الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الصديقان بلماضي وسيسيه وجهاً لوجه

المصدر: "أ ف ب"
الصديقان بلماضي وسيسيه وجهاً لوجه
الصديقان بلماضي وسيسيه وجهاً لوجه
A+ A-

تجمع قواسم مشتركة عدة بين بين الجزائري #جمال_بلماضي والسنغالي #آليو_سيسيه: ولدا بفارق يوم، نشآ في المدينة ذاتها في فرنسا، لكل مسيرته كلاعب كرة قدم، وكلاهما يدرب منتخب بلاده. أين يفترقان؟ عند الضفة حيث سيقفان في نهائي #كأس_أفريقيا 2019، الجمعة.

في 24 آذار 1976، ولد آليو سيسيه، وفي اليوم التالي أبصر جمال بلماضي النور في شامبينيي-سور-مارن. في المدينة الواقعة في ضواحي باريس، شق كل منهما مسارا تقاطع مع الآخر في مراحل مختلفة، قبل أن يجتمعا مجدداً في لحظة تعد الأهم في مسيرتهما التدريبية: تنافس على لقب النسخة الـ32 من بطولة أمم أفريقيا، سيرفعه الفائز في اللقاء المرتقب الجمعة في استاد القاهرة الدولي.

لكل رغبته وحمل ثقيل على كاهله: الجزائري يريد منح بلاده لقبها الثاني في تاريخها والأول منذ 1990 حين توجت على أرضها، والسنغالي يريد أن يهدي مواطنيه لقبا أول في تاريخ مشاركات بلاده في البطولة.

وقال بلماضي بشأن سيسيه في أحد مؤتمراته الصحافية: "معرفتنا قديمة، وأنا أقول ذلك بكثير من العاطفة".

عندما اختار لاعب الوسط الجزائري أن يطلق مسيرة مع نادي باريس سان جيرمان، كان المدافع السنغالي يحط الرحال في مدينة ليل الشمالية. لم يحصل في مسيرتهما أن تزاملا في فريق واحد في الوقت عينه، لكنهما تواجها مراراً على المستطيل الأخضر في مباريات المسابقات المحلية الفرنسية، حيث خاض كل منهما مسيرة امتدت لزهاء عشرة أعوام.

المفارقة ان النادي الباريسي كان محطة لكل منهما لكن في أوقات مختلفة. في شباط 2001، التقى بلماضي الذي كان يدافع حينها عن ألوان فريق مرسيليا الجنوبي، بناديه السابق سان جيرمان الذي كان حينها يضم في صفوفه سيسيه، في مباراة خرج الأول فائزا بها 1-0.

على صعيد الأندية، خاض اللاعبان في ما بينهما نحو 180 مباراة في دوري الدرجة الفرنسية الأولى، موزعة بين ست أندية مختلفة. لكن نجم بلماضي وسيسيه سطع بشكل أكبر مع المنتخب الوطني.

بين "أسود تيرانغا" السنغاليين، و"محاربي الصحراء" الجزائريين، حط سيسيه وبلماضي الرحال. الأول كان قائد المنتخب الذي حقق أفضل نتيجة له في بطولة أمم أفريقيا، بحلوله وصيفا للكاميرون عام 2002، والثاني خاض مسيرة قصيرة نسبيا دفاعا عن ألوان المنتخب.

ولم تشهد نسخة 2002 مواجهة بين المنتخبين، لكنهما التقيا قبل ذلك بعام ضمن التصفيات المؤهلة الى مونديال اليابان وكوريا الجنوبية، في لقاء انتهى بنتيجة قاسية لصالح سيسيه والسنغال 3-0.

انتظر بلماضي حتى 2019 لينال ثأره من تلك المواجهة: تفوق على السنغال بهدف نظيف في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة في البطولة التي تستضيفها مصر منذ 21 حزيران الماضي.

من سيخرج فائزا الجمعة؟ أي توقع للنتيجة سيكون بمثابة الضرب في الرمل. الجزائر قدمت في هذه البطولة أداء لافتا دفع العديد من النقاد والمدربين المنافسين لاعتبارها أبرز المرشحين للقب، في حين أن السنغال تبقى أفضل منتخب على صعيد القارة بحسب تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، وقدمت في مصر أداء ثابتا، رغم أنها لم تفتك بشباك منافسيها.

النهائي سيكون الأول في البطولة القارية يجمع بين مدربين محليين منذ تواجه المصري محمود الجوهري والجنوب أفريقي جومو سونو في نهائي 1998، الذي انتهى لمصلحة منتخب الفراعنة بثنائية نظيفة.

في قارة عرفت منتخباتها العديد من المدربين الأجانب لا سيما الفرنسيين، سيكون بلماضي وسيسيه أمام تحدي إثبات جدارة أبناء القارة بألقابها.

وقال السنغالي: "الأمر أكثر تعقيداً، عندما نكون محليين من حين نكون أجانب. علينا (الأفارقة) أن نثق بأنفسنا، بأبنائنا، وبمدربينا. شيئا فشيئا، بدأت الأمور بالتبدل".

أما بلماضي، فاعتبر أن "خوض هذا النهائي ضد صديقي سيسيه استثنائي. هي رسالة جيدة نبعث بها الى المسؤولين عن كرة القدم في أفريقيا. أنا أعرف سيسيه وهو يقوم بعمل جيد".

منذ توليه مهامه في 2015 خلفا للفرنسي ألان جيريس، المدرب الحالي للمنتخب التونسي، بنى سيسيه منتخبا سنغاليا يتقدم رويدا رويدا: بلغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد غياب 16 عاما، ويخوض أول نهائي له في أمم أفريقيا منذ 2002، علما بأن بلوغه نصف النهائي كان الأول له منذ عام 2006.

في المقابل، تولى بلماضي تدريب المنتخب الجزائري مطلع آب 2018، بعد أعوام من عدم استقرار في صفوف محاربي الصحراء أخرجهم بشكل مبكر من أمم إفريقيا 2017، وأبعدهم عن مونديال 2018.

في كرة القدم، غالبا ما تكون الألقاب معيار النجاح، وسباق الدقائق الـ90 الأخيرة سيكون الفيصل بين صديقين عرف كل منهما مسيرة تدريبية متفاوتة.

حتى الآن، لم يعرف سيسيه المدرب على صعيد المنتخبات سوى منتخب بلاده. في المقابل، تنقل بلماضي بين أندية مختلفة في قطر، وتولى أيضا تدريب المنتخب القطري وقاده الى لقب كأس الخليج عام 2014.

طيب العلاقة بينهما يبدو واضحا في حديث كل منهما عن الآخر.

بالنسبة إلى بلماضي: "سيسيه هو مدرب على صورة اللاعب الذي كان عليه. شخص منضبط جداً. على رغم نقص خبرته في التدريب، حقق نتائج سريعة وتجانسا في عمله بفضل مسيرته المذهلة (كلاعب)".

رد الأخير التحية بالقول إن "جمال تكتيكي كبير، مدرب جيد جداً. يعرف أن يدفع فريقه إلى اللعب بقدر ما يحب أن يراه يلعب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم