السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ترشيد إنفاق في مؤسسات السيد فضل الله... ما دور العقوبات والأزمة الاقتصادية؟

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
ترشيد إنفاق في مؤسسات السيد فضل الله... ما دور العقوبات والأزمة الاقتصادية؟
ترشيد إنفاق في مؤسسات السيد فضل الله... ما دور العقوبات والأزمة الاقتصادية؟
A+ A-

"عمل #المبرات يمثّل صناعة للجيل الجديد وتوجيهه ليكون عنصراً منتجاً وفاعلاً ومنفتحاً على المستقبل". بهذه العبارات يلخّص العلامة الراحل السيّد محمد حسين فضل الله رسالة جمعية المبرات الخيرية التي أسسها عام 1978. وخلال 41 عاماً من العطاء، شهدت المبرات تغيرات بارزة على مستوى توسّع العمل وتطويره. إلا أن القيّمين عليها حرصوا على إبقاء هويتها مستقلة عن أي إطار سياسي داخلي أم خارجي، منذ لحظة الوجود ومروراً في كل المراحل. وعلى الرغم من ذلك، تأثّرت الجمعية بالعقوبات المالية الأميركية على "حزب الله". ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية في البلاد، "دخلت المؤسسات مرحلة ترشيد الإنفاق منعاً لازدياد الوضع سوءاً"، على حد قول مديرها العام محمد باقر فضل الله لـ"النهار"، الذي سيحدّثنا في هذه السطور بالتفصيل عن الوضع الحالي للمؤسسات، خدماتها وأهدافها، والأهم دور التبرعات المقدّمة من مجتمع يحمل ثقافة التكافل، خصوصاً ونحن على أبواب #شهر_رمضان، شهر العطاء والرحمة والخير.

تراجع التبرعات

البداية من الرسالة التي أرادها السيد لمؤسساتها، وعنها يقول فضل الله: "انطلقت #جمعية_المبرات_الخيرية من خلال فكر مرجعي رسالي منفتح على المجتمع بكل أطيافه، كمشروع إنساني تربوي حضاري يسعى إلى التنمية الإنسانية الرسالية وإلى بناء إنسان صالح متعلم ومثقف، واعٍ ومنتج، ومنفتح على قضايا العصر، يعطي الحياة قوة وانفتاحا ًويشارك في صنع المستقبل وبناء دولة الإنسان في لبنان". وفي سبيل تحقيق رسالتها لم تستند مؤسسات الجمعية في كل مراحلها ولا في استمرارها إلى أي دعم حزبي داخلي أو دعمٍ من أي دولة بما في ذلك إيران، و"لن تستند" على حد تأكيد فضل الله، الذي يوضح أن "المؤسسات منذ أن انطلقت هي من الناس وإلى الناس، والدعم المالي يأتي منهم حصراً". صحيح أن المؤسسات تنمو ضمن بيئة معيّنة ينتمي إليها كادرها البشري والقيّمون عليها، لكن الإصرار على الاستقلالية قرار محسوم رغم "محاولات البعض جمل البيئة الشيعية كلها في كفّة واحدة واتخاذ احتياطات تجاه المؤسسات أو الخوف من التبرّع لها، الأمر الذي لمس فيه تراجعاً في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى أصبح المتبرعون يفضلّون الدفع نقداً لا عن طريق تحويلات أو شيكات، علماً أن اسم المبرات لم يدرج على لائحة #العقوبات".

تراجع التبرعات لم يكن الخوف من العقوبات سببه الوحيد، فالأزمة الاقتصادية كان لها الأثر الأكبر برأي فضل الله، على اعتبار أن التمويل غالبيته من اللبنانيين في الداخل.

أيتام الشهر الفضيل

بما أنّ منطلقاتها رسالية، تعتبر الجمعية أن شهر رمضان، شهر تنفتح فيه أبواب الرحمة، ومن أعظم العبادات هي البِرّ والإحسان، أي عملية الإنفاق على المساكين. وفي هذا الإطار يشير فضل الله إلى أن "رمضان، شهر فرح لأيتام المبرّات الذّين يلتقون خلاله مع أفراد المجتمع في إفطارات يومية تقيمها المؤسسات، أو يدعوهم إليها الناس، فضلاً عن الهدايا التي يتلقّونها". 4500 يتيم تحتضنهم المبرات وتنظّم سنوياً "إفطار الأحبة" تجمع فيه إلى جانب هؤلاء كل أيتام الوطن من مختلف الأطياف. فشعار المبرات "اليتيم يُعال حتى يستغني"، أي حتى إنهاء دراسته الجامعية.

في هذا الشهر يتضاعف الإحسان والمبرّات تتسع خلاله لكل الناس، من يستفيد من خدماتها أو من يُنفق من ماله عليها، فيشعر بالرضا على أنه توجّه إلى من هم بحاجة الى العطف والرعاية. علاقة يسلّط فضل الله الضوء عليها ويحثّ المجتمع على التمسّك بروح التكافل والتضامن قائلاً: "في شهر الخير وليالي الصفح والغفران، أبواب الرحمة مفتوحة، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله. تقبل مؤسساتنا بكل امتنان التبرعات من الناس التي جعلت من الخير قوة وفضاء للضمائر كي تستريح. فالحمل الموجود تأخذه المبرات على عاتقها وستبقى وفية كما كانت لكل الناس الذّين تأصّل الخير في نفوسهم، في مجتمع لم يخذل المبرات أبداً".

رعاية متعدّدة الوجه

ترعى جمعية المبرّات الحالات الاجتماعية الصعبة وذوي الحاجات الخاصة على مستوى الوطن (640 حالة)، إيماناً منها بأن لهم الحقّ في العيش الكريم. ولأن المدارس وسيلة لتحقيق الرسالة في عالم يتطور سريعاً في اكتشافاته وأحداثه وأساليبه، تضمّ جمعية المبرّات 15 مدرسة أكاديمية و4 مدارس مهنية ليصبح مجمل عدد طلابها 23 ألفاً. ومنذ العام 1995 بدأت بتقديم خدمات تربوية لذوي الحاجات الخاصة والصعوبات التعلّمية (1400 تلميذ) تمهيداً لاندماجهم في الصفوف النظامية أو رعايتهم في المؤسسات الخاصة بهم. للمسنّين حصّتهم من عطاءات الجمعية حيث تقدِّم الإقامة والرعاية الكاملة لـ80 مسنّاً والرعاية النهارية لـ120 آخرين.

يلفت فضل الله إلى أن "الجمعية تعمل على تنشئة الروح والفكر من خلال المراكز الثقافية". كما أنشأت مراكز صحية واستشفائية تحت شعار الخير من أجل الصحة استكمالاً لرسالة التنمية الإنسانية الشاملة. وتعتمد، بحسب مديرها العام، "في تحقيق رسالتها التنموية على مشاركة الأهل والمجتمع بمختلف أطيافه، محاولةً التكامل معه في المسؤوليات. فتستقبل الأطفال واليافعين وذوي الحاجات على اختلاف مستوياتهم المادية وخلفياتهم الفكرية والاجتماعية والثقافية ليحققوا طموحاتهم وليكونوا من الأفضل والأرفع والأكثر تقدماً في خدمة الإنسانية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم