الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لا عهد إلّا "العهد القويّ" ولا تعيينات إلّا تعييناته!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

التعيينات ستصدر، وفي كلّ القطاعات والمجالات. لن يبقى أيُّ مركزٍ شاغرًا، بدءًا بمراكز الفئة الأولى، وصولًا إلى أدنى المراكز أهميّةً، في الفئات الثالثة والرابعة والأخيرة، وما بعد الأخيرة.

الكراسي، كلّ الكراسي، المدنيّة والعسكريّة والأمنيّة والإداريّة والتربويّة والفنّيّة والعلميّة والثقافيّة والأكاديميّة والقضائيّة، ستجد مَن يشغلها. وستمتلئ المراكز، وستغصّ بالأشباح والمديرين والرؤساء والدكاترة والقضاة وحملة النجوم والسفراء والقناصل والموظفين، والملحقين بهم، والمستشارين. ذلك سيحصل قريبًا جدًّا، أو بعد قليل، مهما كانت التباينات والمنافسات شديدةً بين أهل الشهوة والحكم والسلطة.

لن يحظى المستبعَدون والمغضوب عليهم، أو الذين لا سماء ومظلّات فوق رؤوسهم، بمركز، ولا بمنصب، حتى لو كانوا من أهل الاختصاص والكفاءة والأهليّة. هؤلاء لا مكان لهم في "جنّة العهد".

التعيينات ستأخذ مجراها على الوجه الذي يؤمّن الغاية المرجوّة لـ"العهد" وللقوى المتحكّمة به، وخصوصًا لتلك التي تقف وراءه، وتسلس له القياد، وترخي له الحبال، وتوجّهه، وترشده، وتملي عليه التعليمات، وترسم له الحدود والخطوط.

سيصير كلّ شيء، وكلّ أحد، وفي كلّ موقعٍ ومنصب، وفي كلّ إدارةٍ ومجلس، وهيئة، ملك السلطة التنفيذيّة هذه، ومَن يتحكّم بها.

عبثًا يحاول بعض الأطراف المشاركين في الحكومة، الحصول على حصص. لن يحصل هؤلاء على حصص. ولو اجتمعوا، وأصدروا البيانات، وأطلقوا التغاريد والمواقف، ولو – حتّى - ماتوا قهرًا وغيظًا.

هؤلاء "ثانويّون"، على رغم امتداداتهم الفعليّة والواقعيّة فوق أرض الواقع. هؤلاء لا أهميّة لهم في عيون جماعة "العهد"، ولن ينعموا بحصص.

أمّا الذين هم خارج الحكومة، فأمرهم محسومٌ سلفًا. No way.

ماذا عن المعايير المتّبَعَة؟

كلّ شيء مشغولٌ بعناية، ومدبَّر، وفق المعايير والاختصاصات، وفي ضوء التوازنات الطائفيّة والمذهبيّة. لن يحصل أيُّ خرقٍ لهذه المعايير والموازين. وإذا حصلت طعونٌ، فسترتدّ الطعون على أصحابها.

"ساعة العهد"، سويسريّة الصنع. حساباتها دقيقة للغاية، ومتأنّية، حيث لا غلط، وحيث لا خروج على الدستور والقانون والعرف والنظام.

ماذا بعد؟ هل تنفع الاحتجاجات؟ الضغوط؟ الإضرابات؟ النزول إلى الشارع؟ احتلال الإدارات؟ العصيان المدنيّ؟

قائلٌ مُستقوٍ يقول في قلبه، بل يقول علنًا: جرِّبوا حظوظكم. وبلِّطوا البحار كلّها والمحيطات إذا شئتم، لا فقط البحر المتوسّط. فلن تسقط شعرةٌ واحدةٌ من رأس السلطة إلّا بإرادة "أبيكم". لن تستطيعوا أن تفعلوا شيئًا مع "العهد القوي". واعلموا أنّ الولاية الثانية على الأبواب. وإنْ تأخّرت قليلًا. وقد لا تتأخّر.

ماذا عن تلوّث الشاطئ والبحر، والمياه، والمناخ، وتفاقم مشكلة النفايات، وتزايد الأمراض الفتّاكة والقاتلة، واستحالة إيجال حلول لقضية الكهرباء، والمحارق، وتزوير الشهادات، ومأساة الجامعة الوطنيّة، وحقوق المتقاعدين، هل نسيتُها، يا ترى؟ والموازنة، هل نسيتُ، يا ترى، مشكلة الموازنة، وتهديدات المجتمع الدولي وضغوطه في شأن مؤتمر "سيدر" وخفض النفقات وفرض الضرائب ووقف الهدر والفساد؟

كلّا. كلّا. لم أنسَ شيئًا. كلّ شيءٍ تمام التمام.

أنا لا أمزح. ولا أسخر. أنا جدّيٌّ للغاية. وإنّ غدًا لناظره قريب.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم