الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الولايات المتحدة وإيران في مواجهة عدو مشترك هو القاعدة

المصدر: (توماس أردبرينك، "النيويورك تايمس"، 7/1/2014)
A+ A-

رغم المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، فقد وجدت الدولتان نفسيهما في معسكر واحد فيما يتعلق بالموضوعات الإقليمية المتصلة بالثورات التي تجتاح الشرق الأوسط. وبينما تسعى الدولتان إلى الدفاع عن مصالحهما المتعارضة، إذا بهما تكتشفان ان لديهما قاسماً مشتركاً هو المواجهة مع تنظيمات المقاتلين السّنةالتي ترفع علم القاعدة على طول خطوط النزاع الطائفي الممتد من سوريا الى لبنان والعراق وأفغانستان واليمن.
تحاذر الولايات المتحدة التورط في الصراعات الدموية الدائرة، وهي تراقب تراجع نفوذها في المنطقة، وتزعزع الاستقرار في العراق الذي دفعت من اجله اكثر من مليار دولار و4000 قتيل أميركي. في الوقت عينه يبرز قلق إيران الشيعية حيال المخاطر التي يتعرض لها اهم حليفين لها سوريا والعراق، من جانب الميليشيات السنية، لا سيما قبيل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
بالأمس اقترحت إيران على الولايات المتحدة ارسال مساعدة عسكرية الى الحكومة الشيعية في بغداد التي تخوض معارك ضد المسلحين السّنة في مدينتي الفالوجة والرمادي بعد ان خسرت سيطرتها عليهما. واول امس صرح جون كيري انه يفكر في اشراك إيران في مؤتمر السلام المتعلق بسوريا، على الرغم من ان الموضوع الذي سيكون مطروحاً هو مستقبل سوريا بعد بشار الأسد اهم حليف لطهران.
يعتقد عدد من المراقبين ان خطوات إيران تكشف عن السياسة البراغماتية الذكية التي ينتهجها الرئيس الجديد حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف،والتي هدفها تحويل إيران الى قوة اقليمية عظمى. اما بالنسبة للمنتقدين للمسار التصالحي مع إيران، فهم يرون أن إيران فرصة تقاربها مع الغرب من اجل مواصلة تطوير برنامجها النووي ودعم الميليشيات الموالية لها في المنطقة.
في إيران يعترف حتى الذي خارج المعسكر الاصلاحي بوجود مصالح مشتركة بينهم وبين الأميركيين. ففي رأي عزيز شاه محمدي، المستشار السابق لمجلس الامن القومي الاعلى "لا يجب أن يكون لأي دولة اعداء دائمين لا نحن ولا الولايات المتحدة." ففي نظر عدد من المعلقين الإيرانيين تواجه إيران والولايات المتحدة عدواً مشتركاً.
ورغم ان ادارة أوباما تدرك جيداً الدور الذي يمكن ان تلعبه إيران في المشكلات الإقليمية من أفغانستان حتى سوريا، الا ان كبار موظفي الإدارة يركزون اهتمامهم على المحادثات النووية، ويقولون ان التعاون في المسائل الاخرى رهن بالاتفاقات التي سيجري التوصل اليها في الموضوع النووي.
يزعم المنتقدون للسياسة الأميركية التصالحية مع إيران ان إدارة أوباما تقوي نفوذ إيران على حساب حلفائها التقليديين لا سيما السعودية وإسرائيل. وفي رأيهم ان إيران لم توقف دعمها لحلفائها الإقليميين مثل حزب الله والرئيس بشار الأسد وتورطها العميق مع الحكومة العراقية. ويرون ان التوصل الى اتفاق نووي نهائي مع إيران سيجعلها تتخلص من العقوبات مما سينعش اقتصادها ويمنحها المزيد من الموارد من اجل تعزيز نفوذها في المنطقة.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم