الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"بسطة الكتب" أُزيلت... وهذا ما اقترحته بلديّة حارة حريك

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
"بسطة الكتب" أُزيلت... وهذا ما اقترحته بلديّة حارة حريك
"بسطة الكتب" أُزيلت... وهذا ما اقترحته بلديّة حارة حريك
A+ A-

على ناصية إحدى الطرق بين منطقتي بئر العبد و#حارة_حريك يجلس علي الموسوي وإخوته حسن وحسين ومالك، يعرضون كتباً ولوحاتٍ للبيع. الشبان الثلاثة الذين تراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً جعلونا وللمرة الأولى نصادف "بسطة" كهذه في المنطقة. صحيح أن المردود المالي هو هدف علي الأول لإعالته أسرته، إلا أن البعد الثقافي وإمكانية التأثير بالمارّة والسكان لجهة نشر ثقافة الكتاب والفنون، أمر على قدر عالٍ من الأهمية. كثر تعاطفوا وشجّعوا التجربة من على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن وحدها بلدية حارة حريك سجّلت اعتراضها وطلبت إزالة "البسطة" كما أخبرنا علي. البلدية من جهتها لم تعطِ رخصة لأكشاك أو بسطات منذ العام 2015، واعدة أنها ستتعامل مع هذه الحالة - كونها تحمل طابعاً ثقافياً - من وجهة نظر خاصة يشرحها نائب رئيس البلدية محمد حاطوم لـ"النهار". لكن دعونا نبدأ من قصة ذاك الشاب الشغوف بالـ#كتب والموسيقى.

يتابع علي دراسته في أحد معاهد الضاحية الجنوبية، وقد أنهى سنته الأولى في اختصاص النفط والغاز، ومع بداية فصل الصيف رغب بمساعدة والديه مادياً، ونتيجة نشأته ضمن عائلة تهتمّ بالكتب والقراءة قرر إقامة "بسطة" جمع فيها كتباً متنوعة، منها ديني وآخر مخصص للتنمية البشرية، الروايات العالمية موجودة هنا أيضاً، وإلى جانبها كتب تاريخية وسياسية. أما عن بُعد فتلفت انتباهك اللوحات الموضوعة على الحائط خلف الكتب؛ ولدى سؤال علي عنها يجيب: "من جهة أشعر برابط قوي بين الكتب والرسم وحتى الموسيقى. ومن جهة أخرى تجذب المارة فيقتربون وقد تكون فرصة لإلقاء النظر على بعض الكتب". يهوى الشاب العزف على العود والاهتمام بكل ما له علاقة بالفنون، أما التشجيع الأول فكان من والده والمساعدة من إخوانه الثلاثة، تساعدوا وابتاعوا كتباً جديدة ومستعملة ليعرضوها بأسعارٍ مخفّضة.

لماذا الرصيف؟ لأن لا قدرة لعلي على دفع بدل إيجار محل والترويج له، علماً أن طموحه لا يقف عند هذا الحد، فالشاب صغير السن يحلّق بعيداً متمنياً امتلاك مكتبة أو دار نشر، كما يخبرنا في معرض سرده عن علاقته بالكتب وكيف يمكن الاستفادة منها. وعلى عكس توقعاته، باع علي عدداً من اللوحات والكتب "غالبية الزبائن فتيات تراوح أعمارهن بين الـ20 والـ25 عاماً". الإقبال دفعه لاتخاذ قرار الاستمرار في "البسطة" في أيام الشتاء، لكن زيارة عناصر بلدية حارة حريك له - بعد قرابة نصف ساعة من حديثنا - قد يغيّر الخطة؛ ويلفت الشاب إلى أن "البلدية طلبت إزالة البسطة"، طالباً إيصال الصوت للمحافظة على مصدر رزقه.

على الفور حاولنا استيضاح الأمر من البلدية، حيث أكد نائب الرئيس محمد حاطوم، أن "الرصيف ملك عام، وقانوناً تعدّ بسطة علي مخالفة، ولا استنساب في ذلك حتى وإن كانت مخصصة للكتب"، مشيراً إلى أن "البلدية تعمد إلى إزالة المخالفات كافة مهما كان نوعها، وهي لم تمنح منذ عام 2015 أي رخصة لأكشاك أو بسطات". يستطرد حاطوم "بما أن النشاط له بعد ثقافي ندعمه ونريده في منطقتنا. قد ننظر إلى حالة علي بطريقة مختلفة، فما عليه إلا أن يسلّط المسار القانوني ويتقدّم من البلدية بطلب رخصة، ويأخذ المجلس البلدي قراره بشأنها بعد دراسة الملف".

من اليوم وحتى اجتماع المجلس البلدي، ستغيب "بسطة" علي عن تلك الناصية رغم حضور مخالفات جمّة في هذا البلد لا تضاهي بحجمها وتأثيرها "بسطة" متواضعة. لكن لا بأس، سيسلك الشاب المسار القانوني تجاوباً مع البلدية التي لم تقفل باب الحلّ نهائياً، على أمل صدور قرار إيجابي من مجلسها البلدي.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم