التصوّر المصري لإعمار غزّة: 3 عناصر أساسيّة

يتوقّع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن يتكوّن التصوّر الذي أعلنت مصر عزمها على تقديمه في شأن إعادة إعمار قطاع غزة، من 3 عناصر رئيسية، مشيراً إلى أنّ تأخر الإعلان الرسمي عن بنود الخطة ربما يعود إلى انتظار مناقشتها مع الأطراف العربية قبل طرحها على القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة في 27 شباط (فبراير) الجاري، لتبنّيها، كي تصبح خطة عربية، وليس مصرية فحسب.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، مساء الثلاثاء، عزمها تقديم تصوّر لإعمار غزة من دون تهجير سكان القطاع، معربة عن تطلّع القاهرة للتعاون مع الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب من أجل سلام شامل وعادل في المنطقة، وذلك من خلال التوصّل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة.

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قال خلال اجتماع مع أمناء مجلس الحوار الوطني المصري، قبل أيام، إنّ هناك عدداً من الأفكار التي يتمّ العمل عليها لبلورة تصور لإعمار غزة من دون تهجير سكانه.

حكومة وطنيّة
ويقول هريدي، الذي تولّى رئاسة إدارة إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية لنحو عامين، لـ"النهار": "أتصور أنّ الخطة تتكوّن من 3 عناصر: التمويل، الإشراف، والتأمين. وهذا بافتراض التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من القطاع".

وبالنسبة إلى عنصر الإشراف، يشير إلى أنّ "مصر من الدول التي دعت لتكوين حكومة وطنية بالتوافق بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح وحركة حماس. وهذه الحكومة التي قد يطلق عليها حكومة وحدة، أو حكومة تكنوقراط، أو غير ذلك، هي التي ستكون منوطة بالإشراف على إعادة الإعمار، بمشاركة أممية ودولية".

وعند سؤاله عن احتمالية رفض الولايات المتحدة وإسرائيل تواجد "حماس" ضمن السلطة التي تحكم غزة، يؤكّد هريدي أنّ "مسألة تمثيل حماس في الحكومة المقترحة يحلّها الإخوة الفلسطينيين، ونحن لا نتدخّل في هذا الأمر. وقد قال بعض قادة حماس إنّهم لا يرغبون في أن يكونوا ظاهرين في الصورة، وهذا يعبّر عن فهم صائب للأوضاع والظروف الراهنة".

تمويل وتأمين
وعن التمويل، يضيف الديبلوماسي المصريّ: "في حالة التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل، فإنّني أتصوّر أنّ الكثير من المانحين، سواء أكانوا دولاً أم مؤسسات اقتصادية أو رجال أعمال فلسطينيين، سوف يرحّبون بتقديم التمويل اللازم لإعادة الإعمار".

أمّا بالنسبة إلى التأمين، يقول هريدي: "ستطرح الخطّة تصوّراً عمّن يكون مسؤولاً عن أمن غزّة، سواء داخلياً أو خارجياً". ويردف: "أتصور أنّ الإطار الأساسي للخطة هو أن يُعاد الإعمار بأيادي فلسطينية، ومن دون تهجير سكّان القطاع".