السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مروّج حشيشة: أُعطيها لمتعاطين لأؤمّن حاجتي منها مجاناً من التاجر

المصدر: "النهار"
مروّج حشيشة: أُعطيها لمتعاطين لأؤمّن حاجتي منها مجاناً من التاجر
مروّج حشيشة: أُعطيها لمتعاطين لأؤمّن حاجتي منها مجاناً من التاجر
A+ A-

كان ربيع م. يتجوّل من دون أوراق ثبوتية عندما أوقفته دورية من مخابرات الجيش. فتشَ عناصرها سيارته فعثروا فيها على ثلاثة أكياس صغيرة من الحشيشة وسكين. أحيلَ على مكتب مكافحة المخدرات، فأُخضعَ للتحقيق الأولي حيث أقرّ بأنه يتعاطى الحشيشة منذ حوالي عشرة أعوام على فترات متقطّعة، وسبق أن أوقف بجرم التعاطي لكنه عادَ إلى تعاطيها قبل حوالي ثلاثة أسابيع من توقيفه، وما ضُبط معه هو لاستعماله الشخصي، حسب قوله، مضيفاً أنه اشترى الكيس الواحد بـ 50 ألف ليرة من محلة الجورة من شخص من آل جعفر. وتبيّن أن في حقه محضرين سابقين بجرم تعاطي وترويج مخدرات عام 2018، ومطلوب بمذكرة بحث وتحرٍّ بجرم ترويج مخدرات، بناء لأقوال أحد المتعاطين. وسئل المتهم ربيع عن الأخير، فذكر أنه يعرفه من خلال تواجده في المقهى، وأنه على خلاف مع صديقه، نافياً أن يكون باعه مخدرات. كما ذكر أنه اشتراها أربع مرات من منطقة طريق المطار من شخص من آل جعفر بـ 50 ألف ليرة تكفيه لثلاثة أسابيع. وبالبحث في هاتفه سئل عن محادثة مع وليد حول "تحضير دقين بمئتي دولار"، فأخبر أنه كان يطلب منه الحشيشة ولكنه لم يؤمّنها له بسبب توقيفه من مخابرات الجيش. وأظهر التقصّي تحويله مبلغاً مالياً عبر وسترن يونيون بقيمة 300 ألف ليرة لشخص يدعى أبو حمزه الذي هو المتهم سامر العزير، وهو من تجار المخدرات، واستحصل منه على الحشيشة مرات عدة، وقام بتحويل المبلغ المالي له ليرسل المخدرات إلى بيروت، مشيراً إلى أنه يؤمّن مخدرات لبعض رفاقه وعددهم أربعة. وأعطى أحدهم مرتين مقابل 25 ألف ليرة. ويسلّمهم المادة في أماكن عدة من بيروت بناء على اتفاق مسبق، بغية تأمين حاجته من المخدرات، ولم يربح مادياً لأنه يستحصل على حاجته من التاجر مجاناً".

وعندما وُجد رقم هاتف خليوي على هاتف المتهم ربيع، أفاد أنه يعود إلى المتهم عباس المصري. واتصل به وطلب منه مخدرات. ومن المتعاطين وليد الذي يدخن الحشيشة منذ أربعة أشهر سبقت توقيفه، وبمعدل ثلاث سجائر يومياً. ويستحصل عليها من المتهم ربيع. وكان استدلّ عليه من شخص في نايت كلوب، ما نفاه المتهم أمام قاضي التحقيق، فروى أن الاثنين حضرا إلى منزله وكان يدخن الحشيشة فضيّفه سيجارة، مشيراً إلى أنه كان ينتظر عدة أيام لتصله الحشيشة، فيما أخبر أحد المتعاطين أنه كان يؤمّن حاجته من الحشيشة بشرائها من محلة صبرا ومرة واحدة من ربيع، بعدما أوصاه عليها كونه يقيم بالقرب من منزله ومن دون مقابل. وأخبر متعاطٍ آخر قاضي التحقيق خلال استجوابه أنه اعترف في ملاحقة سابقة بشرائه الحشيشة بـ 20 ألف ليرة من المتهم ربيع الذي ضيّفه نصف غرام كوكايين.

وخلال محاكمته أمام محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي وعضوية المستشارين القاضيين مالك عبلا منتدباً ولمى أيوب، ذكر المتّهم ربيع أنه كان يشتري الحشيشة قبل توقيفه من المتّهم سامر العزير، والحوالة المالية كانت بدل ثمن أغراض منزلية اشتراها منه بالتقسيط. وزاد أنه حاول التعامل مع المتّهم عباس المصري لشراء الحشيشة لكنه رفض بيعه كمية صغيرة، زاعماً أن اعترافاته الأولية كانت تحت تأثير الضرب خلال التحقيق الأولي. إلا أن المحكمة لم تأخذ بتراجعه عنها. وأبدت في الحكم الذي أصدرته أنها "اقتنعت وبصورة لا يرقى إليها الشك بأن المتهم ربيع يقوم بترويج مخدرات بالاستناد إلى معطيات عدة ومنها تقسيم المخدرات التي ضبطت بحوزته في ثلاثة أكياس، ومضمون المحادثات الهاتفية مع بعض المتعاطين، واعترافه الصريح لجهة تزويده أصدقاءه بالحشيشة بغية تأمين حاجته من المخدرات مجاناً من التاجر، فضلاً عن التناقض في أقواله في كل مراحل التحقيق وأمام المحكمة لجهة تبريره سبب الحوالة المالية التي أرسلها إلى المتّهم سامر العزير، والأقوال الواردة على لسان بعض المتعاطين خلال استجوابهم تباعاً وأمام المحكمة". وقضت بتجريمه بجناية ترويج المخدرات وتعاطيها وحبسه خمس سنوات وتغريمه خمسة ملايين ليرة. وغرّمت المتعاطين من 500 ألف ليرة إلى مليوني ليرة.

واستندت المحكمة بحكمها على المتهمين عباس المصري وذو الفقار عودة وسامر العزير، الذين حوكموا غيابياً، إلى الأسبقيات المستمرّة في مجال الإتجار بمخدرات، ونتيجة الاستقصاءات والتحريات. وحكمت بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بهم، وتغريم كل منهم 50 مليون ليرة، وتجريدهم من الحقوق المدنية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم