الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انطلاق "أسبوع دبي للتصميم 2021" بمشاركة لبنانية لافتة... رؤية إماراتية لاندماج الإبداع والتاريخ (صور)

المصدر: "النهار"
بتول بزي
بتول بزي
المشاركة السورية في "أسبوع دبي للتصميم 2021".
المشاركة السورية في "أسبوع دبي للتصميم 2021".
A+ A-

ينطلق الإبداع من الواجهة البحرية لحيّ دبي للتصميم،  فيجوب العالم. الأرض الإماراتية جامعة، رؤيتها واضحة. نتنقل بين أبنية "أسبوع دبيّ للتصميم 2021"، فيُبادر الفريق التنظيميّ للمساعدة. حفاوة الاستقبال تؤكّد رسالة الإمارات الداعية إلى الحوار، حيث تنوّع الثقافات يُعَدّ رمزاً أساسيّاً من رموز المعرض وأهدافه.

حجزت دبي، على مدى الأعوام السابقة، مكانتها الرائدة كمركز إقليمي للتصميم والإبداع، بعدما أدرجتها "اليونيسكو" ضمن شبكة المدن العالمية المبدعة. وهذه السنة أيضاً، بادرت إلى لمّ شمل الإبداعات العربية والأجنبية، بعد انقطاع قسريّ لعام واحد، وذلك برعاية رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي وعضو مجلس دبي الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم. وككلّ حدث عربيّ كبير، لم تغفل الإمارات إضافة اسم لبنان إلى القائمة، فكانت اليد اللبنانية الضيف الأبرز. مشاركة هي الأولى من نوعها لمصمّمين لبنانيين ناشئين ومحترفين، رأوا في بلدهم وَمضة أمل، فكانت دبي وجهتهم، بعدما آمنت بقدراتهم وأحلامهم.

 

يزهو "أسبوع دبي للتصميم" بألوانه وضيوفه. وعلى مساحة ضخمة يجمع الحدث الإبداعي الأول في الشرق الأوسط، في برنامجه الأغنى والأكثر تنوّعاً: 430 مصمّماً إماراتياً و560 شركة، تحت قبّة تتّسم بلونها الأبيض. مصمّمون وفنانون ومهندسون وذوو لمسات إبداعية، من بلدان عدّة، يلتقون ضمن نشاطات واسعة، بين المعارض والمتاجر الموقّتة، التجهيزات الفنية والحوارات وورش العمل المتاحة مجّاناً لجميع الزوار على اختلاف أعمارهم ومهاراتهم. أمّا "داون تاون ديزاين"، المعرض الأبرز في حيّ دبي للتصميم، فيتيح لزوّاره فرصة استكشاف أحدث التوجهات والابتكارات في عالم التصميم، عبر استضافة أكثر من 150 مصمّماً وعلامة تجارية إقليمية ودولية من 20 دولة.

تُرحّب المديرة التنفيذية لحيّ دبي للتصميم، خديجة البستكي بضيوفها. تنطلق نشاطات المعرض بكلمة لبستكي، مؤكدة أنّ "تنظيم المهرجان بضخامته يأتي تأكيداً على جودة البيئة الإبداعية المتنامية والمزدهرة التي يوفّرها حيّ دبي للتصميم، وانسجاماً مع رؤيتنا الرامية إلى توفير بيئة داعمة لأنواع الفنون ومكونات المجتمع الابداعي". هذه الرؤية تهدف إلى "تعزيز سُبل تعزيز الحوار الحضاري والثقافي وتمكين المواهب ورفدها بفرص النمو على مختلف المستويات".

 
انطلاق فاعليات أسبوع "دبي للتصميم"
 
 
الوقت للجولة الصحافية الأوليّة لا يُغطّي مساحة المعرض بأكملها. أجنحة عربية عديدة كالإمارات العربية المتحدة، السعودية، سوريا ولبنان وغيرها. وأخرى أجنبة من السويد، ألمانيا، إسبانيا واليابان. كلّ جناح ينفرد بتقديم تصاميم تختلف عن الآخر، بحسب البلد المنشأ، والثقافة التي يسعى لتعريفها إلى الآخرين. تجمع الأجنحة كلّها ميزة فرادة العمل، فلا تكرار بين المنتجات المعروضة، كالأثاث، الحرفيات، الأخشاب، الأشغال اليدوية وإعادة التدوير. لكلّ مصمّم رؤيته الخاصة وبصمته، الذي عمل طويلاً لإبرازها في معرض إبداعي جامع، يختزل الأفكار، ويقرّب المسافات.
 
 

"ARE"، فريق سوريّ يقطن في الإمارات، لم ينفصل عن بلده يوماً، بل دأب لنقل مواهب الأجداد إلى حيث هو. المشاركة السورية بدت لافتة، حيث الأعمال المعروضة "أبّاً عن جدّ" من "قلب دمشق إلى قلب دبي".

حرص أعضاء الفريق على إخفاء هويتهم الشخصية، فالعمل جماعيّ بامتياز. يتحدّث أحدهم لـ"النهار" عن فكرة العمل في الصدفيات والخشب السوري القديم. يقول إنّهم "أمضوا وقتاً وجهداً كبيرَين لإقناع المصممين الكبار في سوريا بتطوير أعمالهم السابقة التي تحمل دلالات تاريخية، بما يتلاءم مع العصر الجديد".

 
 

يقف المصمم عمر الغرغ أمام زاويته مقدَّماً قطعه الخشبيّة للزوّار. يقول لـ"النهار" إنّه يهدف من خلال هذا المعرض إلى "تعزيز العلاقة بين تصاميمي والزبائن لخلق مساحة تشاركية أكبر".

ويضيف: "الفكرة الرئيسية لعملنا هو تقسيم الأثاث وإدخال التفكير الإبداعي فيها من دون إلغاء بصمتها التاريخية. المرايا مثلاً حافظت على نسقها باستخدام الصدفيات الأصلية السورية، ونحن طوّرنا القطعة عبر إدخال مادة (البلكسي)، مع الجمع بين الكتابة الأجنبية والإضاءة من جهة والتراث السوري من جهة أخرى، وإضافة لمسة إبداعية عبر ألوان فاقعة ومبتكرة".

 
 

نمرّ على مِساحة بلدنا. تفوح رائحة بيروت من وسائد بيوتها. كنُّا قد التقينا ماريانا وهبي، المنسّقة للجناح اللبناني في "أسبوع دبيّ للتصميم". تشعر وهبي بالفخر لما استطاعت تحقيقه، مع يد شبابية مبدعة. وبين القطع اللبنانية المميزة، التي تحكي قصة من الإبداع، تخبر وهبي "النهار" أنّ "البصمة التي تركتها رومي ديالي، عبر السينوغرافيا الخاصة بالمعرض، خلَّفت أثراً عاطفيّاً لدى روّاده". كما تصف المساحة اللبنانية في معرض دبي كـ"حلم لإظهار الابتكار والابداع اللبنانيين، لإثبات أنّ بيروت لا تزال خلّاقة للمبدعين".

 
 
 
 
فاطمة المحمود: "لقاء إبداعات الإمارات"
 

فاطمة المحمود، ضيف قيّم في "أسبوع دبي للتصميم" من خلال برنامجها "لقاء إبداعات الإمارات". تشارك المحمود كلّ عام في هذا المعرض، ومع تراكم الخبرات، وُلِدت ثقة بينها وبين القيّمين على المشروع، فكانت مبادرة تكريمية لإطلاق برنامجها الخاص هذه السنة. عبر هذه البرنامج، تنطلق أهم الورش التفاعلية والحوارات ضمن نشاطات المعرض. لقاءات المحمود، المرأة الإماراتية الرائدة في مجال الإبداع، عبارة عن نقاشات مستوحاة من المجالس الإماراتية المعروفة بـ"البرزة"، أي "المدرسة التي يتعلّم الأفراد منها أو المجالس المتخصصة بنقاشات معينة".

 
 
في لقاء مع "النهار"، من أمام زاويتها الخاصة تحت اسم "آثار 1971"، تروي بعضاً من الورش المنوي إقامتها خلال الأيام المقبلة: "دعونا الإبداعات الإماراتية، إن كان على مستوى الناشئين أم مبدعين متخصصين في مجال عملهم، لنقاش متخصصّ كل يوم، وأول هذه النقاشات "إنتاج التصميم في دولة الإمارات". ما طبيعة المشاركة؟ تجيب أنّ "المشاركين سينقلون رحلتهم في إنتاج تصاميمهم داخل الإمارات إلى الجمهور، مع تقديم اقتراحات من خلال خبراتهم لتطوير الشركات الناشئة في هذا المجال، مثل المصمَّمين عمر الكرد ولينا غالب".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم