الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تهديد "داعش" مستمر: تكتيكات و"لعبة شدّ حبال"... التنظيم يريد الاقناع

المصدر: "أ ف ب"
تهديد "داعش" مستمر: تكتيكات و"لعبة شدّ حبال"... التنظيم يريد الاقناع
تهديد "داعش" مستمر: تكتيكات و"لعبة شدّ حبال"... التنظيم يريد الاقناع
A+ A-

بعد ثلاثة أشهر من اعلان قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً القضاء على "خلافة" تنظيم #الدولة_الإسلامية في سوريا، يواصل الأخير شنّ اعتداءات في مناطق عدة، في خطوة تهدف، وفق محللين، الى إثبات أن وجوده مستمر ولا يزال فاعلا.

وتمكّنت قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي، بقيادة أميركية، من طرد التنظيم المتطرف من آخر معاقله في شرق سوريا في 23 آذار، إثر سيطرتها على بلدة الباغوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بعد حملة عسكرية استمرت أشهراً.

ومهّدت السيطرة على هذه البلدة النائية القريبة من الحدود العراقية، الطريق أمام قوات سوريا الديموقراطية لاعلان انتهاء "الخلافة الإسلامية" التي كان التنظيم قد أعلنها عام 2014 بعد سيطرته على مناطق شاسعة في سوريا والعراق المجاور.

وفي وقت تستنفر قوات سوريا الديموقراطية جهودها في ملاحقة "الخلايا النائمة" التابعة للتنظيم في مناطق سيطرتها، يواصل الأخير تنفيذ هجمات واعتداءات يتبناها دورياً عبر حساباته على تطبيق تلغرام، ليس آخرها احراق حقول القمح في شمال شرق سوريا.

ويقول الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد نيكولاس هيراس لوكالة "فرانس برس": "لم يتوقف داعش قط عن أن يشكل تهديداً في شمال سوريا وشرقها".

وفي اعتداء يعدّ الاكثر دموية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تبنى التنظيم تفجير سيارة مفخخة مطلع حزيران، أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وسبعة من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية في مدينة الرقة (شمالا)، والتي كانت تعدّ المعقل الأبرز للتنظيم في سوريا، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي التاسع من نيسان، تسبب تفجير انتحاري في المدينة بمقتل 13 شخصاً، غالبيتهم مدنيون، وفق المصدر ذاته.

ويوضح هيراس ان "جوهر استراتيجية داعش في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، مناطق سيطرته السابقة، يرتكز على إحباط أي مشاريع (حكم) بديلة". ويرى أن التنظيم "ينخرط في لعبة شدّ حبال مع الولايات المتحدة وقوات سوريا الديموقراطية من أجل كسب قلوب السكان العرب المحليين وعقولهم".

وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية على مناطق شرق الفرات في محافظة دير الزور (شرقا) ذات الغالبية العربية. وتتنافس مع الحكومة السورية على كسب ودّ العشائر العربية في هذه المنطقة الغنية بحقول النفط.

وبحسب هيراس، يصعّب لجوء التنظيم إلى تكتيكات حرق المحاصيل الزراعية، الحيوية في المنطقة، وتنفيذ اغتيالات، مهمّة قوات سوريا الديموقراطية في ارساء نظام جديد، وكسب ثقة السكان المحليين.

وتطال هجمات التنظيم مواقع ونقاطاً للجيش السوري في البادية السورية الممتدة من ريف حمص الشرقي (وسط) حتى الحدود العراقية، حيث لا يزال يحتفظ بانتشاره.

وينفّذ التنظيم باستمرار، وفق المرصد، هجمات دموية وكمائن في البادية، تسببت منذ 24 آذار بمقتل أكثر من 150 من قوات النظام والمجموعات الموالية لها. وقتل أربعة منهم الأحد.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب سوريا)، التي تديرها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وتوجد فيها فصائل إسلامية أقل نفوذاً، تنتشر "خلايا نائمة" تابعة للتنظيم، غالباً ما يتم اعلان توقيف عناصر منها.

ويواصل التنظيم، عبر حسابات جهادية على تطبيق تلغرام، تبني هجمات في سوريا والعراق، وكذلك مناطق عدة حول العالم.

ويقول المحلل والباحث في الشأن السوري حسن حسن لـ"فرانس برس"، إنه بالنسبة الى مقاتلي التنظيم، "ما هو مهم حالياً هو أن يقنعوا الناس بأنهم موجودون هنا ليبقوا". كذلك، يريدون اقناع "المجندين المحتملين (في صفوف التنظيم) بأن لديهم مشروعاً طويل الأجل بمعزل عن عدم وجود مناطق تحت سيطرتهم".

ويبدو أن تنفيذ التنظيم للهجمات الانتحارية في سري لانكا، والتي أوقعت 258 قتيلاً في 21 نيسان، من ثم بثّه بعد أيام شريط فيديو قال إنه لزعيمه أبو بكر البغدادي، في اطلالة كانت الأولى منذ خمس سنوات، تصبّ في هذا الاتجاه، وفق محللين.

ويدعم التحالف الدولي عمليات قوات سوريا الديموقراطية في شمال شرق سوريا للقضاء على آلاف الموالين للتنظيم.

ويقول المتحدث باسم التحالف سكوت راولينسن لـ"فرانس برس": "ما يسمى الخلافة الجغرافية للتنظيم هُزمت، لكن داعش كتنظيم لم يهزم".

خلال الأسبوع الماضي، أفادت قوات سوريا الديموقراطية عن تنفيذها عمليتين في محافظتي الحسكة ودير الزور، لتوقيف عناصر من التنظيم من أفراد الخلايا النائمة.

ويدعم التحالف جهود هذه القوات في نزع الألغام التي تركها التنظيم خلفه، وفي انشاء مجالس عسكرية، تتولى، وفق راولينسن، "كل المهمات الأمنية في مجتمعاتها وارساء الاستقرار والعمل على اعادة الحياة الطبيعية".

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية، قبل أيام، تأسيس مجلس عسكري خاص بمدينة الرقة. ويرى راولينسن أن "هذه المبادرات المحلية والمناطقية مهمة لضمان الحاق الهزيمة الدائمة بداعش".

ويشدد حسن على انه يتوجب على التحالف وحلفائه، بقيادة الأكراد، أن يتصرفوا بسرعة بينما لا يزال التنظيم "هارباً ومهزوماً".

ويوضح ان "الخشية هي أن يصبح التنظيم، مع مرور الوقت، قادراً على إعادة تنظيم نفسه، ومن ثمّ سيخسر التحالف تلك الفرصة التي بإمكانه من خلالها أن يحدث فرقاً كبيراً".

ولا يمكن إحداث هذا الفرق، وفق حسن، إلا مع اشراك وجهاء من القبائل العربية ذات التأثير الحقيقي في عملية صنع القرار.

ويقول: "يجب أن يتمّ إشراك السكان المحليين في هذا المسار، وفي (شؤون) الأمن والسياسة، وأن يديروا مناطقهم من دون أن يشعروا بأنهم محكومون من أطراف من خارج مناطقهم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم