هل عيد الفطر الثلثاء أو الأربعاء؟ خلاف بين الدول على رؤية الهلال...

هل يحل أول أيام عيد الفطر، غداً الثلثاء أو بعد غد الأربعاء أو الخميس؟ لا أحد يستطيع الحكم قبل مساء اليوم ما لم يتحر المواطنون في الدول الإسلامية "هلال شهر شوال" بالتقويم الهجري ورؤيته لتحديد موعد العيد لهذه السنة، وهو الذي يشهد تحديده خلافاً بين الدول التي تعتمد الفلك شرطاً لرؤية الهلال وإثباته وبين دول أخرى تشترط الرؤية البصرية المباشرة لإثبات أول أيام العيد.

لكن الخلاف هذه السنة يتجاوز ذلك، إذ أن دولاً ومرجعيات دينية أعلنت سلفاً العيد نهار غد الثلثاء، معتمدة على الإثبات الفلكي، فيما اعتمد آخرون على العد، أي أن الثلثاء متمم لشهر الصوم باعتبار أن في بعض الدول يستحيل رؤية الهلال، وقد يراه المواطنون في ثاني أيام العيد بظهور واضح.

وبينما حسمت دول عدة يوم الأربعاء المقبل 5 حزيران أول أيام عيد الفطر، ومنها بروناي وباكستان وبنغلادش وإيران وسلطنة عمان والمملكة المغربية، فإن مواطنيها يستطيعون تحري هلال شهر شوال غداً الثلثاء، وستكون رؤيته ممكنة وفق مراكز فلكية. لكن في دول عدة مشرقية وخليجية فإن رؤيته مساء اليوم الإثنين غير محسومة، لذا دعت المحكمة العليا في السعودية، إلى تحري الهلال اليوم وإثبات رؤيته بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة، وتسجيل الشهادة لإعلان أول أيام العيد.

وفي بيان لمركز الفلك الدولي قال إنه "بالنسبة إلى الدول التي بدأت رمضان يوم الاثنين، والتي تشترط رؤية الهلال لدخول الشهر الجديد فمن المفترض أن تُكمل عدة رمضان ثلاثين يوما وأن يكون الأربعاء 5 حزيران أول أيام العيد. أما بالنسبة إلى الدول التي تكتفي بوجود القمر بعد غروب الشمس فوق الأفق أو تكتفي بالحسابات الفلكية التي تبين أن هناك إمكاناً لرؤية الهلال من مكان ما في العالم مساء اليوم الإثنين، فمن المفترض أن يكون رمضان فيها 29 يوما وأن يكون العيد يوم الثلثاء 4 حزيران.

وبينما تختلف الدول والمراكز الفلكية حول أول أيام العيد، بدا أن الأكثرية تتجه إلى أن يكون العيد الأربعاء المقبل، إلا إذا تمت رؤية الهلال، ففي أوستراليا مثلاً أعلن مفتي القارة الأوسترالية بإسم مجلس الأئمة الأوسترالي أنّ عدة رمضان هي 30 يوما وأنّ عيد الفطر سيكون الأربعاء وذلك لاستحالة رؤية الهلال من أوستراليا مساء الإثنين. ووفق الخبراء يميل مركز الفلك الدولي، وهو مركز علمي رسمي يتخذ من مدينة أبوظبي مقرا له، إلى اعتبار الأربعاء أول أيام العيد إذ أن رؤية الهلال غير ممكنة يوم الإثنين بجميع الوسائل من قارة أوستراليا وآسيا وأفريقيا وأوروبا، في حين أنّ رؤية الهلال ممكنة في بعض الأجزاء الغربية من القارتين الأميركيتين باستخدام التلسكوب فقط

ويرجع الاختلاف بين الفلكيين أيضاً إلى أسباب عدة، بينها تبني فلكيين الرأي الذي يقول إنّه لا يشترط رؤية الهلال ولكن يكتفى بوجود القمر بعد الشمس، وعليه توقعوا أنّ رمضان 29 يوما، بينما آخرون يقولون إن اكتمال الشهر هو 30 يوماً. علماً أن الجمعية الفلكية الجزائرية، قالت إنه استنادا إلى الحسابات الفلكية الدقيقة، يكون يوم الثلثاء 4 حزيران أول أيام عيد الفطر. وكذلك مجلس الإفتاء الأوروبي الذي حدد عبر موقعه الخاص عيد الفطر يوم الثلثاء، وهو لا يشترط رؤية الهلال من أجل إثبات دخول الشهر بل يكتفي بوجود القمر في السماء وغروبه بعد الشمس.

وفي لبنان يختلف المسلمون على أول أيام عيد الفطر، فبينما أعلن مكتب العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله أن الثلثاء العيد، فإنه لم يحسم بعد رسمياً ما اذا كان الثلثاء أو الأربعاء.