الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نحن وتحذيرات السفارة الاميركية

رين بوموسى
A+ A-

"ندعو المواطنين الى عدم التوجه الى لبنان.. وعدم الذهاب الى المجمعات التجارية والفنادق". تحذيرات سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت وغيرها من السفارات أغضبت اللبنانيين، كما زرعت في قلوبهم خوفاً كبيراً وهاجساً من الوضع الأمني الخطير، لاسيما وان السفارات تستند الى تقارير مخابراتية محترفة. هذا الخوف انعكس على يوميات اللبنانيين، واذ احتفل لبنان اليوم بعيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية، غابت زحمة العيد عن الطرق، والأهالي قلقون من الوضع الأمني والتحذيرات المتتالية. فكيف يتعايش المواطنون مع هذه التحذيرات؟ 


"تحذيرات السفارات من الممكن أن تكون ناتجة عن معلومات حصلت عليها السفارة"، يقول روني بثقة، وهو يعتقد أن "تحذيرات الدول العربية والغربية  تؤدي الى زعزعة استقرار اللبنانيين النفسي واضعاف الاقتصاد اللبناني". روني، اب لولدين حذرهما من التوجه الى المناطق المكتظة سكنياً، كما حذرهما من الذهاب الى بعض المناطق المهددة كوسط بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت، والتجمعات الكبيرة والمجمعات التجارية، "البلد على كفّ عفريت.. نحنا علينا ناخذ حذرنا". كلام الأب رسخ في ذهن ولديه، وهما اليوم ممنوعان من دخول المجمعات التجارية حفاظاً على سلامتهما. 


ندى أم لأربعة شبان، "في كل لحظة يخرج أولادي من البيت أعيش كابوساً، ولا يهدأ بالي حتى أراهم من حولي". خوف ندى المبالغ فيه، وفق وصف أولادها، ليس في مكانه "اذا جلسنا في البيت هل سنكون سالمين؟"، يسأل ابنها البكر. تعتقد الأم القلقة ان جدران المنزل سوف تحميهم من غدر المجرمين الا أنها تستدرك الموقف لتعلن عن رأي ليست مقتنعة فيه "شو بينزربو بالبيت يعني؟!". 


أما سليم الشاب العشريني، فتشابه رأيه مع رأي روني في موضوع المعلومات التي من الممكن أن تكون السفارة الأميركية قد حصلت عليها عن اعتداء محتمل على المراكز التجارية، "من المحتمل أن تكون المعلومات التي وردت للسفارة الاميركية مؤشراً على اعتداء قريب يستهدف المجمعات التجارية". التحذيرات تخيف سليم، لكن ذلك لن يثنيه عن اكمال حياته والاستمتاع بالخروج مع اصدقائه، "الخوف سيسجننا في المنزل، الا أننا نتكلّ على الربّ لأن هناك احتمالاً أن تنفجر عبوة حيث نسكن... خلينا نعيش". 


هدى تتنقل كثيراً بسيارتها بحكم عملها، ورغم أن التفجيرات متنقلة والحالة الأمنية الى تدهور، فان هدى لم تتوقف على التنقل بين المناطق، "بحكم عملي، أتنقل من وسط بيروت الى الضاحية لجنوبية لبيروت حتى بحمدون وصولاً الى الدكوانة، الجديدة، عوكر والرابية، واذا توقفت عن التنقل، افقد عملي ببساطة"، تنهي كلامها مرددة "متل ما الله بريد". 


يعيش اللبناني حيرة كبيرة، فيما توّلد التحذيرات الامنية المتتالية صراعاً لديه وتضعه بين مطرقة الرغبة في العيش بشكل طبيعي وبين سندان غريزة حماية نفسه واولاده في ظل انكشاف امني غير مسبوق وعجز من الدولة عن القيام بدورها كحامية للمواطنين.  

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم