جهود عربيّة لمنع انهيار وقف النار في غزّة... "حماس" لـ"النهار": لا نريد الحرب ولكن!

ساعات مقلقة يعيشها الشرق الأوسط مع احتمال عودة الحرب في غزّة، بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"فتح أبواب جهنّم" ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"انتهاء وقف إطلاق النار"، في حال بقيت حركة "حماس" على قرارها إرجاء تسليم الرهائن بسبب عدم التزام إسرائيل ببنود مرتبطة بالمساعدات، فيما تنشط الاتصالات العربية والدولية لحلحلة العقبات.

نتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية شعبية للالتزام بالاتفاق بهدف إعادة الرهائن المتبقّين، لكنّ منسوب الضغط تراجع مقارنة بما كان قبل عقد الصفقة، كون العديد من الإسرائيليين استرجعوا أسراهم وأرخوا ضغوطهم، وهو الواقع الذي أبدى الفلسطينيون تخوّفاً منه، أي استلام الأسرى وإنهاء الضغوط الداخلية ومن ثمّ العودة إلى الحرب لاستكمال أهدافها، وعلى رأسها تدمير "حماس".

وبالتالي، فإن الأنظار تشخص إلى المساعي الديبلوماسية التي يقوم بها الوسطاء في قطر ومصر، التي يزورها وفد من الحركة، لتذليل العقبات. وفي هذا السياق، يكشف رئيس دائرة العلاقات الوطنية في "حماس" في الخارج علي بركة عن "أجواء إيجابية"، ويشير في حديث لـ"النهار" إلى "جهود كبيرة تُبذل، وقد نصل في ختامها إلى استئناف" تسليم الأسرى.

ويردّ بركة على السؤال الأبرز، "هل تعود الحرب؟"، والسؤال الذي يستتبع، "هل حماس جاهزة لعودة الحرب؟"، فيقول إن الحركة "لا تسعى لاستئناف الحرب، وهي ملتزمة بالاتفاق أساساً، لكن لا تقبل بأن تلتزم به من جهة واحدة دون الطرف الآخر، أي الحكومة الإسرائيلية، علماً أنها لن تبدأ بخرق وقف النار"، لكن وفي حال عادت إسرائيل للحرب، فإن الحركة "ستدافع عن أرضها وشعبها".

ويشرح بركة مطالب "حماس"، وهي الأسباب التي دفعت بالحركة لاتخاذ قرار إرجاء تسليم الأسرى، فيقول إن "إسرائيل لم تلتزم بالبروتوكول الإنساني، فقد سمحت بدخول 20 ألف خيمة فقط فيما يحتاج القطاع إلى 200 ألف خيمة، ولم تسمح بدخول إلّا عدد قليل من شاحنات المواد الغذائية والطبية والمحروقات، ما دفع بالحركة لقرع جرس الإنذار".

ويؤكّد بركة أن الهدف من إنذار "حماس" يكمن في "حثّ الأطراف والوسطاء للضغط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بما وقّعت عليه، لا العودة إلى الحرب"، ويطالب الولايات المتحدة ومصر وقطر بهذا الضغط، لافتاً إلى أنّ قيادة الحركة "تقيّم الموقف يوماً بيوم" مع الوسطاء لتقرير ما سيحصل يوم السبت.

في المحصّلة، فإنّ الأنظار تتجه إلى يوم السبت والجهود القطرية – المصرية لإنهاء الأزمة وإدخال المزيد من المساعدات إلى غزّة مقابل استكمال الإفراج عن باقي الأسرى، وإلى ما قد يحصل في حال أصرّت إسرائيل على موقفها وقابلتها "حماس" بالتعنّت نفسه.

إقرأ أيضاً: ياسر خليل - التصوّر المصري لإعمار غزّة: 3 عناصر أساسيّة