الموازنة الجبانة

وُصِف مشروع الموازنة العامّة المعروض على مجلس الوزراء بأنّه، عن حقّ، مخيّب للآمال. والسبب أن المشروع وُلِد بعد أشهر من الكلام الكبير عن خفض عجز الموازنة في إطار الإصلاح المالي.المشروع لا يشكل خيبة للرأي العام الداخلي والدولي فحسب، بل هو محبطٌ أيضا للمسؤولَـيْن اللذين أعدّا الموازنة وطبخا أرقامها، وهما رئيس الحكومة ووزير المال.فقد أهدر رئيس الحكومة، بالتعاون مع الوزير، أياماً وليالي في محاولة لتحقيق الإجماع بين مكوّنات الحكومة على موازنة أخرى، أكثر شجاعة من تلك التي أحيلت على مجلس الوزراء. يبدو أن المفاوضات في الغرف المغلقة آلت إلى الفشل، بدليل أن الصيغة الأخيرة للموازنة أهملت الأفكار والمقترحات التي كانت مطروحة، مثل خفض كتلة رواتب القطاع العام بشكل ملموس وزيادة معدّل الضريبة على القيمة المضافة والرسم الإضافي على المحروقات.لم تكن الموازنة بالصيغة السابقة واعدة ولا ضامنة للإصلاح المنشود، لكنها كانت كفيلة بتحقيق خفض أكبر، وحقيقي، للعجز في مالية الدولة. أما "الموازنة الجبانة" التي بدأ مجلس...