السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

وزير الخارجية البلجيكي عاين مأساوية اوضاع اللاجئين السوريين والتقى رجلاً يعاني سوء تغذية

المصدر: زحلة – "النهار"
A+ A-

"مأساوية" اوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، و"كارثية" ضغط نحو مليون ونصف مليون لاجىء يوازون ثلث عدد سكان هذا البلد الصغير بوضعه "المتفجر، جراء الانقسام السياسي وازماته الاقتصادية والاجتماعية والامنية"، وصف لم يسمعه فقط نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز من رئيس بلدية كامد اللوز حيدر الحاج الذي تستضيف بلدته وحدها 12 الف لاجىء سوري مقابل 9 آلاف عدد سكانها، او من رئيس مؤسسة عامل الدوليّة والمنسق العام لتجمع الهيئات الاهلية التطوعيّة في لبنان الدكتور كامل مهنّا القلق جدا بسبب الفوضى القائمة وغياب النظام، هو الذي سبق وان عايش ازمات لبنانية خلال 40 سنة امضاها في العمل الاغاثي الطارىء. فقد تسنى لوزير خارجية بلجيكا ان يعاينها، هو الذي تزامن وصوله الى لبنان مع تفجير حارة حريك، فيما جولته اليوم على مراكز الخدمات التي تديرها مؤسسات "عامل" في كامد اللوز ومشغرة اظهرت حجم الحاجات مقابل ضعف امكانيات لبنان في مداواة جراح السوريين بتمويل عربي وغربي ودولي، يبقى محدودا. فكان نداء مهنا "ساعدوا لبنان ليساعد سوريا".


في "مركز البقاع الطبي" في كامد اللوز، الذي يديره "اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية"، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز مواطنا سوريا يعالج من سوء تغذية حاد بعد ان حرم الحصار والقصف سكان المعضمية ما يسدون به جوعهم، فاصبح وزنه 43 كيلوغراما بعد ان كان يزن 103 كيلوغرامات، وقد نقل الى لبنان لتلقي العلاج عبر المسالك غير الشرعية وصولا الى شبعا، وسمع ايضا قصة مهندس شاب مزقت قذيفة جسده، وسيدة احضرت من النبك مصابة هي وزوجها فيما قضى ابنهما البالف من العمر 13 سنة.
واذا كانت عائلات سورية وجدت مأوى في مرآب فيللا مواطن من كامد اللوز بعد ان حوّله الى 23 غرفة قدمها لهم مجانا، فان المأساة تبقى في تراجع نوعية حياة تلك العائلات التي تحوّلت من منتجة الى عائلات تنتظر الاغاثة التي تعينها على العيش. احدى تلك الغرف يشغلها رب عائلة، كان يعمل في دمشق مديرا في فندق 4 seasons، قبل ان يضطره تردي الاوضاع الاقتصادية والامنية الى اللجوء انقاذاً لولديه، اذ ان اصوات القصف ادت الى اعتلال الصحة النفسية لولديه فباتت ابنته تتبول لااراديا، وابنه عانى من مرض الثعيلبة في رأسه جراء "النقزة". في "مخيمات الخير" التي يديرها "اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية" تعيش نحو 30 عائلة بينها الكثير من الارامل والعديد من الاطفال في بيوت جاهزة، ليبقى وضعها على مأساويته في سكنها حاويات حديدية جرى تصميمها كمنازل، افضل من خيم المخيمات القائمة حول المخيم الممول من "جمعية الاصلاح – البحرين".
لكن للفرح فسحته، يجده الاطفال في المركز التربوي الذي تديره "عامل" وتقدم فيه الدعم التربوي والنفسي للاطفال اللاجئين السوريين، فيخرجون من عتمة غرفهم وخيمهم الى رحابة عالم الطفولة. اما العناية الصحية فتوفرها مؤسسة عامل عبر مراكزها الطبية في كامد اللوز ومشغرة، و4 عيادات نقالة تجوب البقاع الغربي وتقدم العناية الاولية من طبابة جسدية ونفسية. وتوفر مؤسسة "عامل" 200 الف خدمة مجانية للاجئين السوريين، بالتعاون مع منظمات دولية، من دعم مدرسي لـ 3 آلاف طفل، الى طبابة صحية ونفسية وادوية، ومواد اغاثية وفرش وبطانيات. لكن رئيسها كامل مهنا يرى ان الامكانيات لا تتوافق مع الحاجات، ويرى ضرورة ان تقوم الجمعيات اللبنانية العاملة في مجال اغاثة السوريين بدعم من الدولة اللبنانية على وضع مخطط شامل للحاجات، لتذهب على اساسه الاموال الممنوحة من حكومات وجمعيات اغاثية عربية ودولية الى السوريين انفسهم وليس لتغطية نفقات ادارية واجور. كما يدعو الى وضع مخطط استباقي لامكانية اندلاع معركة دمشق وما سيرافقها من تدفق مليوني للاجئين، وهو لا ينفك يردد "ساعدوا لبنان ليساعد سوريا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم