المجمع المسكونيّ الأوّل

تعيّد الكنائس البيزنطيّة في الأحد الذي يسبق عيد العنصرة للآباء الـ 318 والثمانية عشر الذين التأموا في المجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية سنة 325. هذا المجمع دعا إليه الامبراطور قسطنطين للنظر في تعليم كاهن يدعى آريوس عاش وعلّم في الإسكندريّة أوائل القرن الرابع. وقد بدت تعاليمه عن الإيمان المسيحي، وبنوع خاصّ عن الثالوث الأقدس، مناقضة للإيمان القويم. أراد آريوس أن يوفّق بين الإيمان بوحدانيّة الله والإيمان بالثالوث الأقدس: الآب والابن والروح القدس. فكان يسأل: كيف نقول إنّ الله واحد، ونعترف في الوقت عينه بألوهيّة الابن والروح القدس. فبغية المحافظة على وحدانيّة الله، طفق آريوس يعلّم أنّ الآب وحده هو حقًّا وفي جوهره إله منذ الأزل. أمّا الابن فقد خلقه الآب "قبل كلّ الدهور"، وهو أعظم من كلّ خليقة. فيصحّ أن يُقال إنّه إلهيّ وفي صورة الآب، ولكن لا يجوز أن يُقال إنّه "من جوهر الآب". فالابن يختلف في جوهره عن جوهر الآب، فهو مخلوق ومن صنع الآب. وهو الذي، في لحظة من الأزل، خلق الروح القدس. فكما أنّ الابن هو صنع الآب، كذلك الروح القدس هو صنع الابن.لقد كانت لتلك التعاليم نتائج خطيرة. فالقول إنّ الآب خلق الابن، وإنّ الابن خلق...