يد الخير تمتدّ للمحتاجين: "بيت البركة" يجمع أكثر من 300 عائلة لبنانية

تولد المبادرات الإنسانية من رحم المعاناة في لبنان. تغيب الدولة أحياناً، فتحلّ مكانها مساهمات فردية تحاول تغطية العجز. جمعية "بيت البركة"، المسجلة في وزارة الداخلية تحت رقم 2277/ 2018، واحدة من الجمعيات التي حملت لواء كرامة المواطن اللبناني، متسلّحةً بإمكاناتٍ ماديةٍ مقبولة، وبمساعداتٍ لا تنقطع من ذوي الخير.

تقول مديرة الجمعية مايا ابرهيمشاه أنّ الفكرة بدأت صدفةً خلال مرورها مع ابنتها في منطقة كرم الزيتون، ففوجئت بعدد كبير من الناس الذين لا معيل لهم، وأغلبهم من المتعلمين والمثقفين الذين أمضوا سنوات عملهم بنزاهة، وبعد تقاعدهم وجدوا أنفسهم وحيدين وبحاجة للمساعدة.

انطلق عمل الجمعية منذ 5 شهور تقريباً جدّياً، وباتت تعنى اليوم بأكثر من 300 عيلة من مناطق لبنانية متعددة: كرم الزيتون، النبعة، الحمرا، راس بيروت، طرابلس، مرجعيون، الدورة، الجعيتاوي وعين الرمانة، وغيرها. كما لا تتوانى عن التأكيد مراراً على احترام خصوصية الفرد، من دون التفريق في الهوية الطائفية أو السياسية، فـ "نطلب من العائلات إخراج قيدٍ لبنانياً فقط لنسجلهم في برنامج المساعدات".

وهذا البرنامج ينقسم إلى 3 أقسام أساسية: الأكل، إعادة تأهيل المنازل والطبابة.

1. الأكل: جُهّزت سوبرماركت خاصة في منطقة كرم الزيتون باعتبارها منطقة محورية للوصول بأسرع وقتٍ ممكن وتفادياً لزحمة السير في بيروت. تفتح أبواب المحل يومي الثلثاء والسبت من كل أسبوع بين الثامنة صباحاً والأولى بعد الظهر. ويقصد المحل كل العيل المحتاجة، الذين يحملون قسائم شرائية تحتوي على عدد من النقاط، يستطيعون من خلالها الحصول على حاجيّاتهم المختلفة "ببلاش"، من مأكل ومواد غذائية ومواد تنظيف وغيرها، "بشرط أن تكون كلّها من أفضل الأنواع، تماماً كالتي أستخدمها في منزلي الخاص" تقول ابرهيمشاه، مؤكّدةً: "هم عائلتي، بطعميهن متل ما بطعمي أهلي". كما تشير إلى أنّ زوجها "يهتم أيضاً بتقديم وجبات يومية لكبار السنّ الذين لا يستطيعون إعداد طعامهم الخاص".

2. إعادة تأهيل المنازل: يكشف أولاً على البيوت التي تحتاج إلى تأهيل، وتعرض الصور على صفحة الجمعية الخاصة في "إنستغرام"، مع شرحٍ تفصيلي للمتابعين حول المواد التي تنقصهم لإتمام التأهيل، إضافة إلى المبلغ المالي المطلوب. في هذا الإطار، تشير ابرهيمشاه إلى أنّه "استلمنا 11 ورشة إلى الآن، وأتممناها كلّها على أكمل وجه". وتضيف: "نعرض الصور قبل البدء بالعمل، وخلال التنفيذ، وبعد الانتهاء أيضاً. نضع المتابعين بشكل مباشر بكلّ التفاصيل والخطوات، ما عدا اسم الشخص الذي نساعده وعنوانه، فنحن نحترم خصوصية المحتاجين، ونحافظ على كرامتهم".

والمساهمون إلى جانب عائلة ابرهيمشاه كثر. إذ تقدم 3 شركات لبنانية كبرى مساعدات دورية للجمعية بشكل رئيسي، وبمختلف المجالات، من المواد الغذائية إلى الألبان والأجبان اليومية الطازجة، إضافة إلى مواد البناء لتأهيل المنازل.

[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/BtRME5nAucF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=n7tac1yxa08x]]

3. أما بالنسبة للطبابة، فاتفقت الجمعية مع عدد من الأطباء لمتابعة الحالات الطبية الطارئة للعائلات.

ولا تغفل جمعية "بيت البركة" عن زرع البسمة على وجوه المحتاجين في الأعياد. إذ تجهّز اليوم أكثر من 30 سيدة حلوى المعمول لتوزيعها في أسبوع الأعياد، إضافة إلى تجهيز صناديق هدايا خاصة بعيد الفطر المقبل، وتوضع جميعها على الرفوف في المحل، "ليأخذها أهلنا بمحبةٍ واحترام".