"حماس" ملتزمة بالاتّفاق: المرحلة الثانية تتطلّب مزيداً من النقاش
تتسارع التطوّرات في غزة بعد توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، مع ترقّب لتسليم الحركة الفلسطينية المزيد من جثث الأسرى الإسرائيليين لديها، علة وقع الزيارات الأميركية المتكرّرة إلى تل أبيب.
وجدّدت الحركة التزامها الكامل بتفاصيل اتّفاق الهدنة الذي تم التوصّل إليه بجهود الوسطاء، مشيرة إلى أن الحركة حريصة على إنجاح هذا الاتّفاق وتنفيذه على أرض الواقع.
من جهّتها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مسؤول إسرائيلي بأن هناك 5 جثث لأسرى إسرائيليين لا تعرف "حماس" أماكنها.

من جّهتها، نقلن صحيفة "هآرتس" عن مصادر إسرائيلية قولها "أنّنا نستعد لإمكانية تسليم حماس جثتي مختطفين مساء اليوم".
وأضافت: "إعادة جميع جثث المختطفين شرط أساسي للانتقال إلى المرحلة الثانية. وهوية القوّات التي ستدخل غزة يجب أن تتّفق عليها كل الأطراف، مع قلق من نشر قوات تركية".
"ضمانات واضحة"
وأوضح الناطق باسم "حماس" في غزة حازم قاسم اليوم الجمعة أن الحركة "حصلت على ضمانات واضحة من مصر وقطر وتركيا، إلى جانب تأكيدات مباشرة من الولايات المتحدة، بأن الحرب انتهت فعلياً، وأن تنفيذ بنود الاتفاق يمثل نهاية كاملة لها".
وثمّن قاسم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أنّها تصب في مصلحة اتفاق وقف الحرب، مشيراً إلى أن الموقف الأميركي الرافض لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل يُعد إيجابياً.
وطالب قاسم "بالضغط على الاحتلال الصهيوني للوفاء بالتزاماته، وعلى رأسها وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ".
وحذّر من أن "دولة الاحتلال قد تستخدم الورقة الإنسانية لابتزاز المواقف السياسية"، داعياً إلى "تحرّك جاد لمنع تكرار سياسات التجويع التي مارسها الاحتلال خلال سنوات الحصار الطويلة".
"المرحلة الثانية"
وفيما يتعلّق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أكّد قاسم التزام الحركة الكامل بتنفيذه بكل تفاصيله، مبيناً أن هناك حوارات وجهوداً ميدانية متواصلة مع الوسطاء لضمان تطبيقه بشكل شامل.
ولفت إلى أن "حماس نفّذت المرحلة الأولى من الاتّفاق عبر تسليم الأسرى الأحياء وبعض الجثامين، وتعمل حالياً على استكمال تسليم ما تبقى منها".
أما المرحلة الثانية من الاتّفاق، فأوضح المتحدّث باسم الحركة أنّها تتطلّب مزيداً من النقاش والتفاهم مع الوسطاء، لأنّها تتضمّن قضايا عامة وإشكاليات معقّدة تحتاج إلى مقاربات دقيقة.
وشدّد على أن الهدف المركزي لـ"حماس" هو الوصول إلى وقف كامل ودائم للحرب على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
ونوّه قاسم إلى أن "دولة الاحتلال ارتكبت منذ بدء سريان وقف إطلاق النار خروقات عدّة، من بينها قتل 90 فلسطينياً وإغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات الكافية، مشيراً إلى أن "ما تعلنه إسرائيل شيء، وما يجري على الأرض شيء آخر".
"التوافق الوطني"
إلى ذلك، أعلن المسؤول الفلسطيني أن "الحركة حريصة على التوافق الوطني الفلسطيني لحل جميع القضايا العالقة الخاصّة بشكل الحكم في غزة ما بعد الحرب"، مؤكّداً أن "السلطة الفلسطينية أحد العناوين الفلسطينية التي لا يمكن تجاوزها".
وقال: "نحن مقبلون على حوار وطني فلسطيني بقلوب مفتوحة وأيدٍ ممدودة لجميع القوى الفلسطينية"، داعياً الأخيرة إلى "الانحياز إلى حالة الإجماع الوطني الموجودة في غزة والمشاركة في الحوار بروح مسؤولة".
وأضاف أن "هذا وقت توافق وطني وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيّقة"، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة خطيرة "ليس على حركة حماس فقط، بل على الشعب الفلسطيني بأكمله في غزة والضفة الغربية، ما يستوجب توحيد الجهود في مواجهة التحدّيات".
وختم قاسم بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلّب مزيداً من العمل الدبلوماسي والوطني المشترك، مستندة إلى جهود الوسطاء وضماناتهم، لضمان تنفيذ الاتفاق وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بشكل شامل ودائم.
في السياق أيضاً، أصدرت القوى والفصائل الفلسطينية المجتمعة بالقاهرة بياناً أكدّت دعمها لمواصلة تنفيذ إجراءات اتّفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت: "اتّفقنا على تسليم إدارة غزة للجنة مستقلين موقتة من أبناء القطاع، وأكّدنا اتخاد كل الإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار في القطاع".
وقالت: "يجب استصدار قرار أممي بشأن القوّات المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار".
نبض