الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - صلاح الدين الأيوبي في المعارك والقائد الذي انتصر مقداما

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - صلاح الدين الأيوبي في المعارك والقائد الذي انتصر مقداما
أرشيف "النهار" - صلاح الدين الأيوبي في المعارك والقائد الذي انتصر مقداما
A+ A-
تميز صلاح الدين بتمسكه بمبدأ الوحدة، ولا ينحصر دوره في قضية الوحدة في الافادة مما خلفه سابقوه، انما ترجع اهمية هذا الدور وعظمته الى ايمان صلاح الدين بمبدأ الوحدة ايماناً لا يتزعزع، وحرصه على ان يجعل الوطن العربي من الفرات الى النيل قوة واحدة ويداً واحدة، وشعارها الجهاد، وهدفها تطهير ارض العروبة من الدخلاء. وكرس حياته في سبيل تحقيق هذه الرسالة مع تمسكه البالغ بالتسامح طوال حياته، اذ جمع بين الشجاعة، وكرم الخلق. وسنحت الظروف لصلاح الدين بالبدء في تحقيق رسالته عندما توفي نور الدين، واعتبر صلاح الدين نفسه الوارث الروحي للدولة النورية في الشام، ولكن المكانة الكبرى التي حققها صلاح الدين لنفسه في التاريخ، جاءت نتيجة لموقفه الحازم من الصليبيين، ولايمانه المطلق بالجهاد، ولادراكه العميق لخطورة المراكز الصليبية بالشام على كيان العروبة ومستقبلها. وتحدى صلاح الدين الصليبيين وهم في اوج مجدهم، بعد ان بلغوا من القوة واتساع النفوذ في النصف الثاني من القرن الثاني عشر درجة هددت اهل العراق والشام ومصر. بل اهل الحجاز وسكان الحرمين. فصلاح الدين عندما اعلنها حرباً دائبة على الصليبيين، كان يعلم تماماً انه سينازل خصماً قوياً مكن لنفسه في البلاد، ومن خلفه الغرب الاوروبي يمده بالعدد والعدة. واذا كان صلاح الدين بلغ درجة كبيرة من القوة - بوصفه حاكماً لمصر والشام - فانه بنزوله الى المعركة تحدى اكابر ملوك الغرب في انكلترا وفرنسا والمانيا، فضلاً عن البابوية ذات النفوذ الروحي الواسع في غرب اوروبا في العصور الوسطى. هذا فضلاً عن ان الامارات الصليبية ومملكة بيت المقدس بلغت عنفوان قوتها وشبابها، واكتملت لها اسباب الحياة والتنظيم السياسي والحربي. ادوار ويمكن تقسيم عهد صلاح الدين الايوبي منذ تولى زمام مصر ثلاثة ادوار: الاول في مصر. والثاني في الشام، والثالث في فلسطين. الاول كان في طور الدفاع، والثاني في طور اعداد العدة والتأهب، والثالث في طور الهجوم. وفي هذه الادوار الثلاثة كان صلاح الدين يوجه كل جهوده للدفاع عن رغبته الصادقة في اخراج الصليبيين من بلاد الشام وانشاء امبراطورية اسلامية متحدة تستطيع ان تقذف بالفرنجة الى البحر بل الى ابعد من ذلك. ففي الدور المصري (1169 - 1174م) وقف صلاح الدين موقف الدفاع امام الصليبيين وانصار الفاطميين وامام نور الدين صاحب دمشق الذي حكم صلاح الدين هذه البلاد باسمه، ومن ثم كانت سياسته في هذا الدور تنطوي على صد الاعتداء في الداخل والخارج وتقوية سلطانه من الناحيتين السياسية والحربية. اما في الدور الثاني او الشامي (1174 - 1186م) الذي يبدأ بوفاة نور الدين، فظهر صلاح الدين مظهر اكبر حاكم اسلامي في الشرق الادنى ونشر نفوذه في الشام والجزيرة، واعد العدة لجمع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم