السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"أوّل سفّاح" في قبرص... صدمة في الجزيرة، والشرطة متّهمة بـ"الاهمال"

المصدر: "أ ف ب"
"أوّل سفّاح" في قبرص... صدمة في الجزيرة، والشرطة متّهمة بـ"الاهمال"
"أوّل سفّاح" في قبرص... صدمة في الجزيرة، والشرطة متّهمة بـ"الاهمال"
A+ A-

تثير #جرائم قتل خمس نساء وطفلتين أجنبيات على يد "أول #سفاح في #قبرص" صدمة في الجزيرة، ليس لفظاعتها فحسب، انما ايضا لأنها تكشف عن خلل في عمل الشرطة المتهمة بـ"الاستخفاف" في قضايا المهاجرين.

منذ منتصف نيسان، تخصص وسائل الإعلام القبرصية عناوينها وافتتاحياتها لتطوّرات التحقيق بشأن الجرائم السبع التي اعترف بارتكابها نيكوس ميتاكساس (35 عاما)، النقيب في الجيش.

ويقول الأستاذ في جامعة قبرص في نيقوسيا أندرياس كابارديس المتخصص بعلم الجرائم ومؤلف العديد من الكتب عن السفاحين: "بالنسبة الى القبارصة، اكتشاف سفاح في صلب مجتمعهم، أمر غير مسبوق: إنها الحالة الأولى منذ استقلال الجزيرة" عام 1960.

قبل أن يعترف المشتبه فيه بارتكابه الجرائم، كانت الضحايا وهنّ أربع فيليبينيات، بينهنّ امرأة وابنتها البالغة ستّ سنوات، إضافة إلى امرأة رومانية وابنتها البالغة ثماني سنوات، وامرأة سابعة قد تكون من الجنسية النيبالية، في عداد المفقودين.

وقالت ماريا مابوريدو، وهي قبرصية تبلغ 43 عاماً، لوكالة "فرانس برس": "كلما تقدّم التحقيق، أصبح واضحاً أن الشرطة أخفقت في عمليات البحث، لأنها كانت متعلقة بنساء مهاجرات".

وأثارت القضية اضطرابات شديدة على الساحة السياسية في الجزيرة المتوسطية الهادئة عادة: فقد استقال وزير العدل، وأقيل قائد الشرطة، تحت ضغط الرأي العام.

الجمعة، اتهم الرئيس نيكوس أناستاسيادس الشرطة بأنها "تصرّفت بإهمال وفي شكل خاطئ وغير مهني".

وكتبت صحيفة "سايبرس ميل"، وهي الصحيفة الناطقة بالانكليزية الرئيسية في الجزيرة، أن الشرطة ارتكبت خطأ هو اعتقاد أن النساء (المفقودات) ذهبن إلى شمال الجزيرة، إلى "جمهورية شمال قبرص التركية"، المعلنة من طرف واحد، ولا تعترف بها سوى تركيا.

وأضافت: "لو قامت الشرطة بعملها في شكل صحيح منذ (أن فُقد أثر المرأة الأولى وابنتها)، لكانت أُنقذت خمس أرواح". واتهمت الشرطة بـ"ازدراء عنصري"، و"ربما هذا الاستخفاف التام (...) يعكس موقف مجتمعنا".

وترى ليسا جاتاس التي أسست شبكة "أوبريراس امباورد" لمساعدة عاملات المنازل في قبرص، أن هذه الجرائم تشكل "انذاراً". وتقول: "الآن، يجب تعزيز التواصل بين الحكومة والمهاجرين، الجلوس على الطاولة نفسها (...) مناقشة المشاكل مثل العنف الجسدي والجنسي" الذي يواجهه عدد كبير من المهاجرات".

في أواخر نسيان، حين كانت الشرطة تواصل عمليات البحث في بحيرة ميتسيرو التي تحتوي على مياه حمراء سامة، أطلقت ماريا مابوريدو على موقع "فايسبوك" نداءً للتظاهر أمام القصر الرئاسي في نيقوسيا.

وتجمّع مئات الأشخاص، بينهم قبارصة ومهاجرون، يومي جمعة على التوالي. وبين المحتجين، نيكوليتا يورييو (26 عاماً) التي أعربت عن "غضبها حيال الشرطة والحكومة التي لم تحمِ النساء المهاجرات". وقالت: "يجب تذكر بأن المهاجرين يشكلون جزءاً من مجتمعنا".

واعتبرت مابوريدو أن "هذه الجرائم المتسلسلة تتعلق بالعديد من نقاط ضعفنا: علاقتنا بالنساء والمهاجرين وتساهل الشرطة". وقالت: "الضحايا كنّ مهملات على صعيدين: فهنّ نساء وأجنبيات (في آن معاً). لا أعرف عائلة هنا لم تكن لديها مربية أو عاملة تنظيف (...) لكن من يسألهنّ إذا هنّ بحال جيدة؟ او اذا كن يشعرن أنهنّ بأمان؟".

وجمعت مابوريدو جميع حالات اختفاء النساء في قبرص التي يُبتّ فيها بعد، وبلغ عددها 35 منذ عام 1990، بينها أكثرية كبيرة من الأجنبيات، وعدد كبير من المراهقات. وأوضحت أن الهدف "التأكد من أن الشرطة قامت بعملها".

ويشير كابارديس إلى أن الشرطة غالباً ما تجد نفسها أمام حالات "اختفاء أجنبيات يصعب جداً حلّها". ويذكّر بأن "القاتل اختار نساء أجنبيات، منعزلات ومستضعفات. لو احتجز قبرصية، لكانت عائلتها وأصدقاؤها تحرّكوا، ولكان تحقيق الشرطة أسهل".

وكان يُعرف عن الجزيرة التي تعدّ 864 ألف نسمة، أنها جنّة يسودها السلام والاستقرار في منطقة مضطربة، وتستقطب 3,93 ملايين سائح سنوياً وفقا لأرقام عام 2018.

وتقول نيكوليتا يورييو: "الخوف هنا هو شعور جديد بالنسبة إليّ".

وتسجّل الجزيرة إحدى معدّلات جرائم القتل الأعلى في الاتحاد الأوروبي، بحسب الأرقام الأخيرة التي نشرها مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات).

وتقول عاملة منزل من دون الكشف عن اسمها: "يبدو أن القبارصة يكتشفون أن النساء المهاجرات لسنَ في أمان هنا". وتضيف: "لكن نحن، نعرف ذلك منذ وقت طويل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم