الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ماذا جرى في بلدة دير الأحمر؟

المصدر: "النهار - بعلبك"
وسام اسماعيل
ماذا جرى في بلدة دير الأحمر؟
ماذا جرى في بلدة دير الأحمر؟
A+ A-

"القصة ليست قصة رمانة، القصة قصة قلوب مليانة". هو أقرب ما يمكن أن يقال عما جرى في بلدة دير الأحمر التي لا تزال تعيش تداعيات حادثة اعتداء عدد من الشبان اللاجئين في مخيم "الكاريتاس" الأربعاء الفائت على عنصر الدفاع المدني خلال محاولته إخماد حريق بالقرب من المخيم، بعد تلاسن بينهما، أدى إلى جرح عنصر من الدفاع المدني وتضرر آلية الإطفاء التي كان يقودها، ليعمد مجهولون لاحقاً إلى إحراق ثلاث خيم من ضمن المخيم.

وكان الجيش اللبناني أوقف الشبان السوريين المعتدين خلال مداهمة نفذها داخل المخيم المذكور، وأُخلي المخيم بعد ساعات من الخلاف بقرار من بلدية واتحاد بلديات دير الأحمر يوم الخميس. في عقاب جماعي لكافة اللاجئين صباح اليوم، علماً أن الغالبية من هؤلاء هم من العمال الزراعيين في البلدة وعائلاتهم.

بلدة دير الأحمر كانت من أولى البلدات المبادرة للوقوف إلى جانب السوريين اللاجئين في محنتهم، وتعاطفت معهم انسانياً، واستقبلتهم. وهذا أمر من بديهيات أدبيات أهلها. وأنشئ مخيم "الكاريتاس" للاجئين السوريين الذي يقع بالقرب من قرية دير الأحمر في منطقة حرف شليفا على سفوح سلسلة جبال لبنان الغربية، ويقدر عدد الأشخاص فيه بحوالي 700 لاجئ من أصل 6000 متواجدين ضمن منطقة دير الأحمر وقراها، يتوزعون على مخيمات عدة في السهل وعلى الأطراف.

أهالي وفاعليات دير الأحمر أكدوا أن هذه الخطوة بتفكيك المخيم وإقفاله اتخذا نتيجة الحادثة في ظل وجود القوى الأمنية حرصاً على سلامة اللاجئين والخوف من دخول أحد للاصطياد في المياه العكرة، أوأن يأخذ الموضوع منحى العنصرية بحق اللاجئين السوريين، خصوصاً بعد إخماد فرق إطفاء الدفاع المدني ليلة الخميس - الجمعة حريقاً متعمداً (من قبل شبان مجهولين حيث أظهرت تسجيلات مصورة إقدام بعض أهالي البلدة على صب مادة المازوت على الخيم وإضرام النار فيها) شب في ثلاث خيم للنازحين السوريين داخل المخيم من أصل 98 خيمة وتمت المعالجة وتطويق الحادثة ولا مصابين.

صباح اليوم (الجمعة) عقد اجتماع في مبنى بلدية دير الأحمر ضم كلاً من محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وممثلين عن وزارة الداخلية والشؤون الاجتماعية والأمم المتحدة ورؤساء اتحاد وبلديات دير الأحمر ومخاتير وفاعليات، ناقشوا قرار اتحاد بلديات دير الأحمر عدم عودة اللاجئين إلى المخيم وعدم استعداد أي بلدة أخرى لاستقبالهم.

وحمل المحافظ هموم اللاجئين إلى المجتمعين بعد أن كان التقى بعضهم واطلع منهم على عدم وجود مكان يلجؤون إليه، وتساءل كيف لـ 700 لاجئ أن يحملوا وزر غيرهم والقوى الأمنية أوقفت جميع المعتدين على الدفاع المدني؟ كما أعلن المحافظ من أمام المخيم أن الحادثة محصورة والعمل جارٍ على أولوية حفظ الأمن والسلم، ولا نريد أي تصادم بين النازحين وأهالي دير الأحمر " هم أصحاب الدار. وصحيح أنه لا يمكن إجبارهم على استقبال النازحين بالقوة، ولكن موضوع النازحين السوريين هو أكبر من بلدية أو قضاء أو محافظة. هي مشكلة على مستوى لبنان لا المنطقة فحسب".

إلا أن اجتماع الدير فشل، رغم جهود المحافظ والوزارت المعنية بالتمني بعدم معاقبة وترحيل كافة قاطني المخيم، كما فشلت جهوده في محاولة استبدال قاطني المخيم بآخرين من إحدى القرى المجاورة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم