الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ألكسندر لم يهجم عليه الدب: التّفاصيل في كازاخستان Factcheck#

المصدر: "النهار"
ألكسندر لم يهجم عليه الدب: التّفاصيل في كازاخستان Factcheck#
ألكسندر لم يهجم عليه الدب: التّفاصيل في كازاخستان Factcheck#
A+ A-

نهاية الخط مركز #أكتوبي الطبي في #كازاخستان. هناك وُجِد "#الكسندر" الذي ظهر في فيديو ليس للقلوب الضعيفة، وكان يبدو في حالة يرثى لها، كأنه "مومياء حيّة". بعدما انتشر الفيديو في شكل جنوني على مختلف المنصات الاجتماعية، قد أُرفق بزعم غريب اولي ان "هذا الرجل عاد الى الحياة بعدما مات ودُفن عشرة ايام"، ثم برواية غريبة اخرى نشرها قبل ايام موقع اخباري روسي ان "الكسندر امضى شهرا في بيت دب هاجمه وابقاه كطعام ليأكله لاحقاً"، تبيّن في احدث تطورات هذه القضية ان "ألكسندر لم يهاجمه دب اطلاقا، بل يعاني صدفية مزمنة chronic psoriasis الى جانب مضاعفات صحية أخرى"، بتأكيد طبيبه المعالج الدكتور روستام إساييف، كبير الأطباء في مركز أكتوبي الطبي في كازاخستان.

ما ادلى به اخيرا الطبيب حول هوية الكسندر وظروفه الصحية ساعد في ازالة الغموض حول الفيديو الذي شغل كثيرين، ورُبط بمزاعم تبيّن انها كاذبة، زائفة. "بصفتي كبير الأطباء هنا، أقول لك هذا رجلنا، وهو ليس من توفا، ولا في أي مكان آخر في روسيا. ألكسندر. ب هو أحد سكان مدينة أكتوبي في كازاخستان. لقد عولج في المستشفى، وخرج في نهاية هذا الأسبوع بحالة مرضية، وهو برعاية والدته" (دايلي مايل، 29 حزيران 2019).

رجل غطته القروح من رأسه الى اخمص قدميه، شبه متحلل، تمدد على سرير. تقترب الكاميرا من وجهه، ويُسمع في الخلفية صوت رجل آخر يقول شيئا بالروسية (ما اسمك؟)، ليجيب الأول: ألكسندر. 0,33 ثانية تكشف هول حالة الرجل. مقطع الفيديو أُرفق اولا بزعم انه "رجل عاد الى الحياة بعدما مات ودُفِن لعشرة ايام. وللمصادفة، سمعه واحد كان يمر بجانب قبره، وكان ينادي من داخله انقذوني".

وقد حقق خبطة خصوصا بين سكان سوتشي (20 حزيران)، مع زعم انه "يظهر رجلا قام من الموت الاسبوع الماضي في مقبرة بارانوفسكي بسوتشي بعد هطول الامطار"، على ما ذكر موقع Sochi Stream الروسي (21 حزيران 2019)، قبل ان تنفي الامر سلطات منطقة بارانوفسكي. وفقا للموقع، "تحققت سلطات مقاطعة بارانوفسكي الريفية بالأمس، من المقابر المحلية. وأكدت ان ايا من الموتى فيها لم يقم".

"النهار" تمتنع عن نشر صور الرجل، نظرا الى قساوتها، واحتراما له. 

في وقت اثيرت نظريات عدة حول الكسندر، منها انه قد يكون مجرد دمية، او ماكياج بمؤثرات خاصة، او ايضا رجل يعاني تأثيرات ادمان المخدرات... نشر الموقع الاخباري Eadaily وجريدة Izvestia الروسيين رواية مذهلة عن الكسندر مفادها انه "احد السكان المحليين في منطقة توفا Tuva. وقد امضى شهرا في بيت دب، وقد تمكن من البقاء حيا.

وذكر Eadaily انه "وفقا لصيادين وجدوه، فان الكلاب ساعدت في العثور عليه. ورغم الإصابات الخطيرة التي الحقها به الدب، كان ألكسندر واعياً، قادرا على تحريك ذراعيه، مع انه كان مرهقًا في شكل كبير. في الفيديو الذي تم تصويره في المستشفى، كان واضحا أن الرجل تحوّل في الواقع مومياء تتكلم".

ووفقا للمزاعم، "هاجمه الدب" منذ نحو شهر، وكسر له ظهره، "لكنه لم يأكلني، وابقاني كطعام ليأكلني لاحقا"، على ما نقل عنه. "كيف تمكن رجل من البقاء على قيد الحياة في بيت دب، وبإصابات مماثلة، امر غير معروف"، كتب الموقع.

التدقيق بدأ

هذه الرواية التي نقلتها مواقع اخبارية روسية واجنبية عدة عن موقع Eadaily شكلت في الساعات اللاحقة موضع تدقيق صحافيين روس وأجانب، في ظل تشكيك في صحة الرواية.

اول تأكيد تم الحصول عليه هو ان "هذه الواقعة لم تحصل في توفا"، وفقا لمتحدث باسم وزارة الصحة في جمهورية تيفا (موقع The Siberian Times الروسي، 26 حزيران 2019)، مشيرا الى ان "وزارة الصحة أو وزارة الطوارئ أو أي جهة رسمية أخرى (في المنطقة) لم تسجل حصولها. على الأرجح، حصلت في مكان ما خارج توفا". كذلك، أمكن ملاحظة ان الكلام المسموع في خلفية الفيديو لا يبدو انه اللغة المحلية في توفا.

كذلك، نقل موقع Komsomolskaya Pravda الروسي عن المتحدث باسم وزراة الصحة في توفا "إننا لم نتلق مريضا مماثلا. الوضع جلي لدينا، وأطباؤنا لم يتعرفوا اليه (اي الشخص الذي يظهر في الفيديو)، ويقولون ان ذلك لم يحصل في مستشفياتنا. كذلك، هذا المريض ليس موجودا في مستشفيات المنطقة. لقد تحققوا من كل شيء".

من جهته، اتصل موقع صحيفة The Independent البريطانية بأليكسي ديمين، ناشر موقع Eadaily، لسؤاله عن مصدره، نظرا الى الشكوك التي تحوم حول صدقية الرواية. وقد أفاده انه "تلقى مقطع الفيديو من مصدر محلي واحد، تلقاه بدوره من أصدقائه الصيادين عبر وسائل التواصل الاجتماعي". واشار الى أن "موقعه ينتظر مزيدا من المعلومات، بعد يومين من نشر الرواية".

بالنسبة الى موقع The Independent، "كانت القصة مذهلة للغاية" وجاذبة جدا، "حتى أن ناشرها المصدر الروسي- وهو موقع إخباري غامض اسمه EADaily- نسي أن يتحقق منها، أو انه لا يريد ان يتحقق، أو كانه ان يعمل وفقا لاعتبارات أخرى لديه" (27 حزيران 2019). 

في غضون ذلك، بدأت الرواية تأخذ منحى مختلفا مع ظهور عناصر جديدة قادت الى كازاخستان. وفقا لتحقيق بدأه "بحاثة مستقلون"، امكن التوصل الى ان "مصدر مقطع الفيديو ليس من روسيا، بل من كازاخستان المجاورة"، على ما اورد موقع دايلي مايل (28 حزيران 2019).

واذ تبيّن ان "لغة ثانية تسمع بأصوات نسائية في خلفية الفيديو، ليست لغة توفا، بل اللغة الكازاخية"، اوضحت مجموعة تعنى بالبحث عن أشخاص مفقودين في كازاخستان، واسمها zello.poisk، أن الفيديو يظهر رجلاً نقل اخيرا إلى المستشفى في مدينة أكتوبي، ولم يتعرض لهجوم من دب. وقالت في بوست: "لقد دققنا لدى المستشفيات (في أكتوبي)، وطلبنا منها مساعدتنا. في النهاية، اكتشفنا أن الرجل من مدينتنا. وهو يعالج في أحد المستشفيات، ووضعه يتحسن".

[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/BzDwKNkFpx0]]

وفي أحدث تطورات هذه القضية، أمكن "هؤلاء البحاثة المستقلون الوصول الى الدكتور روستام إساييف Dr Rustam Isaev، كبير الأطباء في مركز أكتوبي الطبي في كازاخستان، "وقد اكد ان الرجل في الفيديو ألكسندر. ب Alexander P هو مريضه"، على ما افاد موقع "دايلي مايل" (29 حزيران 2019).

وقال الطبيب إن "مسعفين في المستشفى صوروا الرجل بطريقة غير شرعية"، متعهداً العثور على "المسؤولين" عن هذا العمل، و"طردهم". وهنا ابرز ما صرح به:

"بصفتي كبير الأطباء هنا، أقول لك هذا رجلنا. إنه ليس من توفا، ولا من أي مكان آخر في روسيا.

ألكسندر. ب هو أحد سكان مدينة أكتوبي في كازاخستان.

لقد عولج في المستشفى، وخرج في نهاية هذا الأسبوع، بحالة مُرضية. وهو برعاية والدته.

وهو يعاني الصدفية psoriasis

كان يرقد في المنزل، في حالة لامبالاة، ولم يكن يرغب في العيش. كان في حالة اكتئاب.

لم يتلق علاجا لمعالجة جلده.

لقد أهمل الصدفية. وفي مثل هذه الحالة، تم إحضاره إلينا.

لقد أخذته والدته حاليا.

وهو يواصل علاجه كمريض خارجي".

كذلك، أفاد أن "والدة الرجل لا تريد نشر أي معلومات إضافية عن حالة ابنها. وقد نقل احد المقربين من العائلة إنها مستاءة كثيرا من تسريب الفيديو مع الزعم أنه يظهر ابنها كضحية لهجوم دب".

وابدى كبير الاطباء غضبه لتسريب فيديو لرجل عار كان يخضع لفحص طبي، ثم ارفاقه بقصة "زائفة". وقال: "أحاول معرفة من صوّر الرجل... واجري تحقيقا داخليا. الواضح أنهم (موظفونا). ربما كانوا يتناقلون الفيديو بين بعضهم البعض، ثم انتشر أبعد من ذلك، كما يحصل في أحيان كثيرة. على الأرجح، انه الطاقم الطبي الشاب الذي ليست لديه خبرة، ولم يسبق ان شاهد مرضى مماثلين".

وذكر ايضا موقع "دايلي مايل" ان جيران الرجل أكدوا هويته ووضعه الصحي.

وفقا للمعلومات ايضا، تخرّج الكسندر من جامعة ولاية أكتوبي عام 1998. وخلال وجوده في المستشفى، أخبر زوارا أن والدته وصديقته كانتا تزورانه.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم