السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أوروبا تُسابق الوقت لمنع انهيار الاتفاق النووي

أوروبا تُسابق الوقت لمنع انهيار الاتفاق النووي
أوروبا تُسابق الوقت لمنع انهيار الاتفاق النووي
A+ A-

يبذل الأوروبيون كل الجهود الممكنة لإنقاذ الاتفاق النووي مع ايران، لكن وزراء الخارجية لدولهم استنتجوا خلال اجتماعهم أمس في بروكسيل أن استحالة الالتفاف على العقوبات الأميركية لا تترك لهم فرصاً كثيرة للاستجابة لما تطلبه طهران.

وصرح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت بعيد وصوله الى بروكسيل للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي: "إن الاتفاق لم يمت" والاتحاد الاوروبي يريد أن يتيح لايران "إمكان العودة عن اجراءاتها الاخيرة التي تتعارض مع التزاماتها" الواردة في الاتفاق النووي.

وقال: "إذا حصلت ايران على السلاح النووي، فإن دولاً أخرى في المنطقة ستقوم بالمثل وسيصير الوضع غاية في الخطورة"، مضيفاً: "أن ايران غير قادرة حالياً على انتاج سلاح نووي ونريد أن يبقى الشرق الاوسط خالياً من السلاح النووي".

وفي إشارة الى الخلافات مع واشنطن، قال هنت: "نعتبر الولايات المتحدة حليفة لنا، لكن الاصدقاء يمكن أحياناً أن يختلفوا، والخلاف في شأن ايران هو احد خلافاتنا النادرة".

والمعروف ان هنت مرشح لخلافة تيريزا ماي في رئاسة حزب المحافظين والحكومة البريطانية، وهو ينافس بوريس جونسون المقرب جدا من دونالد ترامب على هذا المنصب.

وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان أسفه "لاتخاذ ايران قرارات سيئة رداً على القرار الاميركي السيئ بالانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات عابرة للحدود تضرب بقوة الميزات الاقتصادية التي كان يمكن ايران ان تستفيد منها عبر هذا الاتفاق". وقال: "نرغب في أن تعود ايران الى التزام الاتفاق".

ويعرب الأوروبيون عن اسفهم لقرار طهران إنتاج أورانيوم مخصب يتجاوز النسبة المسموح بها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع القوى الكبرى عام 2015، في حين تتوقع إيران من الاوروبيين "إجراءات عملية وفاعلة ومسؤولة" لإنقاذ الاتفاق.

وفي ختام الاجتماع، صرحت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني: "في الإمكان التراجع عن الاجراءات الايرانية وندعو سلطات ايران الى التراجع عن قرارها... الاتفاق في وضع دقيق لكنني آمل في ألا تكون ساعته قد حانت. من الضروري ان تتقيد ايران بالتزاماتها".

ويأمل الأوروبيون في إقناع الايرانيين برغبتهم في مساعدتهم من طريق استخدام "إينستكس" وهي آلية مقايضة للالتفاف على العقوبات الاميركية بتجنب استخدام الدولار الاميركي. وبواسطة هذه الآلية، يعوّض ما تشتريه ايران من الاسواق الاوروبية بشراء الاوروبيين منتجات من ايران بالقيمة نفسها.

والتزمت عشر دول أوروبية استخدام هذه الآلية على أن تنضم أيضاً دول "غير أعضاء في الاتحاد الاوروبي" الى هذه المبادرة، كما أعلنت موغيريني، موضحة "أن التعاملات الأولى (مع ايران) هي حالياً قيد الانجاز".

إلا أن ديبلوماسياً أوروبياً رفيعاً أبدى أسفه لعدم دعم ايطاليا وبولونيا هذه الآلية.

وبات الوضع غاية في التعقيد، فالعقوبات الاميركية العابرة للحدود أجبرت الشركات الاوروبية على الانسحاب من ايران، كما لاحظ ديبلوماسي أوروبي.

وعلق وزير الخارجية الاسباني جوزيب بوريل الذي اختير ليخلف موغيريني، على هذا الوضع قائلاً: "نحن لا نعترف بالعقوبات الاميركية العابرة للحدود". ولا يزال بوريل في حاجة إلى مصادقة البرلمان الاوروبي على تعيينه في منصب الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية.

واضاف: "نحن نقوم بكل ما هو ممكن لإبقاء الاتفاق النووي مع ايران، ونعرف في الوقت نفسه أن هذا الأمر سيكون صعباً للغاية بسبب الموقف الاميركي". وأكد موافقة بلاده على آلية "إينستكس"، آملاً "في أن تتيح هذه الآلية إجراء مبادلات تجارية مع ايران".

لكنه في الوقت نفسه، حذر من الدخول في دوامة الفعل ورد الفعل، ملاحظاً أن "القرارات الاخيرة للسلطات الايرانية ليست نهائية" في إشارة الى زيادة نسبة تخصيب الأورانيوم.

مبادرة فرنسية

وكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه سيتحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع في إطار مبادرة فرنسية لتفادي تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.

وقال: "الزخم الذي بنيناه في الأسابيع الأخيرة حال، في اعتقادي، دون حصول الأسوأ ودون ردود الفعل المبالغ فيها من الجانب الإيراني". وأوضح أنه "في هذه الظروف الصعبة، سنواصل وساطتنا وعملنا التفاوضي". وأشار الى أنه لم يتلق بعد أي "إيضاح وجيه" من السلطات الإيرانية في شأن احتجاز الباحثة فاريبا عادلخاه التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والإيرانية.

العودة الى ما قبل تموز 2015

وأصدر الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس موسوي بياناً جاء فيه أن "أي توقع بعودة إيران إلى الظروف التي سادت قبل 8 أيار 2019 من دون إثبات الأوروبيين إرادة سياسية وقدرة عملية" على تخفيف العقوبات، "هو توقع غير واقعي".

وأكد الناطق باسم المنظمة الإيرانيّة للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، أن إيران يمكنها "العودة إلى الوضع" الذي كان سائداً قبل توقيع اتفاق تموز 2015 في شأن برنامجها النووي. وقال: "إذا لم يرغب الأوروبيون والأميركيون في الوفاء بالتزاماتهم، فنحن أيضاً، ومن خلال خفض التزاماتنا... سنعود إلى ما كان عليه الوضع قبل أربع سنوات".

نتنياهو

وندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برد الاتحاد الأوروبي على انتهاكات إيران لقيود الاتفاق النووي وقال إنه يذكره بفشل الديبلوماسية مع ألمانيا النازية قبيل الحرب العالمية الثانية.

وجاء في بيان مصور له، بعدما قالت موغيريني إن أطراف الاتفاق النووي لا يعتبرون مخالفات طهران للاتفاق انتهاكات كبيرة: "إنه (الرد) يذكرني بالاسترضاء الأوروبي (للنازي) في الثلاثينات... هناك أيضاً من يدفنون رؤوسهم في الرمال ولا يرون الخطر الوشيك... يبدو أن هناك في أوروبا أناسا لن يستيقظوا حتى تسقط الصواريخ النووية الإيرانية على الأراضي الأوروبية، ولكن سيكون قد فات الأوان بالطبع".

وفي تلميح إلى تهديد إسرائيل المستتر بشن حرب على إيران كملاذ أخير، قال: "في أي ظرف، سنواصل القيام بكل ما هو ضروري لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم