة رباعية الدفع من نوع جي.ام. سي. (ENVOY) تحمل اللوحة رقم 184062/ص، يقودها اللبناني منير قشوع ترافقه ابنته فاطمة قشوع (34 عاماً) ومعها جارتها نظيرة يحيى فواز (36 عاماً) وجميعهم من بلدة شحيم في اقليم الخروب، كما كانت معهم في السيارة الأثيوبية زينا بيتش. وأدى الحادث الى وفاة السيدتين وإصابة سائق الـ ENVOY والأثيوبية بكسور برضوض. وحضرت الى المكان القوى الأمنية من فصيلة درك السعديات وبوشرت التحقيقات، فيما تمّ نقل الجثتين والجريحين الى مستشفى الحاج في الجية وتوقيف السائق السوري.

لم نسأل أمام نتيجة الحادث كيفية حصوله، فالمصيبة حلّت، أما كيف لم يعد هذا لُبّ الواقعة لأن المأساة كبيرة ولو صنّف البعض الحادث بالعادي. إنه حادث سير، طبعاً قد يتكرر المشهد في أي لحظة. وطبعاً أيضاً "لا سخاء بأحد"، إلا انّ الضحية فاطمة التي وضعت مولودة منذ ثلاثة أشهر، قضت تاركة وراءها الى جانب المولودة الجديدة، عائلة مكوّنة من زوجها سمير نجم الدين صبي وبنت، أما الخالة زوجة باسل رفيق شعبان فقد تركت الدنيا ووراءها صبي وبنتان.

كوارث حوادث السير كثيرة ويومية، وما علينا إلا الحذر واليقظة ليس من غفلات القدر فحسب، إنما من رعونة واستهتار بعض السائقين بالقيادة على طرق أقل ما يُقال عن "بعضها" أنها تصلح لسير الدواب لا الآليات.