السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الفكرة اللصّة من شبّاك الحيرة تنسلّ

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
الفكرة اللصّة من شبّاك الحيرة تنسلّ
الفكرة اللصّة من شبّاك الحيرة تنسلّ
A+ A-

الجذوة رماد، وعودة النار، أمرّ فوق القدرة الالتهابية

تيهان الوعد، وهل في الانتظار، إلا عبثية الوقت؟

ريشة طائر في ريح... الريح في سفر اللاعودة، والريشة ليست في سرير الغابات حتّى...

وما الرأي بالظلّ؟ فلو مرّت غيمة، أو غابت شمس، فالطبيعة ليس لها أن تفلش الظلّ تحت صخرة أو على سفح، ولو خدّدت بأغصانها جسم الظلام طوال الليل!

والطريق هلّا لها أن تعيد أثر خطوة ذلك المسافر، وقد محت أثرَ تلك الخطوة، غبائر خطى العابرين إلى آخر الأيام، حيث تنتهي العودة في متلوّيات المستحيل؟

تستيقظ غلالةٌ بيضاء...

طلعة الثلج

ضفيرة النحل

تفاحة العصافير

عطر الروح

معنى الرقّة في الزهر...

شوق السماء إلى الغيم

لمعة الماء فوق فخّار العطش

تستعدّ كأنّها الفجر...

تنتظر الفصول كأنّها الشمس

حريرٌ كأنّها نعمة المطر

هي الفكرة اللصّة...

من شبّاك الحيرة تنسلّ...

وفي ثياب الجنّ تختفي إلى الأبد!

فكرة الشاعر

أو الرسام

أو النحات

أو المهندس

أو أي فكرة أخرى

إذا بدت على سطح اليمّ،

حورية خيَالٍ بأبهى حلّة،

وأنقى خدّ،

وأهيف قوام،

ولم تؤخذ بشصّ أو شبَك،

غارت إلى عمقٍ له عمق،

وذبلت في كهف النسيان،

إلى الأبد...

وإلا لِمَ قيل: "ما لم يٌكتب أجمل بكثير ممّا كُتب"؟

الفكرة تشخص بفجأة البرقة،

وتضيع بفجأة الرعدة وتحترق...

ومطر الحسرة عندئذ، كطائرةٍ

فوق غيم الذاكرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم