الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

السفيرة كريستينا لاسين تكرّم طلّاب برنامج الـ ERASMUS في بيروت

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
السفيرة كريستينا لاسين تكرّم طلّاب برنامج الـ ERASMUS في بيروت
السفيرة كريستينا لاسين تكرّم طلّاب برنامج الـ ERASMUS في بيروت
A+ A-

الجوّ راقٍّ، الوجوه شابة جامعيّة والحضور ديبلوماسي رفيع. في أمسية ساحرة ربيعيّة، صاحبة الدعوة تحاور الشبان بنفسها، تتجوّل بينهم، تصغي باهتمام إلى خبراتهم، فيلمس المدعوّون الفرح الذي تبعثه في استقبالها، رقيّها المميّز وتواضعها الجوهري اللذان يذكّراننا بقول مأثور لفاكلاف هافيل: "السياسة الحقيقية هي ببساطة خدمة الآخر".

في مقر رئاسة بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت، عند الساعة السابعة من مساء الأربعاء 28 أيّار، السفيرة كريستينا لاسين، تحيي حفلاً لتكريم الطلّاب المشاركين في برنامج "ERASMUS"، الهادف إلى دعم الشبان والباحثين من خلال تقديم منحٍ من الاتحاد الأوروبي لاستئناف دراساتهم (اجازة، ماستر، دوكتوراه،…) في جامعات ومؤسسات تعليم عالٍ في أوروبا واكتساب خبرات تغيّر مجرى حياتهم ويضعونها في خدمة وطنهم... تقول السفيرة لاسين لـ"النهار": "إنّ البرنامج استقطب منذ عقود ملايين الطلاب وهو مفتوح للبنانيّين وعددهم فلى تزايد".

حول الأمسية

نلتقي السفيرة لاسين في ختام الحفل، لتشير الى ان: "الحدث يهدف الى جمع الطلاب اللبنانيين الملتحقين بالبرنامج. وطلبنا من بعضهم  مشاركتنا شهاداتهم وخبراتهم... الجميع كان سعيداً بما عاشه.  ودعونا الذين سيسافرون في السنة المقبلة. فيتعرّف الشباب إلى بعضهم ويقيمون روابط وشبكة تواصل في ما بينهم". وتضيف: "اليوم، نستمع إليهم، نستوحي منهم ونتفاعل معهم. ونحن هنا من أجلهم".

رئيس قسم العمليّات في الاتحاد الأوروبي يقول لـ"النهار": "أن نستمع إلى أشخاص يتحدثون عن خبرات غيّرت مجرى حياتهم، فهذا مهم جدّاً. إنّنا نتيح لهم الفرصة للنهوض في حياتهم المهنية وتنمية قدراتهم من خلال خبراتهم الفردية"، مضيفاً: "يلعبون دوراً دبلوماسيّاً مهمّاً كسفراء لأوروبا في لبنان وسفراء قيّمين لوطنهم في أوروبا. نشجّع الشبان والشابات على الانخراط في البرنامج".

الرأي الأكاديمي

وكان من اللافت تواجد أكاديميين واساتذة  من جامعات لبنانية مختلفة. ويطلعنا المسؤول عن المشاريع الأوروبية في الجامعة الأنطونية طوني درزي، عن آفاق تنمية القدرات والتبادل مع الجامعات الفرنسية كباريس 3 وغيرها، مسلّطاً الضوء على توجّه الأنطونيّين: "نبحث عن تطوير مشاريع التبادل وسعيدون جدّاً لتواجدنا هنا. والبرنامج مثمر".

ويفيد من جهته الأستاذ أنور كوثراني من جامعة LIU الى "انشاء مكتب للمعاهدات الدولية ووقّعنا اتفاقيات مع جامعات عدّة. ساهمت الخبرات الناجحة في ارتفاع عدد المشاركين.  نشجّع طلّابنا على الانطلاق في مغامرات مماثلة للإفادة منها في بناء شخصيّاتهم من خلال الاختلاط مع ثقافات متنوّعة".

 هكذا يغيّر ERASMUS مجرى حياتهم... اقرأوا قصصهم!

مريانا عازار، خالد راجح، وزينب عواضي، ينقلوننا في رحلة إلى فنلندا. يشرحون لنا أنّ الدولة المضيفة مصنّفة من أسعد بلدان العالم وهكذا كانوا فيها... أمّا المستوى التعليمي فهو عالٍ جدّاً ويتيح للطالب اكتساب المهارات بحيث إنّ الجامعات تقدّم مزيجاً من المناهج التقليدية وغير التقليدية كالأبحاث والحصص والأعمال المشتركة... ويتحدّث الشبان الثلاثة بشوق عن حبّهم للطبيعة التي أمضوا فيها وقتاً طويلاً: "جذبنا تنظيم الحدائق العامة وكثافة البحيرات في البلد." ويستأنفون: "في لبنان غابات رائعة، لكن ينقصنا الاعتناء بها وتنظيمها. كلّما أمضينا وقتاً في فنلندا، كلّما تعلّمنا كيف يمكن أن نطوّر ونحسّن في بلدنا." ويختمون: "نشكر الاتحاد الأوروبي الذي ينظّم هذا العشاء. لم يكتفوا بتمويل دراستنا، ها هم يجمعوننا بأمسية راقية مع أكاديميين ودبلوماسيين... هذا رائع!".

ثمّ نلتقي ناتالي، تقول: "الرحلة تبدأ منذ اللحظة التي تتلقّى فيها بريداً الكترونيّاً يشير إلى قبولك في البرنامج. فتبدأ بتحضير أمتعتك دون أن تدرك بأنك تحضّر في الوقت ذاته عقلك وروحك لاختبار يفوق التصوّر وسيغيّر حتماً مجرى حياتك."

أمّا شربل عويضه فيبادر : "تعرّفتُ على العديد من الناس. هذه التجربة غيّرت نظرتي للآخر وللحياة. انّه شيء لن أنساه أبداً وأشكر القيّمين على برنامج  ERASMUS  والاتحاد الاوروبي. لقد كنت في منطقة في بريطانيا مصنّفة من أهمّ المناطق الطالبية في العالم، تحتوي على كلّ مستلزمات الحياة... والمواصلات فيها مكّنتني من قصد العديد من المناطق والدول. فتعلّمت أن أعتمد على نفسي وأصبح شخصاً مستقلّاً، منفتحاً على الآخر، أتقبّله على اختلافه وأحترم تقاليده."

ماريتا ابراهيم العائدة من النمسا تعبّر عن اختبارها بهذه الكلمات: "لم يكن فصلٌ في حياتي بل حياة في فصل! سرعان ما تأقلمت على الحياة الجديدة مع الطلاب الآخرين الذين أصبحوا عائلتي الثانية."

يوضح من جهته نضال نصّار أنّ الجوهر الحقيقي للبرنامج ليس فقط في الشق الأكاديمي ولكن في هدفه الاجتماعي على حدّ سواء. فهو يغيّر حياة الفرد ويقوّي شخصيّة الانسان ويمكّنه من النضوج؛ "ها إنّي الآن أعمل في مكتب العلاقات الدولية في جامعة الMUBS -جامعتي- وأنا أجزم أنّ اختبار  ERASMUSهو الذي قادني إلى حيث أنا اليوم."

للراغبين في المشاركة بالبرنامج، استعدّوا للمغامرة!

الشباب الذين التقيناهم يدعون رفاقهم للمشاركة في برنامج الـERASMUS : "لأنّها فرصة من العمر وكالحلم!"

شربل أبو خليل، طالب فلسفة عامة في الجامعة اللبنانية يستعدّ للمغامرة. يروي: "كانت المهلة الأخيرة للتسجيل في 20 كانون الثاني، بدأتُ بتحضير الأوراق في 13 كانون وتمّ قبولي. لا أصدّق حتى الآن أنني حزتُ على المنحة! إنّني متأكد من أنّ الخبرة التي سأخوضها ستكون أكثر من رائعة على كافة الأصعدة. أتوق للمغامرة وخاصّة إلى التعرف على ناس جدد وبلدان جديدة"

أمّا اميل قصون المجاز في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الـLAU، فقد شارك في برنامج تبادل طالبي في الولايات المتحدة، وقرّر البحث عن برنامج جديد فوقع اختياره على اختصاص السياسات الاوروبية ضمن ERASMUS ، "سأبدأ دراستي في جامعة تشارلز، ثم أذهب إلى بولندا، فهولّندا، فالجمهورية التشيكية. إني متحمّس للغاية. فما من فرصة أفضل لدراسة السياسات الاوروبية غير في اوروبا نفسها. وأعتقد أنها ستكون خبرة رائعة لأنني سأكتشف خلال سنتين ثقاقات متنوّعة وأنا أتخصّص في مجال أعشقه."

وتشدّد شابّة على روعة الالتقاء بطلّاب ينتمون إلى 26 جنسيّة مختلفة قائلة :"لم أجد صعوبة عند وصولي إلى فرنسا، فلقد كان بانتظاري شخص مولج الاهتمام بي في الأيّام الأولى."

في الختام، كلّ الأصداء ايجابية. البرنامج غيّر مجرى حياة كثيرين من طالبي العلم وهو متاح لآخرين. لذا، إن كنتم من المتفوّقين وتبحثون عن الدراسة في أرقى الجامعات الاوروبية، لا تتردّدوا بالتسجيل في برنامج ERASMUS!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم