الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سمير قصير... عدم المؤاخذة!

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
A+ A-

قبل ايام قليلة من الذكرى الـ14 لاستشهاد سمير قصير صادف ان جمع "زمن سمير فرنجية" الكتاب السيرة الذي وضعه محمد حسين شمس الدين جمعا من اصدقاء "السميرين" في الجامعة اليسوعية بما أثار شجون كثيرين حيال زمن الكرامة الذي نخشى ان تكون موجات الحنين اليه نذير أفوله. نقول زمن الكرامة ولا نعني فقط استعادة سيرة سمير قصير للمرة الرابعة عشرة منذ جندلته متفجرة الاجرام بل نقف عند ذكراه وكأننا في ازمة ضمير أو عقدة قصور امام ما يحمله تثاقل السنين وتراكمها في استعادات الشهداء وزمنهم. لا نخطئ الاعتقاد بان أسوأ ما يطالعنا في ذكرى اغتيال من كان من ابرز العقول المخططة لانتفاضة 14آذار واحد واضعي ايديولوجيتها وفكرها ومبادئها ضحالة الدولة وتفككها او نذير انهيارها بعد تلك النكبة الهائلة التي ضربت مسار القوى السيادية في السنوات الثلاث الاخيرة. جاء توقيت اغتيال سمير قصير في مسار المواقيت الاجرامية مبكرا وادرج على بنك الاهداف الدموية في المراحل الاولى من احدى أشنع الحروب التي شنت على السياديين في لبنان. لا نذكر بذلك لإنعاش ذاكرة لم تشف من صدمات باتت تشكل في ذاتها تاريخا لا يمحى، وانما لان التوقيت تعاينه الذاكرة بعد مرور زمن طويل بغير النظرة نفسها التي تهيمن على صاحبها في ذروة المأساة. سمير قصير يمكن ان تتخيله اليوم مفجوعاً ليس بتفكك اصدقاء الامس والرفاق وحلفاء درب الثورة على الاحتلال السوري وعلى الطغاة المتحكمين بالشعوب العربية ولا ايضا بالعمق المأسوي المقيم في قضية فلسطين، إنما نخاله يسأل مذعورا عن استحالة حقيقية لقيامة تلك المسماة دولة في لبنان. بماذا يمكن تبرير هذا التفكك التصاعدي لما كان بعضهم يسميه جمهورية او دولة او مشروع دولة فيما نشهد راهنا من مآسي تفكك الجمهورية برمتها ما لم يخطر ببال اشد اصحاب النزعات سوداوية؟ لن نبلغ حدود ما ذهب اليه البعض من الترحم ولو من باب السخرية المرة على زمن الوصي السوري. ولكن نتساءل اي مصير هذا يدفع بالبلاد نحو فوضى لم تعرف مثيلا لها حتى في الحرب؟ مثيرون للشفقة اولئك الذين يتشدقون عند كل جولة تشاتم مقذع بتعيير الخصوم بانهم تحدروا الى السياسة من زمن الميليشيات، كما لو انهم هم أقاموا جمهورية لبنان الفاضلة على أطلال ذاك الزمن او كأن ما يشهده لبنان في الزمن الحالي هو افضل من زمن ميليشيوي. اول من سدد سهام النقد للحركة الاستقلالية والقيمين عليها غداة الموجات الاولى منها كان سمير قصير ولم يسدد سهامه حتى لاعداء 14 آذار آنذاك. ما كان سمير قصير في زمننا هذا ليكون اقل تشددا في محاكمة كل السياديين اولا وغير السياديين ايضا في ملف واحد أحد هو اجهاض الحد الادنى من دولة تثبت بان شهادات الشهداء لم تكن على الاقل لكي يعود زمن السيادة والاستقلال المزعومين الى زمن النص نص سيادة وزمن باهت بلا صفة وبلا هوية وزمن انحطاط المعايير. ماذا ترانا نقول له: عدم المؤاخذة... عجزنا!

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم