الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الصيّادون التونسيّون: لن نترك المهاجرين يموتون في البحر

المصدر: "أ ف ب"
الصيّادون التونسيّون: لن نترك المهاجرين يموتون في البحر
الصيّادون التونسيّون: لن نترك المهاجرين يموتون في البحر
A+ A-

سارع شمس الدين بوراسين إلى طلب النجدة عندما شاهد قارب مهاجرين يواجه صعوبات في عرض البحر قبالة سواحل #تونس، لكن قبل مغادرته المنطقة بعد يومين عند انتهائه من الصيد، اضطرّ إلى التحرك بنفسه لإنقاذهم.

يجد الصيّادون التونسيّون أنفسهم أحياناً كثيرة وحيدين أمام مهام إغاثة المهاجرين غير القانونيين الذين ينطلقون من #ليبيا المجاورة باتجاه السواحل الإيطالية، مع انحسار دور المنظمات الناشطة في هذا المجال والسفن العسكرية الأوروبية بسبب عراقيل قضائية وإدارية تعترضها في شرق المتوسط.

وقام طاقم سفينة بوراسين وثلاثة سفن صيد أخرى في 11 آيار الماضي بإنقاذ المهاجرين الـ69 التائهين في مركبهم بعد خمسة أيام على إبحارهم من مدينة زوارة في شمال غرب ليبيا.

ويقول بدر الدين مشارك، صاحب سفينة صيد في ميناء جرجيس القريب من السواحل الليبية التي ينطلق منها المهاجرون القادمون من إفريقيا كما من آسيا، أنّ "المنطقة التي نصطاد السمك فيها تشكل نقطة عبور بين زوارة القريبة من الحدود التونسية وجزيرة لامبيدوسا الايطالية"، مشيراً إلى أنّه "يتم اعلام السلطات أوّلا، لكننا في نهاية المطاف ننقذهم بأنفسنا".

وانتشل غالبية الصيادين في ميناء جرجيس في السنوات الأخيرة مهاجرين تعطّلت مراكبهم أو واجهت عواصف، منقذين المئات منهم.

ومع تحسّن الأحوال الجوية وحلول موسم الصيف، تكثّفت حركة الهجرة من جديد انطلاقاً من ليبيا، ويخشى الصيّادون التونسيّون حدوث مأساة في المنطقة البحرية التي يصطادون فيها.

من جهتها، تسعى السلطات الأوروبية للحدّ من الهجرة غير القانونية وتتولى البحرية التونسية بامكانياتها المحدودة اعتراض قوارب المهاجرين في مياهها الإقليمية.

ولم تشأ السلطات التونسية التعليق على الموضوع، وهي تمنع منذ 31 أيار إنزال 75 مهاجراً عالقين في مركب تونسي مصري أنقذهم في المياه الدولية.

وتابع مشارك: "كلهم تنصّلوا"، مضيفاً أنّه "اذا أبحرنا واعترضنا مهاجرون يطلبون الاغاثة، نتوقف عن العمل (الصيد) ونفعل المستحيل لانقاذهم".

كما يشير إلى أنّه "نعمل يوماً أو يومين في الأسبوع، فإن عثرنا عليهم في اليوم الثاني، نكون عملنا لليلة، لكن إن عثرنا عليهم في الليلة الأولى، فعلينا العودة بهم إلى البر".

وتتعقّد المسألة عندما يعثر الصيادون على المهاجرين قرب الشواطئ الايطالية.

وكانت السلطات البحرية الايطالية، أوقفت بوراسين وطاقمه منتصف العام الماضي، وسجنته شهرا عندما حاول إغاثة مركب مهاجرين قرب جزيرة لامبيدوسا.

وتراجع دور سفن الإغاثة التابعة لمنظّمات غير حكومية وسفن عملية "صوفيا" لمكافحة تهريب المهاجرين خلال 2019 بسبب انحسار نطاق تحرك العملية الأوروبية والتدابير التي اتخذتها الدول الأوروبية ضد المنظمات غير الحكومية للحدّ من وصول المهاجرين.

كما أوضح مشارك إلى أنّه "كانوا ينقذون الناس بالمعدات التي يملكونها... ولكن اليوم وفي غالب الأحيان نحن من يقوم بهذا الدور، وحين نغيب يلقى المهاجرون حتفهم".

وهذا ما حصل في 10 أيار، إذ قتل 60 مهاجراً في حادث غرق فيما أنقذت سفينة صيد 10 آخرين بعدما قضوا ثماني ساعات في الماء.

من جهته، يستذكر أحمد سيجور، أحد الناجين وصول الصيادين لنجدتهم فجراً مثل "ملائكة"، لافتاً إلى أنّه "عندما رأينا قارب الصيادين عاد إلينا الأمل بأننا سننجو الآن، لأن الربّ أرسل لنا هؤلاء الصيادين مثل ملائكة لإنقاذنا". وأضاف: "لو تأخروا عشر دقائق لكنت استسلمت" للموت.

وقال مشارك بتأثّر: "لا نريد أن نرى الجثث، من المفروض ان نذهب لصيد الأسماك لا الأشخاص"، مضيفاً: "يعمل عندي عشرون بحارا ويخشون الأمراض، بعض المهاجرين قضوا بين 15 و20 يوما في البحر دون الاستحمام، والرائحة لا تطاق". كما يؤكّد أنّ "البحارة في جرجيس لن يتركوا الناس يموتون في البحر".

بدوره، يشير المسؤول عن مركز إيواء المهاجرين في الهلال الأحمر التونسي منجي سليم إلى أنّ "الصيادين هم درك البحر لأنهم يستطيعون التنبيه"، مضيفاً أنّه "يعلمنا بعض المهاجرين أنّ سفناً ضخمة تمر دون الاقتراب منهم".

ويقرّ صيّادو سمك التونة في جرجيس بأنّهم يتفادون أحيانا إغاثة المهاجرين، إذ يتحتّم عليهم كل سنة صيد الحصة المحددة لهم ضمن فترة قصيرة، مؤكّدين أنهم لا يتركونهم في عرض البحر بدون إغاثة.

أمّا صيادو السردين، فحرموا من الوصول إلى المياه العميقة التي تزخر بالسمك شرق ليبيا بعدما بسط خفر السواحل والجماعات المسلحة في البلد الذي تعمه الفوضى مراقبتهم على هذه المناطق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم