الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شارون الحي الميت منذ 8 سنوات

المصدر: (مناحيم بن، "هآرتس"، 7/1/2014)
A+ A-

حتى كتابة هذه السطور، لم يتخلص أريئيل شارون من عذابه، ولا يزال حياً ميتاً منذ اكثر من ثماني سنوات. يوم الجمعة الماضي نشر ابنه غلعاد شارون مقالة هاجم فيها الممرضة التي قالت له الحقيقة قبل 8 سنوات ونصحته بأن يترك اباه يموت، لكن رد الابن كان "كلا لن اتركه ابداً".
تكشف المقابلة التي أجريت مع الطبيبة المعالجة لشارون خلال السنوات الثماني الماضي ان شارون خلال تلك الفترة لم يكن مجرد "نبتة" موصوله بجهاز التنفس طوال 24 ساعة لابقائه حياً، بل كان من الواضح انه يتألم ويشعر بكل وخزة. فماذا لو كان شارون يريد طوال هذه الفترة ان يموت لكنه لم يكن قادراً على التعبير عن ذلك؟ تخيلوا انساناً تنهار وظائف جسده ولا يستطيع التحدث او التعبير عما يريده للمحيطين به الذين يعتقدون على خطأ بأنه يجب ان يحيا حتى لو كانت هذه الحياة جحيماً خالصاً. ان اطالة حياة شارون في مثل هذا الوضع حتى لو كان عن نية حسنة هي بمثابة تعذيب حقيقي يتعرض له منذ ثمانية سنوات.
ثمة وجوه اخرى للاحتضار الطويل لشارون اهمها الجانب المالي: ففي حين يناضل المرضى للحصول على ادويتهم من دون الاستجابه لمطالبهم، تسمح الدولة بصرف الملايين على علاج شارون الذي يساهم في اطالة عذابه. أوليس كان ينبغي تحميل نفقات علاج شارون لافراد عائلته الذين رفضوا تركه يموت بسلام؟ فإذا كان الاطباء قد قالوا لا امل بشفائه منذ زمن طويل، يجب على عائلته ان تتحمل نفقات علاجه. لو عاد الامر لي لما سمحت الاستمرار بتعذيب شارون على نفقة الدولة، وربما لو لم تتكفل الدولة بمصاريف علاج شارون لاستطاع ان يرتاح من عذابه منذ زمن طويل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم