"حزب الله" يركز على الاستقرار داخلياً... هل يتحصن جنوباً متحسباً لحرب إسرائيلية؟

لا يخفي "حزب الله" احتمال اشتعال مواجهة إيرانية أميركية سيكون جزءاً منها. لكنه يستبعدها تبعاً للسياسة الإيرانية الحالية التي لا تريد معركة مباشرة مع الولايات المتحدة. هو يتحسب لنشوب حرب إسرائيلية مفاجئة، ويتهيأ وفق مصادر سياسية مقربة منه لهذا الاحتمال بجدية من دون أن يعرف توقيته، إذ أن الحرب لا تنشب بالتمنيات ولا بمواعيد مسبقة. يظهر في الوقت الراهن أن "حزب الله" وفق المصادر لن ينجر الى حرب اليوم ولا يريد إشعالها حتى لو وصلت العقوبات الأميركية إلى ذروتها، تبعاً لسياسة يمارسها اليوم وتختلف عن السابق من دون أن تكون له استقلالية عن العباءة الإيرانية، التي تبقى مرجعيته ملتزماً قراراتها وهو جزء من أذرعتها في المنطقة.يتوقع "حزب الله" المواجهة في أي لحظة، لكن الكلام عن حرب في الصيف ليس مبنياً على وقائع وفق المصادر، وبما أنه يضع كل الاحتمالات، فهو جاهز على جبهة الجنوب منذ نحو سنتين، عندما بدأت التهديدات الإسرائيلية ترتفع وتيرتها ومعها التحصينات على طول الجبهة الجنوبية، مترافقة مع دعوات إسرائيلية لاقتلاع الحزب وإنهائه. "حزب الله" الذي ارتاح داخلياً بمشاركته في الحكومة، واطمأن إلى الموقف الرسمي الداعم له في مواجهة أي تطورات، عاد إلى إعطاء الأولوية للجنوب، بعدما حسمت الأمور للنظام في سوريا بدعم روسي وإيراني، من دون أن يعني ذلك انسحابا كاملاً منها، إذ انه يحافظ على مواقع في مناطق حساسة، ويثبت قواعده في المناطق الحدودية المتاخمة للبنان كخط دفاع خلفي، خصوصاً في منطقة القصير والقلمون. وهو لا يستبعد في الوقت عينه المعركة مع الإحتلال...