الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مئة سنة على لبنان الكبير: للانتقال إلى جمهوريّة تشبه الكيان

المصدر: عن موقع "اليوم الثالث"
الأب باسم الراعي
Bookmark
مئة سنة على لبنان الكبير: للانتقال إلى جمهوريّة تشبه الكيان
مئة سنة على لبنان الكبير: للانتقال إلى جمهوريّة تشبه الكيان
A+ A-
سؤال يُطرح اليوم، بعد مئة سنة على لبنان الكبير: هل هذا فعلًا ما كان يُنتظر من لبنان الكبير: جمهوريّةٌ معطّلة باستمرار؟ والبعض يطرح سؤالًا أكثر جذريّة: هل كان من نفع في قيام لبنان الكبير، بقيام الجمهوريّة؟ كلا السؤالين ينطويان على خيبة مؤسّساتيّة، وأخرى كيانيّة نوستالجيّة.والحقيقة أنّ في طرح هذين السؤالين ما يبرّرهما من حيث القرائنُ التاريخيّة: الأوّل، جمهوريّة في طور التداعي على صعيد الممارسة السياسيّة بتخطٍّ دائم لها لجهة عدم احترام أصل الجمهوريّة والأساس الدستوريّ الذي تقوم عليه؛ والثاني، له صلة بنوستالجيا جَماعيّة تشمل كلّ الطوائف، على أنّ كلّ طائفة تهوى التعبير عنها بحسب قياسها. ومن المؤكّد أنّ الحرب اللبنانيّة رسمت، كما يقال، ستيغماتا (stigmata)، بدأت نفسيّةً، وظهرت جغرافيًّا؛ ومن ثَمَّ رُسّخت نفسيًّا، ما ساعد على ترسّخ هذه الستيغماتا. وتضافرت قوىً في إحداث هذه الجراح البليغة، كلٌّ منها له "طارٌ" على هذه الجمهوريّة، حاول تصفيتَه خلال الحرب. هذا الواقع دفع بالبعض إلى التساؤل عن الجدوى من لبنان الكبير بعد؟ ومنهم من يقول: ألم يخطئ البطريرك الحويّك بذهابه هذا المذهب؟إذًا، السؤال المطروح مع سيناريوهاته، يُختصر بسؤال آخر: هل لبنان الكبير يستحقّ الحياة بعد، وهل من ضرورة للتمسّك به؟بين الكيان الجغرافي والدولةهذا السؤال يعكس، في نظري، إشكاليّة أساسيّة، تتعلّق بفهم لبنان الكبير وصلته بالجمهوريّة، حتّى يستقرّ الرأي ما إذا كان يستحقّ الحياة والتمسّك به أم لا، فندرك عندها أين المشكلة الحقيقيّة: هل هي في لبنان الكبير أم في الجمهوريّة؟ هذه الإشكاليّة مشروعة، لأنّ القرائن التاريخيّة، التي كانت واضحة عند البطريرك الحويّك، هي التي ستجيب عليها؛ وقد قال ديكارت يومًا في المنهج: لا بدّ من التمييز ليقوم الإيضاح. وهنا لا بدّ من إيضاح مسألة في غاية الأهميّة، وهي تمييز لبنان الكبير ككيان جغرافيّ وسياسيّ، سابق للبنان الكبير 1920 في وعي البطريرك، من إنجاز استقلال دولة لبنان الكبير كجمهوريّة، الذي اعتُرف به سنة 1920، وتبنّي مبدأ الجمهوريّة بحسب بنية الجمهوريّة الثالثة في فرنسا.هذا التمييز يبدو واضحًا في مذكّرة مطالب لبنان (les revendications du Liban) الشهيرة، التي رفعها البطريرك الحويّك إلى مؤتمر الصلح. فالحديث عن "مَطالب"، يعني أن المـُطالِبَ موجود، ويعرف حقّه التاريخيّ، ومطلُبه واضح، لكنّه يحتاج إلى تكريسه.هذا المطلب أرساه البطريرك على ثوابت تاريخيّة، تدور كلّها حول ثابتة أساسيّة، هي حقّ اللبنانيّين في كيانهم اللبنانيّ المستقلّ. ومن هذه الثوابت:¶ الكيان الجغرافيّ اللبنانيّ، الذي بدأ مع معاهدة البطريرك يوحنّا مخلوف والأمير فخر الدين الثاني الكبير؛ وكان البطريرك الدويهي يفتخر أن يكون جند الأمير مؤلّفًا من عشرين ألف مارونيّ. صحّة العدد لا تهمّ. وظيفة هذا العدد هي المهمّة هنا. وكان لهذه الإمارة، على رغم ما عرفته من صعود وهبوط، وتقلّص وتتمدّد لجغرافيّتُها، بنتيجة تعاظم أو تناقص...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم