الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أصوات الانفجارات تهزّ طرابلس: قتال عنيف حول مطار مهجور، وآلاف السكان يفرّون

المصدر: "رويترز- أ ف ب"
أصوات الانفجارات تهزّ طرابلس:  قتال عنيف حول مطار مهجور، وآلاف السكان يفرّون
أصوات الانفجارات تهزّ طرابلس: قتال عنيف حول مطار مهجور، وآلاف السكان يفرّون
A+ A-

استخدمت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، التي تخوض قتالا شرسا في سعيها الى السيطرة على العاصمة #طرابلس، طائرات حربية اليوم لقصف موقعين حكوميين، مع فرار مزيد من المدنيين من القتال.

وقد بدأت قوات شرق ليبيا، بقيادة خليفة #حفتر، زحفها نحو طرابلس التي يقطنها نحو 1.2 مليون نسمة، قبل أسبوع في أحدث منعطف في دورة العنف والفوضى في البلاد منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت معمر القذافي.

لكن جماعات مسلحة موالية لرئيس الوزراء فايز السراج نجحت في صد الهجوم حتى الآن، بينما يدور قتال عنيف حول مطار مهجور يبعد نحو 11 كيلومترا عن وسط العاصمة.

وقال مصدر عسكري من الجيش الوطني الليبي وسكان إن طائرة حربية تابعة للجيش الوطني الليبي هاجمت اليوم معسكرا لقوة متحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا في زوارة غرب طرابلس.

وتقع زوارة غرب محطة مليتة للنفط والغاز، وهو مشروع مشترك بين شركة "إيني" الإيطالية والمؤسسة الوطنية الليبية للنفط التي تمد إيطاليا بالغاز عبر خط الأنابيب "غرين ستريم".

وقال شهود إن طائرة تابعة للجيش الوطني الليبي هاجمت أيضا مطار معيتيقة، وهو المطار الوحيد العامل في شكل جزئي في طرابلس، مشيرين إلى أن المدافع المضادة للطائرات تصدت للهجوم. ولم يتضح بعد حجم الاضطرار وما إذا كان الهجومان أسفرا عن سقوط ضحايا.

وكشفت أحدث بيانات للأمم المتحدة أن المعارك الدائرة منذ أسبوع أسفرت عن مقتل 75 شخصا، بينهم 17 مدنيا، إلى جانب إصابة 323 شخصا ونزوح نحو 9500 عن ديارهم.

آلاف فرّوا

وقالت اليوم الامم المتحدة إن أكثر من 8 آلاف شخص فروا من القتال الدائر حول العاصمة الليبية، نصفهم خلال اليومين الأخيرين. وأفاد المتحدث باسمها ريال لوبلان للصحافيين في جنيف إن "حركة النزوح من المناطق التي تأثرت بالاشتباكات في محيط طرابلس الى ازدياد".

إضافة إلى من تمكنوا من مغادرة مناطق القتال، لا تزال هناك "العديد من العائلات عالقة داخل المناطق المتأثرة بالنزاع"، على قوله، مع تزايد المخاوف على سلامتها وتناقص الإمدادات.

يشار الى انه قتل العشرات خلال الأسبوع الماضي، وأصيب أكثر من 300 بجروح، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وفي اتصال به، عبر الهاتف من طرابلس، صرح ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا جعفر حسين سيد للصحافيين بأن "القتال يقترب من ضواحي طرابلس في اتجاه داخل المدينة. نخشى سقوط مزيد من الضحايا المدنيين".

ومع سماع دوي القتال في أنحاء المدينة، حاول السكان الحفاظ على مظاهر الحياة الطبيعية اليوم. وتناولت بعض الأسر إفطارها في المقاهي في جوار سوق الأسماك التي يتوافد اليها السكان في نهاية الأسبوع.

وقال يميم أحمد (20 عاما)، وهو يعمل في مطعم للوجبات السريعة: "اعتدنا الحروب. لا نخاف إلا من الله".

وإلى جانب الخسائر الإنسانية، ينذر تجدد الصراع بعرقلة إمدادات النفط وزيادة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وخروج خطة سلام وضعتها الأمم المتحدة عن مسارها، وتشجيع الإسلاميين المتشددين على استغلال الفوضى.

وخرجت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر (75 عاما) من معقلها في شرق البلاد للسيطرة على الجنوب المقفر الغني بالنفط هذا العام، قبل أن تزحف صوب طرابلس في مطلع نيسان.

مخاوف من انتشار أمراض

وقد دعت الأمم المتحدة الى وقف إطلاق النار. وتأمل في تنظيم مؤتمر وطني الشهر الجاري تشارك فيه الحكومتان المتنافستان في شرق البلاد وغربها، بهدف الإعداد لإجراء انتخابات. كذلك، حضت الولايات المتحدة ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي الجيش الوطني الليبي على وقف هجومه.

وقال رجل أعمال يدعى سليمان، أثناء احتساء القهوة مع رفاقه: "كنا نأمل في عقد مؤتمر وطني، وليس نشوب قتال. لسوء الحظ، بعد 40 عاما من الديكتاتورية، ليس لدينا المسار السياسي الصحيح للتعبير عن أنفسنا. نحن لا نريد حكما عسكريا، ولا حكم ميليشيات".

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى من تفشي أوبئة مثل السل والحصبة والأمراض المسببة للإسهال بسبب سوء الصرف الصحي خاصة بين النازحين.

وقال الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا، لمؤتمر صحافي بجنيف عبر الهاتف من طرابلس: "نتابع بدقة تحسبا لأي تفش بسبب النزوح إلى مناطق أخرى إلى جانب سوء نظام الصرف الصحي. هناك احتمال كبير جدا" لتفشي الأمراض.

وأفاد أن هناك خمس سيارات إسعاف تعرضت لقصف، فيما كانت تحاول نقل المصابين من منطقة القتال.

وذكرت المنظمة أن لديها إمدادات طبية لمستشفيات طرابلس تكفي أسبوعين.

ويقاوم حفتر حتى الآن ضغوطا من الأمم المتحدة لقبول تسوية لتقاسم السلطة في سبيل إحلال الاستقرار، ويستخدم نفوذه بوصفه حليفا للغرب في مساعي القضاء على الإسلاميين المتشددين في شمال أفريقيا.

وهناك آلاف المهاجرين، معظمهم من سوريا وبلدان إفريقية أخرى، عالقون في مراكز احتجاز مزرية في طرابلس، بينما يقترب القتال.

وظلت ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الراغبين في الوصول الى أوروبا في الأعوام القليلة الماضية.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود"، في تغريدة على "تويتر": "اللاجئون والمهاجرون عالقون في مراكز احتجاز في ليبيا، ويعتمدون كليا على السلطات والمنظمات الإنسانية للحصول على الخدمات الأساسية".

وأضافت: "هناك أنباء عن أن البعض في مراكز الاحتجاز لم يتناول أي طعام منذ أيام... ليبيا ليست مكانا آمنا. لا يمكن الاتحاد الأوروبي أن يدير ظهره للأشخاص المهددين الذين يفرون من هذا البلد".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم