السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الوساطة الأثيوبية أمام تحدي إحياء الحوار في السودان

الوساطة الأثيوبية أمام تحدي إحياء الحوار في السودان
الوساطة الأثيوبية أمام تحدي إحياء الحوار في السودان
A+ A-

وصل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى الخرطوم أمس للقاء رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في مسعى للوساطة في الأزمة السياسية التي أعقبت اطاحة الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير في نيسان.

وقال مكتب أبي أحمد على "تويتر": "وصل رئيس الوزراء أبي أحمد مع الوفد المرافق له إلى الخرطوم بالسودان صباح اليوم لإجراء محادثات".

وكان مصدر ديبلوماسي أفاد الخميس أن أبي أحمد يعتزم الاجتماع مع أعضاء المجلس العسكري الانتقالي وشخصيات من المعارضة.

وتأتي المبادرة الإثيوبية بعد أسوأ أعمال عنف في السودان منذ أطاح الجيش البشير بعد أربعة أشهر من التظاهرات احتجاجاً على حكمه الذي استمر 30 سنة.

وتقول المعارضة إن 113 شخصاً قتلوا خلال اجتياح مخيم اعتصام الاثنين وفي حملة أوسع أعقبت ذلك. أما الحكومة، فتقول إن عدد القتلى 61 بينهم ثلاثة من رجال الأمن.

وعلق الاتحاد الأفريقي الخميس عضوية السودان فيه الى حين تأليف حكومة مدنية، الأمر الذي يكثف الضغوط الدولية على القادة العسكريين.

وكان الجانبان يجريان محادثات في شأن انتقال الى الديموقراطية يقوده مدنيون، لكن هذه المحادثات المتعثرة انهارت عقب الحملة الأمنية هذا الأسبوع.

وتولى أبي أحمد منصبه العام الماضي وبدأ إصلاحات سياسية واقتصادية واكتسب تقديراً واسعاً بفضل مهاراته الديبلوماسية التي أتاحت تحقيق السلام مع إريتريا، خصم بلاده القديم.

من جهة أخرى، قالت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بحركة الاحتجاج إن المصابين في الحملة الأمنية يتكدسون في "المستشفيات الحكومية والخاصة التي تعاني شحاً شديداً في معينات تقديم الخدمات الطبية". وكشفت أن قوات الدعم السريع أقفلت خمسة مستشفيات رئيسية. وتحدثت عن "شح في الكادر الطبي يتزايد مع التضييق الممنهج الممارس على الأطباء والكوادر الطبية عامة، هذا مع محاولة سد الطرق أمامهم لمنعهم من الوصول إلى المستشفيات ومن ثم مهاجمتهم داخل المؤسسات الصحية عند معالجة أبناء شعبهم... مما قد يؤدي إلى فقدان مزيد من الأرواح".

وقالت منظمة الصحة العالمية أيضاً إن العاملين في المجال الطبي مستهدفون كما يبدو بسبب علاجهم للجرحى. وجاء في بيان لها أن بعض العاملين في القطاع الطبي أصيبوا وهناك تقارير عن تعرض إناث منهم للاغتصاب خلال هجمات على مستشفيات. كذلك أقفلت خدمات الطوارئ وأصيب عاملون ومرضى. وأزيلت خيام أقيمت لعلاج المحتجين المصابين أو أضرمت النيران فيها، كما سلبت أجهزة طبية.

وأبدى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة لشرق المتوسط أحمد المنظري، قلق المنظمة البالغ من تداعيات العنف على المحتاجين والطواقم الطبية والمنشآت الصحية.

ولم تذكر المنظمة الطرف الذي دخل المستشفيات أو هاجم العاملين، لكن منظمة العفو الدولية والمعارضة قالتا إن قوات الدعم السريع كانت الطرف الرئيسي في أعمال العنف.

وقال المجلس العسكري إن أشخاصاً ارتدوا الزي الرسمي لقوات الدعم السريع لانتحال شخصيتهما في محاولة للإضرار بصورتهما، وإن قوى الأمن كانت تستهدف لدى اقتحام مخيم الاعتصام الاثنين "متفلتين" فروا من مكان الاعتصام وأحدثوا فوضى.

الجامعة العربية

وفي القاهرة، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الأطراف السودانيين إلى "ضبط النفس" وتجنب "الجنوح عن النهج السلمي" في شأن انتقال السلطة في البلاد.

وجاء في بيان صادر عن الجامعة أن أبو الغيط دعا "الأطراف السودانية كافة إلى إعمال ضبط النفس وتجنب أية تصرفات من شأنها أن تسهم في تأجيج الموقف وتصعيده أو تؤدي إلى الجنوح عن النهج السلمي لإتمام عملية الانتقال السياسي في البلاد". وأضاف "أنه يتابع بقلق واهتمام بالغين التطورات الأخيرة التي شهدها السودان، وبشكل خاص سقوط عشرات القتلى والمصابين في أعمال العنف التي وقعت في الثالث من حزيران في العاصمة الخرطوم، وأدت الى توقف الحوار بين المجلس العسكري الانتقالي وحركة إعلان قوى الحرية والتغيير".

وتم الاثنين فض اعتصام كان ينظم منذ السادس من نيسان أمام مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة في وسط الخرطوم لمطالبة المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة إلى المدنيين.

وطالب أبو الغيط بـ"بذل الجهد من أجل العمل على تقريب المواقف والرؤى الإقليمية والدولية المساندة للأطراف السودانية لتمكينها من استكمال وإنجاح مسار الانتقال الديموقراطي... من دون أي تدخل أو ضغط خارجي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم