الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تفعّل زيارة الرؤساء عودة المملكة إلى لبنان؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
هل تفعّل زيارة الرؤساء عودة المملكة إلى لبنان؟
هل تفعّل زيارة الرؤساء عودة المملكة إلى لبنان؟
A+ A-

أكثر من عنوان سياسي حملته الزيارة في طياتها، ولا سيما من حيث التوقيت والمضمون.

أولى الرسائل أعادت احياء الحرارة والذكريات الجميلة عن لبنان الذي احبه الملك سلمان. واهمية هذه الرسالة ان صورة لبنان لم تعد نفسها في اذهان السعوديين ولا سيما الجيل الجديد منهم الذي ينتمي اليه ولي العهد الامير محمد.

وقد أثرت على هذه الصورة الحملات الكثيرة التي تعرضت لها المملكة من لبنانيين يدورون في فلك المحور الايراني، ما ادى الى مقاطعة لم تقتصر على المملكة بل تجاوزتها الى دول خليجية اخرى تدور في فلكها. ولم تساعد الاستقالة الملتبسة لرئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض في تبديد المناخ السلبي في المملكة تجاه لبنان بل زادته حدة.

ويعول الرؤساء السابقون على ان تسهم زيارتهم مجتمعين للمملكة في تبديد تلك الصورة واعادة الزخم الى العلاقات بين البلدين، لا سيما في ظل حال الاستفراد التي يتعرض لها الحريري على مستوى السلطة، والتي يشكون منها الوسط السني، كما يشكو من حال الانكار لهذه الحالة، بحيث لا ينفك رئيس الحكومة يؤكد ان صلاحيات رئاسة الحكومة بخير ولا تمس، في مقابل عدم ارتياح سني لتقبل الحريري هذا الوضع والسكوت عنه تحت مبرر تحصين الاستقرار السياسي والتمسك بالتسوية الرئاسية منعا لانزلاق البلاد الى مطارح غير مريحة.

الرسالة الثانية تنبع من الرسالة الاولى ومفادها دعم رئيس الحكومة وموقع رئاسة الحكومة، انطلاقا من التمسك باتفاق الطائف الذي يشكل دستور البلاد.

اما الرسالة الثالثة فتذهب في اتجاه المحافظة على التوازنات القائمة وعدم ترك الساحة فارغة لاستفراد فريق على حساب آخر كما هي الحال مع الحريري وعدد من قيادات 14 آذار الذين يتعرضون للتهميش والاقصاء بعدما فرط عقد هذا التحالف.

الى الطابع السني للزيارة الذي سعى الرئيس ميقاتي الى نزعه عنها بعدما نفى ما نسب الى الملك سلمان من كلام عن "أهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي لافتا الى أن "ما يمس أهل السنة في لبنان يمسنا في المملكة"، يتضح الطابع السياسي المتصل بدور "حزب الله" وتوسعه على حساب الدولة ومؤسساتها. ويبرز هنا كلام للرئيس السنيورة وفيه "اننا نحتاج إلى إيجاد المسافة الصحيحة بين الدولة اللبنانية وحزب الله وكلام الحزب عن سياسة النأي بالنفس بقي "حبرا على ورق"، وأصبح هناك جرأة من البعض في لبنان على "اتفاق الطائف" لجهة محاولة تعديله".

في الخلاصة، ولأن تحرك الرؤساء الثلاث لا يخرج عن عباءة الحريري الذي استقبلهم قبل سفرهم، فإن الاوساط السياسية تترقب ان تظهر مفاعيل الزيارة في المرحلة المقبلة من خلال الاحتضان والدعم والغطاء الذي وفرته الشخصيات السنية الثلاث لرئيس الحكومة، على المستوى الداخلي، وفي تعبيد الطريق لعودة سعودية وازنة سياسيا واقتصاديا الى لبنان.

[email protected]

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم