الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - سلام لبنان البداية وليس النهاية

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - سلام لبنان البداية وليس النهاية
أرشيف "النهار" - سلام لبنان البداية وليس النهاية
A+ A-
لا أدري اذا كان وارن كريستوفر قرأ ميترنيخ، سيد الديبلوماسية النمساوية في القرن الماضي ومهندس التوافق الاوروبي آنذاك، وصاحب نظرية "توازن القوة" كأساس للسلام الدولي التي انتهى اليها مؤتمر فيينا، فطوى هكذا صفحة الحروب النابوليونية ومهّد لتصفية الامبراطورية العثمانية. كيسينجر، هو، قرأ ميترنيخ وكتب عنه في معرض المقارنة بين "نظام جديد" وآخر. لذلك، كان يعرف ولا ريب قول ميترنيخ لسائل عن السلام: تسألني عن السلام في الشرق الاوسط؟ بل اسألني عن السلام في لبنان. فاذا كان السلام في لبنان بخير، كان سلام الشرق الاوسط بخير كذلك! لعل هنري كيسينجر هو الذي أورث خلفاءه في الديبلوماسية الاميركية السأم من الوصول الى سلام في لبنان يكون مدخلاً الى سلام في الشرق الاوسط... فمضوا يحاولون باستمرار قلب القاعدة وجعل المدخل الى سلام لبنان من أبواب الشرق الاوسط الأخرى - أي باب كان، لا فرق - بدل دخول بيت السلام اللبناني من أبوابه، ولو تعددت!    الى أين، من هذه المقدمة التاريخية التي تبدو نظرية؟... فقط تبدو هكذا، ولن نطيل شرحها! الى أين؟... الى اضاءة ملاحظتين، واحدة تتناول المبادىء، وأخرى تتناول التطبيق. في المبادىء، لا بد من موافقة القائلين بأن السلام الآتي هو "سلام الآخرين"، تماماً كما كانت الحروب التي شهدناها في الماضي حروب آخرين، متعددي الهوية، متغيري الأهداف... لكن ذلك لا يبرر حتى ولا الأمل بأن السلام الآتي يمكن أن يكون لبنانياً بعد أن تكاثر فرقاء الحرب - وتكاثر المفاوضون من أجل السلام كذلك - الى حد بات معه من المستحيل على أية سلطة لبنانية تقوم في الظروف الراهنة ان "تؤمّن" وحدها الشروط الموضوعية للسلام بالمصداقية السياسية والديبلوماسية والعسكرية المطلوبة والمقنعة. فالمسؤوليات في لبنان - ولماذا لا نعترف بذلك؟ - يمارسها الحاكمون بما يشبه الوكالة عن آخرين، لسنا بحاجة الى تسميتهم، هم بالذات من أفرقاء السلام الذين كانوا الى الأمس، ولعلهم لا يزالون، فرقاء الحرب....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم