الشركاء التجاريون الفعليون الكبار لإيران؟

تثير بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، أي الأفرقاء الأوروبيين الموقّعين على خطة العمل الشاملة المشتركة، غضب إيران التي كانت تتوقع منهم تأمين المنافع الاقتصادية الموعودة في الاتفاق في مواجهة الضغوط الأميركية التي تتصاعد وتيرتها منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق في أيار 2018.وقد سعت إيران التي تعاظمت خيبتها، إلى تأمين بدائل عبر محاولة تجسيد عقيدة "النظر إلى الشرق" التي تعمل بموجبها على توطيد روابطها مع ثلاث قوى كبرى في آسيا، هي الصين والهند واليابان.وقد تجلت هذه السياسة في النشاط الديبلوماسي المحموم الذي دفع بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الجلوس مع كبار المسؤولين في البلدان الثلاثة. وفي الإطار عينه، تنهمك إيران أيضاً بالاستعدادات لاستضافة رئيس الوزراء الياباني من 12 إلى 14 حزيران الجاري فيما تسعى طهران جاهدة للحصول على فرص جديدة والحفاظ على الفرص الحالية.ومن وجهة نظر جيو - اقتصادية، عرفت التجارة الخارجية الإيرانية، خلال العقد المنصرم، انعطافة متزايدة نحو آسيا. ويُعزى ذلك، من جملة أمور أخرى، إلى الصعود الكاسح للصين والهند على الساحة الاقتصادية العالمية، والضغوط التي تتعرض لها إيران بسبب العقوبات الغربية. فقد صدّرت إيران ما يزيد عن 60 في المئة من نفطها الخام إلى آسيا، وكانت الحصة الأكبر من نصيب الصين والهند واليابان. كما أن عدم القدرة على الوصول إلى المنظومة المالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة دفعَ بإيران نحو زيادة وارداتها من البلدان الآسيوية، مع اعتماد التعاملات التجارية بصورة متزايدة على العملات المحلية بدلاً من الدولار الأميركي.تتصدّر الصين قائمة الشركاء التجاريين للجمهورية...