الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قمّة مجموعة العشرين في أوساكا: انقسامات... وسهام ترامب تطاول حلفاء وخصوماً

المصدر: "أ ف ب"
قمّة مجموعة العشرين في أوساكا: انقسامات... وسهام ترامب تطاول حلفاء وخصوماً
قمّة مجموعة العشرين في أوساكا: انقسامات... وسهام ترامب تطاول حلفاء وخصوماً
A+ A-

حتى قبل أن تبدأ #قمة_مجموعة_العشرين أعمالها، وجه الرئيس الاميركي #دونالد_ترامب سهامه إلى المشاركين، من حلفاء وخصوم سيلتقيهم في القمة التي تستضيفها #أوساكا اليابانية، ويتوقع أن تطغى عليها الانقسامات.

وقد هبطت طائرة الرئيس الأميركي في أوساكا الساحلية، حيث يجتمع الجمعة والسبت قادة الدول العشرين الأقوى في العالم، في لقاء قد يكون الأهم منذ أول اجتماع للمجموعة في خريف عام 2008، في خضم الأزمة المالية العالمية.

فالرئيس الأميركي الذي تملأه الحماسة، منذ بدء حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2020، وجه انتقادات حادة إلى اليابان وألمانيا والهند، ناهيك عن الصين. وهي الدول التي سيجتمع بقادتها على انفراد في أوساكا.

وبين كل اللقاءات الثنائية، سيكون لقاؤه السبت مع نظيره الصيني شي جينبينغ عبارة عن قمة داخل القمة، إذ تدور مواجهة بين بيجينغ وواشنطن من أجل ضمان الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية في العالم.

بدوره، وصل شي اليوم إلى أوساكا، كذلك ولي العهد السعودي، ورئيسا وزراء إسبانيا وتايلاند. 

وتهدد الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على جميع وارداتها من الصين، في إجراء عقابي يهدد النمو العالمي البطيء بالفعل.

وقال ترامب في مقابلة الاربعاء مع "فوكس بزنس نيوز": "الاقتصاد الصيني ينهار، ويريدون اتفاقا"، علما أنه لا توجد إشارات الى انهيار الإقتصاد الصيني.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ: "نرفض تكتيك المضايقة التجارية بواسطة الرسوم الجمركية المطبقة من جانب واحد".

ورغم هذه التصريحات والردود غير الودية، تتوقع غالبية الخبراء أن يتوصل الطرفان إلى هدنة في أوساكا.

ويرى ديفيد دولار من مركز "بروكينغز إنستيتيوشن" للدراسات أنه من الممكن التوصل إلى "اتفاق مصغر" تتريث بموجبه الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية جديدة، وتقدم ربما بعض التنازلات بشأن شركة "هواوي" الصينية للاتصالات التي تشن عليها واشنطن حملة ضارية، مقابل استئناف بكين شراء منتجات مزارعين أميركيين كبادرة حسن نية.

لكنه حذر من أن الحرب التجارية ستشهد هدنة لبضعة أشهر "قد تنتهي بخيبة أمل، إذ يبدو التباعد كبيرا بين الطرفين".

من جهة اخرى، هاجم ترامب في شكل منهجي حلفاء بلاده التقليديين في الساعات الأخيرة. فسخر على سبيل المثال من اعتماد اليابان على الولايات المتحدة في قضايا الدفاع. وقال إن واشنطن لن تتردد في خوض الحرب من أجل حليفتها، لكن إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم، فإن اليابانيين سيكتفون ببساطة "بمتابعة ما يجري عبر تلفزيونهم من ماركة سوني".

وندد في طائرته الرئاسية "إير فورس وان" بالرسوم الجمركية "غير المقبولة" التي تفرضها الهند على بضائع أميركية، موجها بذلك تحذيرا إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وقال فاسوكي شاستري من مركز "تشاتهام هاوس للدراسات"، إن الولايات المتحدة تخوض "حربا تجارية خفيفة" مع الهند.

وقال ان الشريكين معرضان للخسارة من جراء ذلك: الهند، لأنها تخاطر بتحمل "العواقب الاقتصادية السلبية"، والولايات المتحدة لأن هذه التوترات "تقوض رغبتها في جعل الهند قوة استراتيجية وازنة" أمام الصين.

والرئيس الوحيد الذي لم يستهدفه ترامب حتى الآن بأي تغريدة غاضبة أو تصريح شديد اللهجة هو الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلتقيه أيضا ترامب في أوساكا، علما أن البلدين يختلفان في المواقف بشأن الأزمة مع إيران.

ووسط توتر متصاعد مع إيران، وجه ترامب تحذيرا جديدا الى طهران التي تفرض عليها واشنطن عقوبات لاتهامها بمواصلة السعي الى حيازة السلاح النووي، وبالتدخل في النزاعات في الشرق الأوسط.

وتحدث عن احتمال قيام حرب "لن تطول كثيرا" مع إيران، بينما تسعى روسيا والصين والأوروبيون إلى تهدئة الأوضاع.

وفي هذه الأجواء المشحونة، ستجهد اليابان لحمل جميع الأطراف على توقيع البيان الختامي.

وأقر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، خلال لقائه رئيس الوزراء شينزو آبي، وفق مصدر في الحكومة اليابانية، بأن المهمة تبدو "صعبة"، بخاصة في ما يتعلق بقضية المناخ.

ولطالما شكلت كتابة البيان النهائي لمجموعة العشرين معضلة للديبلوماسيين الذين يتفاوضون على أدق تفاصيله. وتكمن أهمية البيان في الرسالة الديبلوماسية التي يوجهها، وهو يدافع تقليديا عن التبادل الحر وخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

لكن المهمة تبدو مستحيلة اليوم مع إدارة ترامب الذي جعل من الموضوعين خطين أحمرين، وبات ينتهج الحمائية وأخرج بلاده من اتفاق باريس حول المناخ.

وأصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيرا قبل انطلاق أعمال القمة. فأعلن خلال زيارة رسمية لليابان أنه "إذا لم نستطع، من أجل التوصل إلى اتفاق في قاعة تضم العشرين، الدفاع عن الطموح المناخي، فسيتم ذلك من دون فرنسا، بكل بساطة".



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم