الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حرب أهلية لبنانية بين مجتَمَعَيْن كلٌٌ منهما متعدِّدُ الطوائف

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
A+ A-
سؤال: ما هو تعريف الوظيفة في القطاع العام، أي "وظيفة بالحكومة" حسب التعبير الشعبي؟جواب: هي الوظيفة التي تقبض فيها راتبا دون أن تعمل. هذا تعريف من الثابت أنه أصبح في الدراسات الاقتصادية التقليدية تعريفا للثقافة الشعبية في العالم الثالث كله، أي الدول المتخلفة أو الفاشلة.أكرر: إنه تعريف للثقافة الشعبية حول الوظيفة في القطاع العام. هذا لا يعني طبعا أن كل وظيفة من هذا النوع هي الراتب من دون عمل. في لبنان بلغت هذه الثقافة الشعبية ومنذ زمن طويل حد المهزلة الخطرة والمؤذية. فالحياة السياسية قائمة على فكرة التوظيف في القطاع العام. كان ذلك نمطا تاريخيا منذ تأسيس الدولة ولاسيما بعد 1943. لكن مع هذا الجيل من السياسيين الذي ظهر خلال الحرب الأهلية وتكرّس بعد اتفاق الطائف بلغت شراهة التوظيف في القطاع العام حدودا غير مسبوقة. ها نحن إذن، تبعا للرقم الأخير المتداول أمام 325 إلى 335 ألف موظف في القطاع العام من مختلف الأسلاك والمؤسسات العامة والبلديات. في المبدأ شعب من أربعة ملايين مقيم لماذا يحتاج إلى "شعب" من 325 ألف شخص، أي إلى مليون أو مليون ومئتي ألف شخص إذا احتسبنا عائلاتهم ( فضربنا، من جدول الضرب، الموظف الواحد بأربعة: زوجة وولدين بالإضافة إليه، وهذا قد يكون معدلا أدنى من الواقع!).إذن ربع الشعب اللبناني، وربما ثلثه، بات يعيش في و من القطاع العام. مليون شخص من المفترض أنهم "يديرون" ثلاثة ملايين وفي الواقع وتدريجيا بات هذا المليون عبئاً على جيوب الثلاثة ملايين الآخرين وإنتاجيتهم من حيث الضرائب المتزايدة والديون المتراكمة على الدولة مع كلفة من الموازنة العامة بلغت 40 بالمائة للرواتب ومستتبعاتها وحدها. ناهيك طبعا عن اللاإنتاجية كخسارة للدخل الوطني بكل المعاني.هذه الطبقة السياسية الجشعة والتي ابتذلت الزبائنية في القطاع العام باستسهال وضيق أفق وعدم مسؤولية، أوصلتنا إلى حرب أهلية من نوع جديد، حرب غير معترَف بها ولكنها قائمة منذ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم