الدولة والمصارف تآمرت على الشباب: القروض معطّلة والزيجات مؤجّلة

"ننتظر الفرج" هذا أول ما قاله الشاب ساجد إ. عندما سُئل عن موضوع الاسكان. فهو مثل كل شاب لبناني يجهد لكي يبني عشه الزوجي. أحب فتاة، تقدّم لخطبتها ووعدها مع أهلها بأنه سوف يشتري منزلاً عبر المؤسسة الوطنية للاسكان وسيتزوجان خلال سنتين. في العام 2017 توقفت قروض الاسكان واصبحت السنتان أربعة و"الخير لقدام".نعرف جميعاً أن مصرف لبنان قرر دعم القطاع الاسكاني بالقروض، فحرّر 60% من الاحتياطي، أي مليارات موجودة في الخزينة لتحويلها قروضاً بفوائد متدنية. لكن الفساد داخل المصارف دفع إلى التلاعب بالمال المقترض من قبلها، فلم يعط للمستحقين، بل وزّع أصحاب المصارف القروض المدعومة على زبائنهم ومنهم الأثرياء، فأدى ذلك الى توقف مصدر المال وفق المفوّض الحكومي لمصرف الاسكان علي سماحة الذي قال انه سيتم في شهر حزيران إقراض مصرف الاسكان 160 مليون دولار أميركي من صندوق البنك الكويتي للتنمية، والدولة اللبنانية ستغطي القرض للبنك الكويتي بفائدة 2,7%، ولن تعطى القروض لطالبيها بفائدة أقل من 5,5 في المئة. لكن الأزمة في المؤسسة العامة للاسكان بقيت على حالها.ويؤكد أحد المديرين الاقليميين لمؤسسة الاسكان، أن الفساد مستشر داخل المصارف التي تحدّث عنها سماحة. ويشير إلى أن أحد المصارف وافق على 24 طلباً بفائدة 2,5%، بعد توقف قروض المؤسسة العامة للاسكان، بناء على طلب أحد الوزراء.ويضيف مستغرباً أنه قبل عشرة أيام من توقف قروض الاسكان، اجتمع الى مدير عام أحد المصارف ليطلب منه إرسال طلبات إضافية للاسكان، على أساس أن الوضع...