جمعتهما الحياة ولم يفرّقهما الموت... الزوجان نزيه وراغدة رحلا بحادث أليم

زوّد سيارته بالمحروقات وعاد أدراجه لاصطحاب زوجته التي كانت تنتظره أمام باب منزلها في بلدة زرعون للقيام بزيارة اطمئنان على شقيقتها، وما هي إلا أمتار حتى انقلبت السيارة في منحدر رأساً على عقب، ليلفظا آخر أنفاسهما. هو نزيه نجم ضو وعقيلته راغدة حسين ضو اللذان سجلا اسميهما بالدم على لائحة الموت على طرق لبنان.

"غيبوبة قاتلة"

عند الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس كان الموت بانتظار الزوجين نزيه (71 سنة) وراغدة (67 سنة). ووفق ما شرحه عديل الضحية المختار ماجد زيد لـ"النهار": "كان الزوجان متوجهين إلى منزلنا للاطمئنان إلى صحة زوجتي، أي شقيقة الضحية، بسبب خضوعها لقسطرة في قلبها، لكن للأسف ما إن قطع مسافة قصيرة لا تتجاوز الكيلو متر الواحد، حتى هوت سيارته في منحدر على عمق 150 متراً. وباعتقادي أنه أصيب بغيبوبة نتيجة انخفاض السكر في دمه كونه يعاني مرض السكر في الدم، وسبق أن تعرض لهكذا حالات، الأمر الذي أدى إلى الحادث المروّع". وأضاف: "توفيت راغدة على الفور. أما زوجها فكان قلبه لا يزال ينبض عند وصول عناصر الإسعاف، لكنه استسلم للموت قبل أن يصل إلى مستشفى بحنّس الذي يبعد نحو ربع ساعة عن مكان الحادث".

خسارة مزدوجة

كان المختار متوجهاً إلى المطار لإيصال ابنته حين تلقى اتصالاً يطلعه على الخبر الكارثي، فعادا أدراجه مع ابنته التي أجلت سفرها بعد صدمتها بوفاة خالتها وزوجها. ولفت إلى أن "نزيه كرّس حياته من أجل تربية ولديه، عمل سائق سيارة أجرة قديمة من نوع مرسيدس كانت باب رزقه الوحيد، لأن وضعه المادي كان مزرياً". وتابع: "قبل فترة أصيب بمرض السكر في الدم الذي أثّر على بصره بشكل كبير". وأضاف: "خسارتنا كبيرة. فقد كان نزيه وراغدة من خيرة الناس، عاشا حياتهما بهدوء. لم يفتعلا يوماً إشكالاً، واجها صعوبة الحياة بالصبر والرضا، إلى أن كانت نهايتهما بهذه الطريقة المأسوية".

ووري جثمانَي نزيه وراغدة في الثرى اليوم، وأقيمت الصلاة على جثمانيهما في نادي السنديانة ـ زرعون. سيرقدان سوية بعد أن عاشا سنين طويلة من عمريهما جنباً إلى جنب، وكأنهما رفضا، كما قال المختار، "أن يفرق الموت بينهما، فرحلا معاً".