الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالرايات الخُضر... أهالي الواحات المصرية يطوفون حول الأضرحة في أول أيام العيد (صور)

المصدر: "النهار"
الوادي الجديد- محمد محروس
بالرايات الخُضر... أهالي الواحات المصرية يطوفون حول الأضرحة في أول أيام العيد (صور)
بالرايات الخُضر... أهالي الواحات المصرية يطوفون حول الأضرحة في أول أيام العيد (صور)
A+ A-

عادة قديمة لا يزال يحرص على إحيائها كل عام أهالي قرى القصر بواحة الداخلة في صعيد مصر، وهى زيارة الأضرحة والمقامات والطواف حولها في أول أيام عيد الفطر، لمباركة أولياء الله الصالحين وتهنئتهم بالعيد.

وعلى الرغم من أن هذه العادة اندثرت مع مرور الوقت في أغلب قرى الواحات، إلا أنها أصبحت شبه منحصرة بهذه القرية التي تنتشر فيها المقامات والأضرحة بشكل كبير، حيث يتجمع عدد كبير من أهالى القرية من الرجال والشباب والأطفال حاملين الرايات الخضر التى تحمل عبارات "لا إله إلا الله، محمد رسول الله " فيما يقرع بعضهم الطبول ويذهبون للأضرحة لمباركتها والطواف حولها.

أحمد زكي من أهالي قرية القصر أكد لـ"النهار" أن هذه العادة من الطقوس المهمة والقديمة لعيد الفطر في الواحات، لافتاً إلى أن أهالي القرية حريصون على إحيائها على الرغم من أنها اندثرت منذ قديم الزمن، كما أنها واحدة من مظاهر فرحة العيد لدى الأهالي، فمن خلالها يتجمع الرجال والشباب والأطفال ممسكين بالرايات والطبول مرددين الأناشيد الدينية والأهازيج الواحاتية ويسيرون فى صورة مجموعات إلى الأضرحة التي تقع أغلبها فى مناطق صحراوية.

وعن سبب انتشار هذه الأضرحة والمقامات بقرية القصر بشكل كبير واستمرار هذا العادة حتى الآن، أضاف زكي أن "القصر" من أقدم المناطق الأثرية القديمة، حيث كانت نقطة التقاء لطرق مواصلات قديمة، كما أنها كانت الطريق الرئيسي للقوافل التجارية والحجاج القادمين من المغرب العربي الذين يسلكون طريق الصحراء للوصول إلى الأراضي الحجازية، مشيراً إلى أن تاريخ نشأة "القصر" يرجع إلى ما قبل الفتح الإسلامي لمصر، وكانت أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام 50 هجرية، لذلك لا تزال تحتفظ بالطابع الإسلامي، فضلاً عن أنها تحوي عدداً من الأضرحة والمقامات لعدد من المحاربين والمشايخ الذين تنحدر أصولهم من شمال إفريقيا.

كما أشار إلى أن العيد حالياً اختلف كثيراً عما كان قديماً فى الواحات، فقد تغيرت بعض الطقوس والعادات نتيجة اختلاف الثقافات وهجرة سكان القرى إلى المدن وقدوم مواطنين جدد من مناطق مختلفة للسكن فى الواحات، مضيفاً أنه على الرغم كل ذلك لا تزال هناك أماكن لم يغيرها الزمن، مثل قرية القصر، التي لم يهجرها أهلها، الذين يحرصون على أداء صلاة العيد في الساحات ثم ينتشرون في الشوارع لتهنئة بعضهم بعضاً بالعيد، ويتم تنظيم إفطار جماعي لأهالي كل شارع ومنطقة داخل القرية، كما يتجمع أفراد العائلة الواحدة داخل منزل لجمع شمل الأسرة.







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم