الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تيريزا ماي الطموحة "أخطات في المقاربة": صورتها في التاريخ "لن تكون جيّدة"

المصدر: "أ ف ب"
تيريزا ماي الطموحة "أخطات في المقاربة": صورتها في التاريخ "لن تكون جيّدة"
تيريزا ماي الطموحة "أخطات في المقاربة": صورتها في التاريخ "لن تكون جيّدة"
A+ A-

تستعد #تيريزا_ماي التي أعلنت اليوم تخليها عن رئاسة حزب المحافظين البريطاني في 7 حزيران، لمغادرة منصبها من دون أي مجد خاص، اذ أخفقت في تنفيذ #بريكست الذي لم تصوت له، لكنّه دمّر ولايتها.

وأعلنت ماي، وقد بدا عليها التأثر، تخليها عن مهماتها كرئيسة لحزب المحافظين وللوزراء في 7 حزيران، آسفةً "بشدّة" لعدم تمكنها من تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وطمأن وصول ماي إلى السلطة، في تموز 2016، البريطانيين بعد استفتاء اختاروا فيه الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبدت ابنه القس التي لا تتمتع بأي جاذبية خاصة، لكنها كادحة في العمل، المرشح الأفضل لقيادة المملكة المتحدة، المنقسمة بعد حملات الاستفتاء، في أكثر الفترات الحساسة في تاريخها.

لكن بعد ثلاث سنوات، يبقى البلد الذي كان من المفترض أن يغادر الاتحاد الأوروبي في 29 آذار، ممزقاً، مع برلمان غير قادر على التوافق على العلاقات المستقبلية بالاتحاد الأوروبي، وقاعدة شعبية منقسمة.

ويقول الباحث من جامعة سوري سيمون آشروود لوكالة "فرانس برس" إن مهمة تفكيك روابط بالاتحاد الأوروبي عمرها أكثر من 40 عاماً، ليس بالأمر السهل.

ويضيف: "أي شخص في مكانها كان سيواجه صعوبات كبرى"، موضحاً أن ماي "لم تقدّم المقاربة الأفضل" باختيارها الاعتماد فقط على حزبها، خصوصاً الجناح الأكثر تشدداً فيه الذي يريد قطع كل الروابط بالاتحاد الأوروبي.

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوين ماري في لندن تيم بايل أن خطأ ماي هو "رفضها الواقعية"، بعدم قبولها أي "مقاربة عابرة لحزبها"، خصوصاً بعد إخفاقها في انتخابات عام 2017 التشريعية التي قررت تنفيذها، مدفوعةً باستطلاعات رأي إيجابية، وكلّفتها غالبيتها المطلقة.

وأجبرت بعد ذلك على التحالف مع الحزب الوحدوي المحافظ الصغير في شمال إيرلندا "دي يو بي" الذي أملى عليها متطلباته بشأن بريكست.

ومنذ ذلك الحين، وجدت نفسها تتنقل من أزمة الى أخرى. وشهدت التفكك التدريجي لحكومتها مع توالي أكثر من 30 استقالة، وتصويتين على سحب الثقة، ورفض النواب، ثلاث مرات، لاتفاق بريكست الذي توصلت إليه مع بروكسيل في تشرين الثاني.

يؤكد بايل أن ماي "هي التي صعّبت على نفسها مهمتها"، مشيرا الى أنه "من المستحيل تخيل أداء أسوأ من ذلك".

من جهتهم، لم يكن الصحافيون لطفاء مع ماي. فقد لقبّوها بـ"مايبوت"، أي "ماي الروبوت"، بسبب الفتور الذي تبديه في تصريحاتها التي تكرر فيها مراراً وفي شكل آلي الخطاب نفسه.

وفي مطلع نيسان، مدّت ماي أخيراً اليد إلى حزب المعارضة الأساسي العمال من أجل التوصل إلى توافق. لكن زعيمه جيريمي كوربن قطع المحادثات الأسبوع الماضي، مشيراً خصوصاً إلى السلطة المضعفة لماي، إضافة إلى اختلافاتهما.

وللمفارقة، أجبرت رئيسة الوزراء التي شكّل بريكست البند الوحيد في أجندتها، على تنظيم انتخابات أوروبية.

ويرى آشروود أن "صورتها في التاريخ لن تكون جيدة"، مشيراً إلى "النتيجة الضعيفة التي حققتها" خلال ولايتها.

رغم إخفاقها، فإن خلف الصورة الخجولة لماي امرأة طموحة أرادت منذ شبابها الدخول في السياسة، وأن تكون المرأة الأولى التي تتسلم رئاسة الوزراء في البلاد.

ومع ان سبقتها مارغريت تاتشر على هذا اللقب، إلا أن ماي أصبحت المرأة الاولى التي تتسلم الأمانة العامة لحزب المحافظين بين عامي 2002 و2003. وقالت حينها، في خطاب لأعضاء الحزب، إن عليهم تغيير صورتهم كـ"حزب الأشرار"، في حين كان المحافظون حينها أكثر يمينية.

عام 2005، ساندت كاميرون في حملته لتسلم زعامة الحزب. وعندما اصبح رئيسا للحكومة عام 2010، كافأها بتسليمها وزارة الداخلية، حيث انتهجت لستّ سنوات سياسة شديدة الحزم تجاه المهاجرين غير الشرعيين.

وعام 2016، خلفت ماي كاميرون. وبعدما كانت أبدت دعماً للبقاء في الاتحاد الأوروبي، قبلت بسرعة نتيجة الاستفتاء، وأكدت "اننا الآن كلنا مؤيدون للخروج من الاتحاد الأوروبي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم