الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"صفعة" القرن

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
"صفعة" القرن
"صفعة" القرن
A+ A-
فَكأنما صُفِعَتْ قَفاهُ مرَّةًفَأحَسَّ ثانيةً لها... فَتَجَمَّعاابن الروميفي مقال سابق، أوضحتُ أن الصفقة تعبير عن اتفاق يتم بين متساويين، يأنسان في شروطه مصالح مشتركة، فيصفق أحدهما كفه بكف الآخر علامةً على انعقاد الإرادتين. فهل تحوز هذه الصِّفةِ صفقةُ القرن التي يروج لها كوشنر - الصهر الموهوب؟ أمَ انَّها صفاقة جديدة تضاف إلى الصفاقة الأم... وعدِ بلفور؟في مقابلة مع تلفزيون "المنار"، الأسبوع الماضي، قلت إنها صفعة علنية تعمد صاحبها أن تجلجلَ كما الفضيحة، فهيّأَ لها خدودًا عربيَّةً، في دولة عربية، ولوَّح بمبلغ تافه ثمناً لقضية القرون، من غيرِ أن يفوتَه الإعلانُ أن هذا المال سيكونُ جزءًا يسيرًا مما تستنزفه الخزينة الأميركية من شرايين النفط العربي. لم يَسْعَ كوشنر إلى أي تمويه بل تعمد اعتبار المسألة منتهية من خلال الترويج لتطبيع يتمادى بين دولة إسرائيل ودول عربية متعددة. ثمَّ راح يبحث في تفاصيل ما بعد التخلي عن القدس والقيامة والأقصى، وعن حلم الدولة من خلال هيمنة الكيان اليهوديِّ على فلسطين كلها، إضافة إلى تسخير الأسواق العربية لمصلحة الاقتصاد الإسرائيلي المتنامي.صفعة القرن هذه تكيفت معها أقْفِيَةُ أولي الأمر، فتجمعت أعضاؤهم لتلقيها كأنها قدر، وهي في حقيقتها خائبةٌ فاشلة منذ فكرتها الأولى، لانطوائها على قلة الخبرة وانعدام المعرفة بأمور التاريخ والجغرافية. لقد فات أصحاب هذا المشروع أن السيطرة على المسألة الفلسطينية، إن كانت شديدَةَ الصعوبة مع أهلِ الداخل، فهي مستحيلةٌ مع اللاجئين، فلسطينيي الشتات الذين كانوا مليوناً في العام 1948 وأصبحوا الآن يناهزون الملايين العشرة، فهؤلاء لا يُعالجُ تشرُّدُهم بالتجاهل.وفات مروّجي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم