الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"أسبوع دبي للتصميم" يحتضن الإبداع اللبنانيّ... وسائد بيروتيّة حالِمة (صور)

المصدر: "النهار"
بتول بزي
بتول بزي
 "Beirut Arabic Heart" من المواد التي ستُعرَض في "أسبوع دبي للتصميم.
"Beirut Arabic Heart" من المواد التي ستُعرَض في "أسبوع دبي للتصميم.
A+ A-
نَما حُلم بيروت الإبداعي على وسادة. كبُر إلى ألف وسادة أخرى، مصنوعة من قماشة بيوت لبنانية عتيقة، خيطَت بأنامل الجدّات، وتعود إلى عقود مضت، من العام 1950 إلى اليوم. سينوغرافيا خاصّة، من تصميم الفنانة اللبنانية رومي دالي، التي شبكت يدها بيد ماريانا وهبي، منسّقة "Beirut Concept Store"، لتنقلا تصاميم لبنان إلى العالم، من بوابة الخليج، ضمن معرض "أسبوع دبي للتصميم 2021".
 

حين دخلت العاصمة بيروت في سُبات قاتل وراحت تنفض غبار ويلاتها بعجز، لم تكُن تعلم أنّ المثابرين خلفها. فبعد سنوات ستّ من التميّز بحدث فريد في الشرق الأوسط، تحتضن دبي هذا العام مبدعي لبنان، في "أسبوع التصميم" بنسخته السابعة، فحجزت لبيروت جناحاً خاصّاً، تمهيداً لتحقيق أحلام لبنانيين بعرض تصاميمهم إلى جانب علامات تجارية عالمية.
 
يُعَد هذا المعرض من أضخم معارض التصميم والإبداع في دبي وأهمّها، ضمن مهرجان "داون تاون ديزاين"، الذي يضمّ مشاركين من حول العالم في مجالات عدّة: فنانين، مصممين، مهندسين، معماريين، مصممي أثاث، مصوّرين، وغيرهم، ويُقام في الواجهة البحرية لحيّ دبي للتصميم (d3)، في الفترة الممتدّة من 8 تشرين الثاني إلى 13 منه، وذلك ضمن مساحة ضخمة وأجنحة خاصّة لعرض تصاميم المشاركين المتنوّعة.
 
 
 
المشارَكة اللبنانية هذا العام لم تأتِ من العدم، بل كانت ثمرة جهد مستمرّ لوهبي، سيدة لبنانية تركَت بصمة في العمل المجتمعيّ داخل وطنها ضمن مؤسسة "ماريانا وهبي للعلاقات العامة"، قبل الانتقال للإقامة في دبي مؤخّراً، حيث سَعت، من هناك، لنقل مواهب أبناء بلدها إلى الثقافات الأخرى.
 
 
 
يدرك القائمون على المشروع الإماراتي معاناة المجتمع اللبناني المبدع في بيروت بظلّ الأزمات المتلاحقة وانهيار سعر صرف الليرة، وكيف يناضلون اليوم للبقاء والاستمرارية، فرحّبوا بدعم الطاقات الشبابية اللبنانية، عبر مبادرة بتقديم مساحة ضخمة في المعرض تبلغ 1000 متر مربّع، تحمل اسم "Beirut Concept Store"، فيما تولّت وهبي التواصل مع المصممين الراغبين في المشاركة لعرض أعمالهم وبيعها في المعرض.
 
 ومن نواة لبنان خُلِقَت طاقات شبابيّة، يصعب حصرها بمعرض واحد، فكان لا بدّ من اختيار عدد معيّن بنحو 50 شخصاً للمشاركة في "أسبوع دبي للتصميم". الاختيار وقع على صغار المصمّمين من الشابات والشبان، الذين بدأوا مشروعهم أخيراً بهدف دعمهم، وخليط من المحترفين والمبتدئين، لصقل مواهبهم وتبادل الخبرات.
 
 
 
 ماذا عن الموادّ التي ستُعرَض؟ تُفنّد وهبي: "يقدّم المشاركون موادهم ضمن أسعار مقبولة ومشجعة تبدأ من 60 دولاراً للقطعة الواحدة وصولاً إلى أسعار بآلاف الدولارات"، مضيفة أنّ الهدف الرئيسي يكمن في "تحفيز مبدعي بلدنا في ظلّ أوضاعنا الصعبة، ولا نركّز على قيمة القطعة المادّية بقدر ما نسعى للإضاءة على شكلها التصميميّ المميّز". وخلف هذا الجهد الشبابيّ، رسالة لوهبي إلى العالم: "إنّنا موجودون ومستمرّون في عملنا من لبنان، ولا زلنا نُصنّع من داخل بلدنا، واخترنا حصراً المبدعين الذين لا يزالون يعملون من لبنان للمشاركة في المعرض".
 
 لم تحدّ محدوديّة التمويل من رؤية القيّمين على الجناح اللبناني، فكانت وسائد البيوت اللبنانية بصمة خاصّة لهم. وربطاً برؤية وهبي الإبداعية لأبناء بلدها، تقول إنّ هذه الوسائد تمثّل "وسائد بيروت التي ننام عليها، ونحلم من خلالها ببلد ومستقبل، هو حلم اللبنانيين جميعاً".
 
 أمّا في الباحة الخارجية للجناح اللبناني، فستُباع منتوجات بلدية وموادّ أولية لبنانية تقليدية كزيت الزيتون واللبنة والجبنة، في زاوية خاصّة ضمن مبادرة "جرّة".
 
 
 فرَض المجتمع اللبنانيّ نفسه في المجال الإبداعي، فلم يُخيّب آمال المستثمرين في الخارج، بل كان خير مثال للجدّ والمثابرة. وهذا ما شكّل حافزاً للعديد من الشركات المختصّة بتجهيز المعارض من تصميم وإضاءة وصوتيات وغيرها للمساعدة وتقديم خدماتها مجاناً للجناح اللبناني في دبي، كعربون تقدير ودعم للمهارات اللبنانية.
 
وبالرغم من ضخامة المشارَكة اللبنانية المنتظَرة في دبي وفرادتها للمرّة الأولى، إلّا أنّ الغياب الرسميّ لأيّ دعم أو تواصل مع الجهة المنظّمة كان لافتاً. لا تأسف وهبي لغياب الدولة، فـ"لا أثق بها، ونحن اليوم نؤدّي أدوار وزارات الثقافة والسياحة، وكلّ ما يقام خارج البلد هو مبادرات فرديّة من شركات وشبان وشابات، و هدفي إيجاد هذه الفرصة في كلّ البلدان التي أزورها"، مؤكدةً أنّ "كلّ لبنانيّ قادر على المضيّ بمبادرة مثيلة، بهدف نقل الصورة الإبداعية إلى خارج حدود الوطن".
 
 غابت الدولة فحلّت الإمارات. فتحت ذراعيها لاحتضان قدرات الشباب اللبنانيّ ودعمهم، بحسب تعبير وهبي، إلّا أنّ "العيش خارج الوطن يشعرنا وكأنّنا بلا مأوى، ترّكونا بلدنا"، فيما أحلام اللبنانيين عابرة للحدود.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم