مدّة أربعين يومًا نردّد في صلواتنا :"المسيح قام – حقًّا قام". ماذا تعني بالنسبة إلينا قيامة المسيح من بين الأموات؟ إنّ قيامة المسيح تتضمّن ثلاثة أبعاد يُلقى من خلالها الضوء على ثلاثة أسرار: سرّ الله وسرّ المسيح وسرّ الإنسان. ففي هذا الحدث يُعلِن الله أوّلاً قدرتَه ويكشف عن ذاته أنّه إله الحياة؛ ويُبيّن ثانيًا صدق رسالة يسوع ويرفعه إلى المجد؛ ويكشف ثالثًا للإنسان بعض الشيء عن مصيره في هذه الحياة وبعد الموت.قيامة المسيح هي أوّلاً إعتلان قدرة الله. فالله، بإقامة يسوع من الموت، لا يقوم بعمل خارق مناقض لنواميس الطبيعة، بل يُظهر ذاتَه إلهًا ويظهر قدرته. الإيمان بالقيامة ليس أمرًا يُضاف إلى الإيمان بالله. إنّه موجز هذا الإيمان وجوهره. إنّ الله، في قيامة يسوع، يكشف بصورة نهائيّة عن ذاته أنّه الإله الذي تشمل قدرته الحياة والموت، الكيان والعدم. وأنّه قوّة الحياة الجديدة والمحبّة الخلاّقة والأمانة الدائمة. من يؤمن بأنّ الله أقام يسوع يؤمن بأنّ الله جدير بأن يثق به الإنسان ثقة تامّة مطلقة. لذلك عندما تنغلق في وجه المؤمن كلّ الآفاق الزمنيّة وتزول من أمام عينيه كلّ الآمال...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول