السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

فستق محتدًّا ومنفعلاً خلال محاكمته: ثمّة من أراد إيقاعي بمقلب

المصدر: خاص- "النهار"
كلوديت سركيس
كلوديت سركيس
فستق محتدًّا ومنفعلاً خلال محاكمته: ثمّة من أراد إيقاعي بمقلب
فستق محتدًّا ومنفعلاً خلال محاكمته: ثمّة من أراد إيقاعي بمقلب
A+ A-

عندما سأل رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم الشيخ عمر بكري فستق الموقوف مع ثلاثة آخرين بتهمة جنائية "تأليف عصابة مسلحة والانتماء اليها بقصد ارتكاب الجنايات على الاموال والناس، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، وحيازة واقتناء مواد متفجرة للقيام بأعمال ارهابية والقيام باعمال ارهابية بواسطة متفجرات ونقل اسلحة حربية وذخائر بدون ترخيص، ومساعدة مجرمين على التواري وتأمين مأوى وطعام لهم"، وعن علاقته بجماعات أصولية أقسم فستق، الذي في عقده الستّيني الواهن المترهّل والشاحب، أجاب بنبرة هادئة عن عدم علاقته بأي مجموعات "والله شهيد ووكيل على كلامي".


مبايعة البغدادي
"الا تريد مبايعة ابو بكر البغدادي وفقًا لما أدليت به في الجلسة السابقة ؟" سأل رئيس المحكمة، فأجابه فستق الذي أمسك بنظارته في يديه طوال جلستين حوكم بهما مع رفاقه "انا اجبت عن ذلك السؤال بأنه، في حال رضي الرسول، ارضى بمنظور ديني شرعي لأسباب اعتقادية". ولكنك اجبتني بطريقة اخرى في السابق، اضاف رئيس المحكمة. فرد عليه فستق، في حضور وكيله المحامي عبد الرحمن حيدر "انا لا أبايع احدا وأجبتك انه اذا استحق ابو بكر البغدادي أبايعه ونحن نحبّ اهل البيت والصحابة، وإن أخطأ القاضي بالعفو افضل من ان يخطىء بالعقوبة".
فاجابه العميد ابرهيم "لا تركز على الامام علي(بن ابي طالب)، انما على السؤال"، فاجابه فستق الذي ارتدى لباسا رياضيا واطلق لحية كثة منتظمة "انا احب كل شيء يدخل الى العقيدة والنظر بعين العدل والرحمة".
وبانتهاء رئيس المحكمة من الاسئلة أُعيد فستق الى قفص الاتهام مع الموقوفين الثلاثة شادي عدنان الزيلع وحسام عبدالله الصباغ والشيخ محمد بسام اسماعيل حمود حيث جلسوا يستمعون الى إفادات اربعة شهود. هم محكومون سابقًا واستمعوا على سبيل المعلومات.


رحيم: لا انتمي الى عصابة
وسئل الشاهد نبيل رحيم الملاحق امام المجلس العدلي في ملف الانتماء الى حركة "فتح الاسلام" فأفاد عن افادته الاولية "المفصلة والطويلة عن تشكيل مجموعة تابعة لتنظيم"القاعدة" عام 2007 وكانت بدايتها عام 2005 غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري". واعتبر الشاهد، في ردّه "ان القصة لم تكن كذلك". وافاد "انا إمام مسجد وأُعطي دروسا في معهد شرعي ونشأ لي من خلاله اصدقاء. اما قول التهمة بعصابة مسلحة فهو غير صحيح. وكثر من الشباب قصدوا المقر وخيمت حينذاك اجواء احداث مخيم نهر البارد". وقاطعه رئيس المحكمة "ومن هو ابو بكر حمود؟". فاجابه الشاهد "آسف لأننا كنّا نوقع في التحقيق الاولي على محاضر لا نقرأ مضمونها". ولكنك، قال له رئيس المحكمة "في تلك الافادة أدليت بتفاصيل للتحقيق بها. وأشرت فيها الى ان انور غلاييني اختلف مع الشيخ حمود اواخر عام 2005 لاسباب مالية". فواظب الشاهد على نفيه، مضيفا ان الموقوف حسام الصباغ لا علاقة له بالمعهد الذي يعلّم الشرع. هو قدم من اوستراليا وتوطدت صداقة بيننا في محلٍّ أنشأه في طرابلس لبيع الحمص والفول. وتعرّف الى فستق من خلال مقابلاته التلفزيونية. وافاد انه تعرف برجال دين سعوديين من خلال أدائه العمرة والمعروف بطلحة حضر الى مخيم نهر البارد وغادره بعد إشكال.
وتوجه اليه رئيس المحكمة بمزيد من الاسئلة. فاجاب ان عددًا من الاشخاص ممن وردت اسماؤهم في التحقيق الاولي قدموا الدعم المالي الى سوريا ولبنان في وقائع تلك الافادة فحسب، ولا صحة لذلك في الواقع".
وقال له "ابو غريب هو خبير متفجرات احضره طلحة لعدم وجود متخصّصين عندكم، ومعاذ مرعي مكلف من الزرقاوي وحضر لينسّق مع"القاعدة" وأوقف في سوريا عام 2006". فردً الشاهد الملتحي "هذا الكلام سمعته من اللواء وسام الحسن. هو من طرابلس وسافر فترة. وعندما أوقفنا في سجن رومية وجدنا ان هذه الامور كانت كلام بكلام.
وسئل "افدت انك شكّلت مجموعتين ومجلس شورى في ذلك التحقيق". وانبرى الشاهد يقول "للاسف ان ما كتب فيها غير صحيح".


شاهد: لا اعرف فستق
وتلاه في الافادة الشاهد جميل الزين الذي نفى بدوره ما ورد في التحقيق الاولي معه. وقال "انه ادلى بها تحت تأثير التعذيب وبينها مسألة ذهابه الى شقة في طرابلس تحتوي على اسلحة، وحيث كان المدعى عليه حسام الصباغ، او ان يكون الاخير طلب ان يسلمه سلاحا. واضاف انه رأى فستق عبر التلفزيون فحسب ومحاضرات.
وافاد الشاهد عمر حربة ان صداقة قديمة تربطه بحسام الصباغ من خلال وجودهما في اوستراليا. واشار الى انه ساعد صديقه في تعليمه القراءة لأنه لا يلمّ بالعربية، نافيا وجود جماعات او تدريب في منزل الاخير. اما فستق فهو غني عن التعريف.
وسئل "افدت ان نبيل رحيم اخبرك ان فستق قابل شخصًا مهمًّا في"القاعدة". فاجاب"لم تحصل لقاءات مع رحيم. وما ادليت به اوليًّا عارٍ من الصحة. انا اعمل مع الصباغ دائما في محله عندما يغيب عنه وحصل انه سافر الى الصين". ما نفاه الصباغ وافاد انه ذهب الى سوريا لاحضار إلكترونيات الى محله، نافيا ان يكون ذهب الى العراق في تلك السفرة ليقابل ابو مصعب الزرقاوي.
وادلى الشاهد عثمان التركماني ان الشيخ حمود صاحب محل لبيع العطور وعمل معه، نافيا رؤية سلاح عنده وقال "هو ضد الاسلحة وينصح بعدم استعمالها".
وسئل عن لقاء في مخيم عين الحلوة حيث أجرى وحمود دورة عند "عصبة الانصار". واعتبر حمود المسؤول الاول في مجموعة. وكان للصباغ لقبان بينهما


"لا تصح الدولة الاسلامية في لبنان"


ابو "الحسن". فاجاب "ما ذكرته انه تم تشكيل مجلس ادارة في معهد "دار الحديث" لتعليم القرآن مديره الشيخ زهير عيسى الذي كان في اوستراليا وعاد الى لبنان. كما شغل حسام الصباغ مسؤولية فيه. وكنت أراه وجميل زين. اما الحديث عن شقّة تخصّ حمود ووضعه الصباغ فيها مع سلاح، فهذا امر لم يحصل". وتحدث رئيس المحكمة عن كمية 50 بندقية وذخيرة، فأجابه "الله اكبر. ان الشيخ حمود هو ضد هذه الافكار. وعلاقتي بحسام الصباغ هي اكثر من سطحية، نافيًا ان يكون هاني السنكري وعدنان محمد طلبا منه مبايعة الزرقاوي.
وبادره رئيس المحكمة "لقد اقنعك بسام حمود بإقامة إمارة اسلامية "، فأجابه الشاهد "قال حمود دائما ان لبنان لا تصحّ فيه هذه الدولة الاسلامية".
وأحضر الموقوف حمود من قفص الاتهام وسئل في ضؤ إفادة الشاهد فاجاب "كل شيء تركيب بتركيب وكبر موضوع قصة "القاعدة" لاسباب سياسية وامنية. وأيّد توقيفه في "السعودية ثمانية اعوام وثلاثة اشهر" لاسباب تتعلق بتنظيم "فتح الاسلام وليس"القاعدة". سائلاً "ما علاقتي بهذا الموضوع". واضاف "لا اعرف كيف تركّب موضوع الشقة والسلاح. ولا اعرف الاسباب التي ادت الى كل هذه الامور المركبة".
ولكن افادات الموقوفين تطابقت لجهة انك صاحب فكرة إنشاء مجموعة بعد اغتيال الحريري لحصول نوع من الفراغ؟". قال له رئيس المحكمة. ورد الشاهد بسؤال "لماذا ؟ ومن سأقاتل بها العدو الاسرائيلي؟"
وأفاد الشاهد ابرهيم صبلوح انه اشترى بندقية ام 16 من الصباغ عام 2006. وأوضح الاخير بعدما احضر من قفص الاتهام "نعم، هو طلب مني شراء بندقية له. واشتريتها له لأنه من حقه ان يدافع عن البلد خلال حرب تموز وفي ظل عدوان خارجي عليه". وردّ رئيس المحكمة "القصة غير هيك" فاجابه الصباغ "بينما كان عندي في المحل قصفت اسرائيل بلدة العبده وسواها.
واستمهل وكيل فستق للمرافعة وأُرجئت الجلسة الى 20 نيسان الجاري.


تشكيل مسلح امتداد للنصرة
ثم انتقلت هيئة المحكمة الى محاكمة فستق وآخرين في ملف ثانٍ بتهمة "تأليف تنظيم ارهابي مسلح يشكل امتدادًا لجبهة "النصرة" من سوريا الى لبنان وإنشاء معسكرات تدريب في مناطق لبنانية بينها في الشمال والجنوب بهدف تسهيل وجودها".
في الجلسة الثانية اشتدت حدة صوت فستق المتأبط دائما نظارته وهي لضعف النظر وأجاب بعصبية عندما سئل عن المتهمين معه في هذا الملف وبينهم الفلسطيني اسامة الشهابي المطلوب من العدالة في أكثر من ملف يتصل بـ "عصبة الانصار" وحركة "فتح الاسلام" وقال غاضبًا "انا لا اعرفه ولا اعرف ابو مدين او سواهما ولم اسمع بهما الا هنا امام القوس. هذا تحقيق اولي عسكري.
وسئل الموقوف فستق "تواصلت مع المدعو موسى ثم اتى الطبيب عبد الناصر الى مخيم عين الحلوة حيث التقى الشهابي وابو هيثم الشعبي وابو مدين". وردً منفعلاً "تربط الابوات بالاسماء(المدعى عليهم). سمع الطبيب بها هناك وقال ان ابو مدين من بينهم وأراه هنا للمرة الاولى. وما حصل ان شخصًا اتصل بي. وطلب مقابلتي مستفسرا عن اسمه". فقاطعه رئيس المحكمة "ارسلت الطبيب لاسامة الشهابي". واحتد فستق وقال "انا ارسلت الطبيب الى بيروت وأقله شخص في سيارته الى مخيم عين الحلوة، وابلغني انه اجتمع بثلاثة ابوات. هو مقلب في حقي. واعتقد انه يريد "الشحادي". هذه مشكلة أواجهها. وثمة من أراد إيقاعي في مقلب. والطبيب الماثل يشرف على معالجتي وهو صديقي. مضى الى منطقة الكولا حيث أقلّه الناقل الى المخيم. وكل حديث عن امارة اسلامية في لبنان وان تدخل "النصرة" الى لبنان هو في غير محله.
كلام فستق جاء بعد ما ورد في الملف عن تفاصيل تتعلق بالامارة ومعسكرات تدريب والنصرة.
وسئل الطبيب عبد الناصر الذي افاد ان فستق ارسله الى ذلك الشخص وبتكليف منه. وأصرّ ان الفسطيني الموقوف الى جانبه صالح مرعي الحسن ليس هو ابو مدين الذي كان مقنّعًا، لأن الاخير طويل القامة وأضعف جسمًا من الموقوف هنا، وأصرّ على انه ليس الشخص الذي التقاه في مخيم عين الحلوة. اما الحسن فأفاد انه حضر من دبي الى لبنان لتجديد وثيقة اقامته ليتمكن من الاستمرار في اقامته هناك حيث اهله وعائلته. وذكر انه أُوقف بعد دهم منزله بناء لمعلومات، مشيرا الى انه يعمل في مجال الطوارىء ممرضًا مع طبيب لإرسال أدوية الى غزة، نافيا علاقته بالثورة في سوريا او بالمعارضة او ارسال اموال الى الاخيرة .


ارسال ادوية الى سوريا


وسأله رئيس المحكمة عن سبب توقيفه في مكان اقامته في دبي ثلاثة اشهر. فاجابه ان الامر لا يتعلق بتوقيف انما بتعهّد وقّعه بعدم إرسال أدوية الى سوريا والعراق. وان الطبيب الذي يعمل معه وسئل عن هذا الموضوع الذي طاله لأنه يعمل ممرضًا معه. ونفى ان يكون التقى الطبيب اللبناني الموقوف في اي اجتماع مكررًا الطلب بمواجهته بالمخبر الذي ابلغ عنه ذلك، وانه ابو مدين فيما كنيته ابو عمر تيمنا بابنه البكر.
وارجئت الجلسة الى المرافعات في الثامن من ايار المقبل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم