السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"مئذنة" عرض راقص عن حلب... كيف يمكن أن نتعامل مع المأساة؟

المصدر: (أ ف ب)
"مئذنة" عرض راقص عن حلب... كيف يمكن أن نتعامل مع المأساة؟
"مئذنة" عرض راقص عن حلب... كيف يمكن أن نتعامل مع المأساة؟
A+ A-

تهدر الموسيقى هدرا ناقلة أجواء الحرب على خشبة المسرح التي تستحيل ساحة معركة في عرض "مئذنة" الراقص الذي ولدت فكرته بعد تدمير مئذنة الجامع الأموي الكبير في مدينة #حلب السورية.

ويقول عمر راجح، مصمم العرض الذي افتتح مساء أمس في بيروت الدورة الخامسة عشرة من مهرجان #بايبود للرقص المعاصر: "عندما كنا في صدد إعداد العرض شئنا أن نركز على مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب (...) لأنها رمز للمدينة ليس فقط على المستوى الديني بل أيضا على المستوى الثقافي والاجتماعي والفني والتاريخي والأثري".

اقرأ أيضاً: "سيتيرن بيروت" اختزالٌ ثقافي لاستحالة يأس المدينة

وكانت مدينة حلب (شمال سوريا) تعرضت لأضرار جسيمة جراء المعارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة بين العامين 2012 و2016.

ويضيف راجح مؤسس فرقة "مقامات" للرقص المعاصر منظمة مهرجان "بايبود": "ذهبت في العرض أبعد من الطابع الديني لهذا الرمز، إذ لهذه المئذنة خصوصيتها غير المغلقة، والمتعلقة بشكل عام بحياتنا الانسانية بعلاقاتنا وتفاعلنا مع الناس".

ويؤكد أن هذه المئذنة العائدة لأكثر من ألف سنة ودمرت العام 2013 ، "تحمل رمزية كبيرة، شبيهة برمزية برج ايفل بالنسبة إلى باريس وبيغ بن بالنسبة إلى لندن".

يبدأ العرض بتجويد ممزوج بموسيقى تكنو. وتتضمن موسيقى العمل أنماطاً عدة من الإرث الحلبي كالقدود والمولد والتجويد وتقوم على حضور العود والآلات الايقاعية.

وساهم في تأليف هذه الموسيقى كل من الموسيقي محمود تركماني والفنان الإسباني بابلو بالاسيو، بالتعاون مع زياد الاحمدية (العود) وجوس تورنبول إيقاع).

تحلق فوق خشبة المسرح طائرة صغيرة مسيرة عن بعد تزيد من أجواء الدمار والموت والصخب.

واذا كانت المئذنة تدعو إلى الصلاة فالعرض يدعو إلى تساؤلات عدة، بحسب راجح: "كيف يمكن أن نتعامل مع المأساة؟ هل يمكن أن نكمل حياتنا بشكل طبيعي؟ هل نتجاهل كل هذه الأمور التي تحيط بنا؟ كيف نتفاعل مع ذلك على المستوى الفردي في ظل أجواء القتل والظلم والاستبداد؟ هل أسكت عنه وأدعي أنني لا أراه ولا أتحرك".

ولم يستعن عمر راجح بأي راقص سوري حتى لا يركز على العاطفة الفردية على حد قوله. ويؤكد في هذا الصدد إن "هذه المأساة لم تشهدها سوريا فحسب فنعيش اليوم في العالم حالات مخيفة".

ويوضح: "لم اشأ أن أوحي أن هذه مأساتنا كسوريين، فهذا الحدث له علاقة بالإنسان في هذا الوقت وفي هذا العصر في أي مكان وجد في العالم".

ويتنقل الراقصون بحالات عدة. فهم حينا القاتل أو الضحية والظالم والمظلوم ويتأرجحون بين الحياة والموت.

وصمم راجح اللغة الحركية معتمداً على تراث المنطقة في الرقص الشعبي فكانت حركات مستوحاة من الدبكة وأخرى قريبة من الصلاة لدى المسلمين، إضافة الى الرقص التعبيري والبريك دانس في ظل إضاءة خافتة كأن الحاضر أمام مشاهد بالأبيض والأسود.

وتطغى اللوحات الثنائية والمنفردة على العمل اذ يتحول الراقصون الاخرون شهودا يتوزّعون بشكل نصف دائري.

وتبدو الحرب مرجعا أساسيا لأعمال راجح منذ انطلاقته.

فالرقص بالنسبة اليه ليس للترفيه والاستعراض، بل هو وسيلة لطرح الأسئلة الوجودية "الرقص هو الجسد وكيفية التعامل معه ككائن موجود على الأرض، وهذا ما نحاول أن نعكسه على المسرح. نحن نحتاج إلى طرح الأسئلة وأن نعيد النظر في الفوضى والفساد وعدم الإساءة الى الآخر".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم